المؤلف:
safaawa2el

المقدمة:

يُقصد بالاحتواء أن يتقبل المعلم مشاعر الطلاب وأفكارهم بطريقة إيجابية تزيد من الألفة والود والحب بينهم، بحيث يترك الطالب نفسه للأستاذ يوجهه كما يريد، واثقا في كل ما يقوله أو يفعله، فهو كالأب أو الأخ الأكبر أو الصديق المخلص.  أما المتابعة فهي الخطوة التالية للاحتواء، فبعد أن يؤسس المعلم علاقة بينه وبين الطلاب على أساس الحب والثقة، يحاول المعلم توطيدها بالمتابعة من خلال مساعدته على تحديد مشكلاته وعلاجها. وللمتابعة صورتان: معنوية: تتمثل في متابعة أحوال الطالب النفسية والاجتماعية والشخصية.  مادية: تتمثل في متابعة أحوال الطالب المادية والحسية.

أولا: أشكال الاحتواء

من أشكال الاحتواء ومظاهره ما يلي:

  • ابتسامة المعلم في وجه طلابه –معظم أوقات الدرس- تشعرهم بالحب والتفاؤل اللَّذين ينعكسان عليهم بالضرورة في قبول المادة المتعلمة والإقبال عليها، وكذلك تخفف عليهم صعوبة المادة الدراسية بدرجة كبيرة. ومن الطرق التي يلجأ إليها المعلمون: رواية نكتة أو فكاهة أو قصة مضحكة، أو اصطناع موقف مع أحد الطلاب يطبعه شيء من الدعابة والترفيه، وعادة ما يكون في كل صف مجموعة من الطلاب المحبوبين الذين يؤدون هذا الغرض دون غضب أو تذمر، مع الحفاظ على مشاعرهم واحترامهم.
  • أن يَعْدِل المعلم في معاملة الطلاب، فلا يفضل المتفوقين على المتعثرين، ولا بعض الجنسيات على أخرى، ولا الكبار على الصغار، فالكل على مسافة واحدة منه.
  • أن ينادي المعلم طلابه بأسمائهم، ولا سيما بما هو شائع في الثقافة العربية، مثال: “حمادة” لاسم “محمد أو أحمد”، أو “حسون لاسم “حسن”… وهكذا.
  • كسر الحاجز النفسي بين الأستاذ وطلابه في اليوم الأول، ويكون بإزالة حاجز الرهبة الناشئ عن اختلاف الجنسية والثقافة وربما النوع. وبناء علاقة جديدة ظاهرها الاحترام وباطنها الحب والرحمة.
  • تعزيز المعلم لطلابه بما يناسب أفعالهم إيجابًا وسلبًا، ولنا فيما نصحنا به الرسول –صلى الله عليه وسلم– أسوة  حسنة حينما قال: “تهادوا تحابوا”، فإذا أعطى المعلم طالبه هدية كسب قلبه، وربما احتفظ الطالب بتلك الهدية حتى آخر العمر ولو كانت بسيطة. (تذكر إحدى الطالبات أنها تحتفظ بورق الشيكولاتة التي أهداها لها أستاذها في ألبوم الصور من سنوات)، وفي المقابل فالتعزيز السلبي يعطي انطباعا للطلاب أنه أمام شخصية قوية، تتسم بالاحترام والهيبة.
  • مرونة المعلم في بعض ما يطلبه الطلاب، فربما تعترض الإدارة مثلا على إعطاء الطالب إذنًا بالخروج لقضاء حاجة مهمة، فيتوسط المعلم لمساعدة هذا الطالب حتى يقضي حاجته، مما يبقي عظيم الأثر في قلب هذا الطالب، بل جميع الطلاب الذين يرون أستاذهم حريصا على مساعدتهم.
  • يشارك المعلم طلابه ثقافة المجتمع بكل مكوناتها، فيأكل معهم الأكلات الشعبية والعكس، و يتبادل الزيارات إلى بيوتهم، ويُطلعهم على طرق الملبس والمشرب والعادات والتقاليد، كما يحضر المناسبات الخاصة بهم مثل: “الأعياد الوطنية والمناسبات الدينية وحفلات الزواج والنجاح”، مما يشعرهم بأن هذا المعلم منهم، فيعكس بذلك صورة إيجابية عن تلك الثقافة في نفوس الطلاب؛ فيؤثر إيجابًا على أدائهم التعليمي. (حضر مجموعة من الطلاب حفل زفاف أحد المعلمين الريفيين وصوروه، وأخبروا أسرهم الذين هنؤوا المعلم من شتى البلاد، وذكر الطلاب أنهم لن ينسوا هذا اليوم أبدا، حيث عاشوا اللغة العربية وثقافتها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى).
  • جلوس المعلم بين الطلاب بدون أية حواجز مادية – كالمكتب أو ما شابه – من أقرب الطرق التي تحقق احتواء الطلاب؛ لأن ذلك يشعرهم بالقرب والحنو. (بعض المعلمين يغيرون موضع جلوسهم من خلف مكتبهم ليكونوا مقابلين للطلاب مباشرة دون حواجز، وهو أمر محمود.
  • يعطي المعلم كل طالب نصيبه من النظر عند تحركه بين الصفوف، فيشعر الطالب بأن المعلم يخصه هو بالنظر عن باقي زملائه، ولنا في الرسول –صلى الله عليه وسلم– مثالا رائعا، حيث أُثر عنه أنه كان عندما ينظر للصحابة يشعر كل منهم بأنه مخصوص باهتمامه ونظره (صلى الله عليه وسلم).
  • عند تحرك المعلم بين الصفوف يمكن أن يربت المعلم بيده على أكتاف الطلاب أو رؤوسهم أو أيديهم، وفي معنى الحديث “تماسوا تراحموا”، مع الحذر لأن بعض الثقافات ترفض هذا النوع من الملامسة.
  • يربط المعلم الأحداث والمواقف الحياتية بالقيم الدينية والأخلاقية؛ فيشعر الطلاب بأنهم داخل حظيرة الإيمان التي تحتويهم، مثال: إذا سخر طالب متفوق من قرينه المتعثر، فيربط المعلم الموقف بآيات القرآن التي تذم السخرية (لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ)، فحينها يكون المعلم قد احتوى كلا الطالبين إيمانيًّا.
  • القوة العلمية والثقافية والأخلاقية للمعلم تعمل على احتواء قلوب الطلاب قبل عقولهم، حيث يشعر الطلاب أنهم أمام جبل من المعرفة، فلا يسألونه شيئا إلا أجاب عنه، مما يحدث أبلغ الأثر في احتوائهم.

ثانيا: أشكال المتابعة

قبل الخوض في أشكال المتابعة، لا بد من التنويه على أن أهم وسيلة من وسائل المتابعة على الإطلاق هي متابعة الطلاب بالعين؛ فالمعلم يميز الطالب الفاهم من غيره بالعين، ويتابع المريض من الصحيح بالعين، ويتابع النشيط من النائم بالعين، ويتابع المنتبه من المنشغل بالعين، ويتابع المتفاعل من المنصرف بالعين، فالمعلم الذي لا يتابع طلابه عن طريق “العين” يكون كالطائر الذي فقد جناحيه، أنى له أن يطير. * ماذا ينتج عن عدم إدراك المعلم لأشكال متابعة الطالب؟ للإجابة على السؤال السابق تعالوا نحلل المشكلة التالية: أحد المعلمين يشرح ويشرح -بمنتهى القوة- أحد دروس النحو الطويلة والصعبة، وبينما هو كذلك قام أحد الطلاب وسأله السؤال التالي: هل رأيت مبارة كرة القدم أمس يا أستاذ … كانت جميلة؟ فما مستويات ردود أفعال المعلمين؟

تباينت ردود أفعال المدرسين نحو هذا الموقف إلى المستويات التالية: المستوى الأول: سيفهم المعلم الموقف على أنه سوء أدب من الطالب، فيقطع المعلم الدرس وينهره بشدة، ويسأله كيف تقطع الدرس بهذا الكلام التافه، و و و …، ثم يتابع شرحه للدرس. المستوى الثاني: سيفهم المعلم الموقف على أنه سوء أدب من الطالب، لكنه سيتجاهل كلامه، ويكمل شرح الدرس. المستوى الثالث: سيفهم المعلم أن الطالب يريد المزاح، فيقطع المعلم الدرس ويشاركه الرأي، فيقول: نعم رأيتها كانت جميلة وممتعة، وربما يشرك بعض الطلاب أيضا”، ثم يعود إلى موضوع الدرس. المستوى الرابع: سيفهم المعلم أن هذا الطالب لديه مشكلة في الدرس، ربما ترجع لصعوبته، أو ربما ترجع لشعوره بالملل، وربما المشكلة متعلقة بالطالب نفسه، فكأن الطالب يقول: “أيها المعلم … أشعرُ بالإحباط … من فضلك توقف ولا تشعرني بمزيد من الإحباط”، وأول ما يتوجب فعله أن يسأل المعلم نفسه السؤال التالي: “هل هذه المشكلة خاصة بهذا الطالب فقط أم أنها مشكلة عامة يشعر بها جميع الطلاب؟” ولكي يصل المعلم إلى الإجابة الصحيحة، عليه أن يقطع الدرس قائلا: “من الواضح أن الدرس صعب عليك وممل، وأنا أشعر بذلك فمن يوافقني الرأي يا طلابي”. فإن وافقه كثير منهم علم أنها مشكلة عامة بين الطلاب؛ ومن ثم عليه تنويع المثيرات، وتغيير طريقة التدريس. وإذا كانت مشكلة فردية فعليه مؤازرة هذا الطالب بالتشجيع والإعادة حتى يفهم الدرس جيدا.

وبعد الإجابة عن السؤال السابق وتحليل المشكلة نفهم أن المتابعة من أهم عناصر التفاعل؛ إذ يتوقف عليها استكمال الدرس من عدمه، واتباع نفس طريقة التدريس أو تغييرها، ولكي تكتمل الفائدة ننتقل بالحديث إلى أشكال المتابعة التي نلخصها في النقاط التالية:

متابعة المعلم أحوال الطلاب الصحية:

يتابع المعلم الطالب المريض في الصف وينصحه أن يأخذ الدواء، كما يتابع ضعيف الإبصار أو السمع فيُجلسه في الصف الأول، وكذلك متابعة المسؤولين عن شؤون الطلاب -الإدارة أولياء الأمور- بشأن حالتهم الصحية. (يُذكر أن أحد المعلمين قد قام باكتشاف بعض الظواهر المرضية لأحد الطلاب، وقام بالاتصال بأسرته، وفعله ذلك كان السبب في الاكتشاف المبكر لأحد الأمراض وعلاجها). ولا بد أن ينتبه المعلم كذلك إلى أن هناك بعض الأمراض الموسمية الخاصة بجنسية معينة دون غيرها، كانتشار الحساسية بين طلاب الغرب نتيجة ارتفاع الحرارة، أو الأمراض الجلدية في بلاد الجنوب … إلخ).

متابعة أحوال الطلاب المادية:

قد تكون أحوال الطلاب المادية عائقا مهما أمام مواصلة التعلم، ومن ثَم يتابع المعلم طريقة معيشة الطلاب من مأكل وملبس ومصروفات. فقد يعاني بعض الطلاب من سوء التغذية بسبب عدم معرفته بالأطعمة الجديدة عليه، أو ربما ليس لديه مال لشراء مستلزماته الضرورية؛ ولذلك كان على عاتق المعلم متابعة مثل هذه الحالات، ويعمل قدر الإمكان على مساعدتهم من خلال المسؤولين عن هذه الأمور، وخاصة أن كثيرا من الطلاب الذين يحتاجون يستحون من السؤال.  ومن الأمور التي تساعد المعلم على متابعة النواحي المادية للطلاب “مظهرهم، وملابسهم، وسكنهم، وقدرتهم على شراء الأطعمة أثناء الاستراحات بين الدروس… إلخ”، وبناء على ذلك يتخذ المعلم الإجراءات المناسبة حيال ذلك، مثل: إقامة معارض خيرية للملابس، أو مساعدتهم في البحث عن سكن… وغيره. (يذكر أن أحد المعلمين قام بمتابعة سكن بعض الطلاب، فظهر له أن كثيرا منهم ينامون في مجموعات كبيرة في غرف صغيرة بلا أثاث، كما أنهم يتناوبون فيما بينهم على حضور الدروس لعدم القدرة على دفع نقود المواصلات، ولكنهم يستحون من السؤال مع حرصهم على التعلم والاجتهاد).

متابعة حضور الطلاب:

يجب على المعلم متابعة حضور طلابه، ومعرفة أسباب انقطاعهم عن الحضور من خلال الاتصال الهاتفي أو من خلال أصدقائهم، ولو أمكنه مساعدتهم أثناء غيابهم يكون أفضل، كأن يرسل لهم الدروس بطريقة ما. (يذكر أحد الطلاب أنه تعرض لحادثة، فطلب معلمه من الطلاب كتابة موضوع إنشاء، يوجهون فيه كلمة لصديقهم. وبعد جمعه لجميع الإنجازات ذهب برفقة الطلاب الذين اشتروا له هدايا إلى سكنه، وبعد شفاء هذا الطالب ذكر أنه لم يشعر بألم الحادثة؛ لأنه بين أهله وأسرته، وكذلك شعر باقي الطلاب بالأمان لوجود معلمهم بينهم، فهم يثقون بأنه لو حدث شيء لهم فسوف يكرر معهم ما حدث لصديقهم).

متابعة تقدم الطلاب علميا:

يجب على المعلم متابعة تقدم الطلاب علميا من خلال إخبارهم بمستواهم بعد كل فترة، أو إخبار أولياء أمورهم إن كانوا صغارا، كما يرشدهم إلى طرائق العلاج في حالة المشكلات العسيرة (يذكر أحد المعلمين أنه تلقى شكاية من ولي أمر أحد طلابه عن ضعف أبنائه في الكتابة والإنشاء، فنصحه بتشغيل بعض الفيديوهات المحببة لديه، ثم القيام بتلخيصها أو محاكاتها حتى انتهت مشكلته، فكان لمتابعة المعلم بالتنسيق مع المسؤولين أبلغ الأثر في انتهاء مشكلة الطالب).

متابعة أثر طريقة التدريس:

يجب على المدرس أن يتابع نتائج طريقة تدريسه أثناء السير في الدرس، فربما اعتمد على طريقة التعلم الذاتي والدرس يحتاج للتعلم التعاوني، وربما اتبع طريقة الاستكشاف والدرس يحتاج طريقة الاستقراء، فعلى المدرس متابعة الطريقة  المناسبة للدرس.

متابعة تطبيق التعليمات:

متابعة تطبيق تعليمات المعلم داخل الصف من أهم إجراءات المتابعة، كأن يتابع التزامهم بآداب الحديث، والتزامهم في إحضار الكتب والأدوات… إلخ.

متابعة كتابة الطلاب:

لا بد أن يتابع المعلم كتابة الطلاب من السبورة وطريقة تنظيم دفاترهم؛ مثل: كتابة التواريخ، وحسن الخط، ونظافة الدفاتر، وتنظيم سرعة الكتابة. إضافة إلى إن بعض الطلاب لا يهتمون بكتابة الدروس؛ مما يعود بأسوأ الأثر على تعلمهم.

متابعة واجبات الطلاب:

متابعة الواجبات من المهام التي يجب على المعلم مراقبتها، وينصح أن يكون ذلك في آخر الدرس؛ لأنه في حالة عقاب المعلم للطلاب المهملين في بداية الدرس سيؤثر ذلك سلبا على تلقيهم للدرس الجديد. ومما ينصح به، متابعة الواجبات -في الأيام الأولى للتدريس- يوميا، حتى إذا انتظم الطلاب في أدائه تابعه المعلم مرات قليلة وبطريقة مفاجئة.

متابعة مشكلة نوم الطلاب:

لمعالجة تلك المشكلة لا بد من تناول أسبابها وأعراضها وطرق علاجها، ولنبدأ بذكر أسبابها:

أولا: أسباب نوم الطلاب

  • انخفاض إضاءة الصف: بسبب ضعف المصابيح أو قلتها مع اتساع الحجرة، أو عدم وجود نوافذ كافية لإدخال  الضوء.
  • ضعف تهوية الغرفة: بسبب قلة النوافذ، أو انخفاض سقف الغرفة، أو عدم وجود المراوح والمكيفات.
  • جلوس الطالب بطريقة سيئة: فجلوس الطالب يده تحت خده، أو عقد ذراعيه في بعضهما، أو إسناد رأسه  وجسده على الحائط، كل ذلك من شأنه إبطاء مرور الدم بالسرعة المطلوبة إلى المخ؛ فيؤدي ذلك إلى استرخاء الطالب وخموله ورغبته في النوم.
  • رتابة الدرس: عدم استخدام المعلم مهارة تنويع المثيرات بكل ما تحتويه من مهارات أخرى فرعية؛ كتنويع  الصوت والحركة وطريقة التدريس … إلخ.

ثانيا: أعراض النوم وعلاماته

  • لا يحرك الطالب عينيه، وإنما ينظر في اتجاه واحد.
  • يخلع الطالب نعليه (دون أن يشعر)، ويصاحب ذلك استرخاء رأسه وظهره على مقعد الكرسي، أو الحائط إذا كان قريبا منه.
  • لا يخرج الطالب صوتا، بل يفتح فاه قليلا.
  • يخرج العرق من جبينه صيفا، أو ينكمش جدا شتاء.
  • يمد الطالب رجليه لتصيرا متباعدتين –لا شعوريا- بسبب ضعف قدرته على التحكم في أعصابه، ومن ثم يجب أن ينتبه المعلم لكل هذه العلامات، وإلا فقد طلابه.
  • كثرة التثاؤب من أبرز علامات النوم، وللأسف تنتشر بين الطلاب سريعا داخل الصف إن لم يقاومها المعلم.
  • بطء حديث الطالب وانخفاض نبرته؛ حتى أن القريبين منه لا يمكنهم متابعته.

ثالثا: طرق العلاج

علاج الأسباب البيئية:

  • في حالة انخفاض إضاءة الغرفة يجب على المعلم إضاءة كافة الأنوار، أو فتح النوافذ لإدخال الضوء.
  • في حالة ضعف التهوية، يجب أن يقوم المعلم بفتح الأبواب، أو النوافذ، أو تشغيل المراوح والمكيفات، فقد يكون الحر الزائد أو الدفء الزائد من الأسباب المباشرة للنوم.
  • في حالة جلوس الطلاب بطريقة سيئة يجب على المعلم أن يجلسهم في مجموعات “تعاوني”، فضلا عن تغيير أماكنهم.

علاج الأسباب المتعلقة بالمعلم:

  • يجب أن يدرك المعلم أن السبب الرئيس وراء نوم الطلاب هو المعلم نفسه؛ إذ إنه من البداية لم يقاوم أعراض النوم ولم ينتبه إليها، ولم يساعد الطلاب على مقاومتها.
  • يجب أن يدرك المعلم أنه تكلم كثيرا، وأهمل تفاعله مع الطلاب، وواصل الدرس في رتابة معينة، أدت إلى هذه النتيجة.
  • ربما يكون سبب النوم مشكلات خاصة بالطالب ذاته، كالمشكلات الأسرية أو النفسية أو المرضية… إلخ، ومن ثم يجب على المعلم متابعتها ومحاولة حلها.

الفيصل في كون المشكلة متعلقة بالطالب أو المعلم هو مدى انتشارها بين الطلاب، فإذا كانت حالة النوم فردية فهي متعلقة بظروف الطالب، وإذا كانت جماعية فالسبب فيها هو المعلم لا غير. وفي كلتا الحالتين فإن للمعلم خيارين:

  • إذا كانت المشكلة فردية: يأخذ المعلم هذا الطالب جانبا ويستفسر منه عن أسباب المشكلة محاولا مساعدة  الطالب، ويشركه كذلك في أنشطة الصف (كأن يقول له افتح النافذة، اقرأ النص، ردد ما قاله زميلك، أجب عن سؤالي، قف بجواري على السبورة لتساعدني… وهكذا).
  • إذا كانت المشكلة عامة: يترك المعلم درسه مباشرة لأن هناك أزمة كبيرة -المدرس الذي يستمر في الدرس يكون  كمن يسبح ضد التيار- ويبدأ في تنويع المثيرات؛ كأن يكلفهم ببعض التمارين الرياضية الجماعية، أو يعطيهم استراحة وجيزة، أو يطلب منهم ترديد نشيد جماعي، أو القيام بمسابقة سريعة، أو طرح أسئلة سريعة قصيرة، أو تبادل الطلاب الأماكن فيما بينهم…إلخ.

خلاصة وتعليق:

بعد عرض هذه المهارة نستنتج ما يلي:  – الاحتواء أن يتقبل المعلم مشاعر الطلاب وأفكارهم بطريقة إيجابية، أما المتابعة فهي مساعدة الطلاب في تحديد مشكلاتهم وعلاجها. – من أشكال الاحتواء ابتسامة المعلم في وجه طلابه، وعدله في معاملة الطلاب، ونداؤه لهم بأسمائهم… إلخ – إن أهم وسيلة من وسائل المتابعة على الإطلاق هي متابعة الطلاب بالعين. – من أشكال المتابعة متابعة أحوال الطلاب الصحية والمادية والعلمية… إلخ  – ترجع أسباب نوم الطلاب داخل الصف إلى جوانب مادية كانخفاض التهوية والإضاءة، أو جوانب أخرى متعلقة بالمعلم كالرتابة وخلو الدرس من الأنشطة.