المؤلف:
موقع الأوائل التعليمي

صنع العمالقة وخذل نفسه "إزرا باوند" على إثر وفاة الموسيقية وعازفة الكمان أولجا رادج في 1996 عن مئة عام تذكرت الأوساط الأدبية في العالم إزرا باوند بعد أن كان منسيا ذلك أن رادج كانت عشيقته لمدة تزيد عن نصف قرن والمدافعة الوحيدة عن سمعته بعد وفاته . إزرا باوند (1885-1972):- شاعر وناقد وأديب أمريكي  هاجر إلى أوربا في أوائل القرن العشرين مغمورا لا يعرفه أحد واصبح في غضون  سنوات قليلة واحدا من أبرز شعراء العالم، وصانعا لجيل كامل من الشعراء والأدباء والنقاد العمالقة كان لهم أثر في الأجيال التالية بما إرتادوه من آفاق وإستحدثوه من اتجاهات فكرية واشكال جمالية وفنية جديدة. كان إزرا باوند مدرسا رائعا لأولئك الكتاب الذيم كانوا على إستعداد ومهيئين لأن يتعلموا منه ، منهم مثلا ويليام كارلوس ،هيلدا دوليتل، ت .س إليوت ،الذي بسط نفوذه على جيل كامل من الشعراء، وويند هام لويس زميل باوند في تحرير مجلة الإنفجار "بلاست" وأرنست همنغواي الذي طبق بعض نظريات أزرا باوند في باكورة نثره، يقول عنه همنغواي إن باوند أعظم شعراء هذا القرن يكرس خمس وقته للشعر ، وفي الوقت الباقي يحاول أن يحسن أوحوال أصدقائه الفنية والمادية ويدافع عنهم وينشر أعمالهم في المجلات ويخرجهم من السجون ويقرضهم النقود و.... وقد أنقذ ت.س.إليوت من البنوك وأكثر من ذلك ابعد أثرا وأكثر إيجابية فإن باوند أول من عمل على نشر قصيدة لإليوت بعد ان قام بتهذيبها وتنقيحها .

ازرا باوند في الإغتراب :- كانت ظاهرة الإغتراب تفشت بشكل كبير في صفوف الأدباء الأمريكين ومنهم أزرا الذي فشل في أن يكون مدرسا متمرسا في مدرسة كراوفورد فيل في إنديانا الأمريكية وكذلك في وظيفة مدرس في كلية جامعية لأنه لايحب المحافظة الإلتزامات المنهجية وهاجر في 1908 إلى أوربا ، وقد بدأ الأمريكون ينظرون بشيء من الريبة لهذه التصرفات في الهجرة من بلد الرخاء إلى بلاد الفقر والعوز!!! حتى أن تيودور روزفلت قال عن أحد الأدباء المهاجرين وهو هنري جيمس " الحقير الصغير المتودد إلى من هم أعظم منه" !؟ بعد وصول ازار باوند إلى أوربا إقتحم بشكله الأمريكي التقليدي النوادي الأدبية متجاهلا الإستغراب ومعتدا بجديده عبر إشتباكه في مناقشات حادة إما إفتعلا منه أو من غيره للفت الأنظار إليه، وتحولت نظرة الندرة الأدبية إلى القادم الأمريكي البوهيمي لشيء من الإعجاب والحسد فهو على صغر سنه يمتاز بنضج مبكر ويعرف عدة لغات اللاتينية والإيكالية والفرنسية وحتى الصينية واليابانية وكان يمتاز بقوة تأثير وحضور طاغ فيما يرتاد من أماكن