المؤلف:
ندى
مقالات الأوائل
محمود الخطاطبة _ عندما نعترف، بكل جرأة، أن هناك خللا في المنظومة التعليمية، فإن ذلك يشكل بداية الطريق لحل المشكلة، خاصة عندما تشارك جميع الجهات المعنية، أكاديمية وتربوية وسواها، في الحل، وبشكل فاعل. إذ إن رسوب عشرات الآلاف من الطلبة في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي"، يدلل على وجود تحد يواجه التعليم في المملكة، مع انعكاس ذلك، بالتالي، على سوق العمل، والبطالة، ومن ثم الأمن المجتمعي. كما يوجب ضرورة أن يتنبه الجميع للعمل على تطوير منظومة التعليم ككل، بدءا من الصف الأول الأساسي وحتى نهاية مرحلة الثانوية العامة. مما يدلل على وجود ضعف واضح بيّن في العملية التعليمية، أنه في العام الدارسي 2015/ 2016، ووفق أرقام وزارة التربية والتعليم، بلغت أعدد الراسبين في امتحان "التوجيهي" نحو 25 ألف طالب وطالبة من الطلبة النظاميين. أضف إليهم حوالي 19 ألفا تقدموا للامتحان وفق الدراسة الخاصة لم يحالفهم الحظ بالنجاح، ناهيك عن 47125 شخصاً استنكفوا، وليصبح العدد الإجمالي لمن لم يستطيعوا اجتياز الامتحان 91234 شخصاً. والحديث الذي دار بين جلالة الملكة رانيا العبدالله وطلبة ثانوية عامة التقتهم جلالتها مؤخراً، دليل على وجود مشكلة ليست بسهلة، تستدعي تضافر الجهود لحلها. فهؤلاء الطلبة أبدوا امتعاضهم من امتحان "التوجيهي"، ووصفوه باختبار ضعيف البنية قوي في التشديد، وأنه امتحان لم يستطع أن يقيس إلا معدلات الغش، ولم يكن دقيقا في قياس قدرات الطلبة. إن عملية تخريج جيل من الشباب يتسلحون بسلاح العلم الصحيح، خصوصاً فيما يتعلق بالتعليم التقني والمهني، تعتبر من أساسيات صنع التغيير المطلوب، الذي يسعى إليه الجميع. فالشيء الظاهر هو وجود ضعف عام في النظام التربوي. وقد يكون هناك خلل لدى بعض المعلمين قبيل التحاقهم بمهنة التدريس، ولديهم ضعف في اتباع عملية التدريس السليمة الصحيحة. وهنا يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، مسؤولية الاهتمام بذلك وإعطائه أولوية لينعكس بشكل إيجابي على الطلبة ومن ثم المجتمع ككل. يجب أن تكون لدينا منظومة تعليم حديثة متطورة، تواكب مستجدات العصر وتعمل على غرس القيم والسلوكيات الإيجابية في نفوس أبنائنا الطلبة، مع ما يتضمن ذلك من تأهيل للمعلمين قبل التحاقهم بالخدمة وتدريبهم بشكل كاف. فها هو الوزير د. محمد الذنيبات قد مضى على  تربعه على كرسي "التربية" نحو أربعة أعوام، ولم تحقق الوزارة في عهده المطلوب على طريق إيجاد منظومة تعليمية تواكب متطلبات العصر، سوى "ضبط الغش بامتحان التوجيهي". فلم يتحقق شيء مفيد وصحي بموضوع مهم وذي أبعاد تؤثر على الأمن الوطني، ألا وهو مرحلة التعليم المبكر، والتي ما تزال تعاني من قصور وضعف. والوزير نفسه يقر بوجود نحو 100 ألف طالب من طلبة الصفوف الثلاثة الأولى الأساسية لا يجيدون القراءة والكتابة. وللعلم فإن المناهج المدرسية الجديدة التي تتباهى بها "التربية" ووزيرها د. محمد الذنيبات وكبار مسؤوليها، لم تشمل صفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر."الغد" أوائل-توجيهي أردني