عمان- بتأن وبعد تفكير عميق حرص الطالب محمد علي على التأني في تعبئة طلب الالتحاق بالجامعات الأردنية، مركزا خلال تعبئته للطلب على التخصصات التي يرغب بها وتناسب معدل الثانوية العامة. استعان محمد الذي اجتاز امتحان الثانوية العامة للعام الدراسي 2016-2017  بمعدل 79 في الفرع الأدبي بأفراد عائلته لانتقاء التخصصات التي يرغب في تعبئتها في الطلب الجامعي، خصوصا بعد رؤيته للأعداد الكبيرة من الشباب الذين تخرجوا ولم يحصلوا على وظيفة بعد. يقول “أردت أن أستفيد من أخطاء غيري ولن أدرس تخصصات لمجرد رغبة أهلي أو رغبتي فيها وإنما سأحرص أن تكون ذات جدوى بعد التخرج”، مبينا أهمية الدراسة التي نشرها ديوان الخدمة المدنية حول واقع عملية العَرض والطلب على التخصصات العلمية. وكانت الدراسة التي نشرها ديوان الخدمة المدنية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومجلس التعليم العالي تناولت دراسة التخصصات الراكدة والمشبعة، موصية بوقف استحداث أي تخصص جديد من التخصصات المصنفة بالمشبعة والراكدة وتخفيض القبول في تلك التخصصات بنسبة 10 بالمائة سنويا ولمدة خمس سنوات ابتداء من الدورة الشتوية 2016 -2017.  اتخاذ قرار فوري من مجلس الوزراء بوقف تدريس التخصصات التي لا تطلب في القطاع العام والخاص مثل تخصصات، الفلسفة، العلوم السياسية، علم النفس، معلم صف ذكور، تربية ابتدائية وطفل تعد خطوة إيجابية لاقت إعجابا وتجاوبا كبيرا من قبل أولياء الأمور الذين اعتبروا هذه الدراسة دليلا لهم في تعبئة طلبات الالتحاق الخاصة بأبنائهم كما سهلت على الطلبة كيفية اختيار تخصصاتهم. من جهة أخرى استعان الطالب معتصم الحياري بالدراسة ذاتها لاستبعاد اختيار إحدى التخصصات الراكدة وغير المطلوبة في سوق العمل، مبينا رغبته في دراسة تخصص جديد ومختلف ويتناسب مع رغباته وطموحاته. ويلفت معتصم إلى تجارب أصدقائه السيئة السابقة في تعبئة طلبات الالتحاق، حيث كان يقع بعضهم في مطب سوء الاختيار في حين يميل الآخرون إلى تخصصات امتلأ بها سوق العمل. في حين عدل حسن سالم عن اختيار تخصص نظم المعلومات الإدارية الذي كان يرغب بدراسته بعد اضطلاعه على الدراسة التي اعتبرته من التخصصات المشبعة. وتعتبر هذه الدراسة دليلا وموجها للطالب ليضع قدمه على الطريق الصحيح في الحياة المهنية، حيث لفتت الدراسة الانتباه إلى العديد من التخصصات التي كان يعتقد بعض الشباب أنها لا تناسبهم أو تليق بالإناث أكثر. يقول “اخترت الجغرافيا بالرغم من أنني لم أكن أتوقع يوما بأنني سأدرسه كتخصص في الجامعة”، خصوصا وأنه كان يجد أن هذه التخصصات تناسب الإناث أكثر. ويتفق العديد من أولياء الأمور بأهمية الخطوة التي اتخذتها وزارة التعليم العالي بمشاركة ديوان الخدمة المدنية حول آلية اختيار التخصصات، لافتين أن تكاليف الدراسه الجامعية ليست هينة إذا لا بد من اختيار صحيح. بدوره أكد اختصاصي الارشاد النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة أن التوعية المهنية تتطلب أن يكون هناك توعية وارشاد من قبل الثانوية العامة، من خلال عقد المحاضرات والمؤتمرات في المدرسة وعمل نشاط جامعي وبالتعاون مع التعليم العالي يسبق امتحان الثانوية العامة. ويلفت مطارنة إلى أهمية وجود توعية وتوجية منزلي ومجتمعي لرؤى الطالب حول التخصصات التي يرغب بالتقدم بناء على ميوله ورغباته، إضافة إلى أن أهمية أن يستبعد الطالب عند تعبئة الطلب التخصصات المشبع السوق منها. من جهته بذل ديوان الخدمة المدنية وبحسب الدراسة التي نشرها جهودا مكثفة ومضاعفة طوال السنتين الماضيتين لغايات تسهيل عملية عرض وتبويب التخصصات التي تتضمنها دراسة العرض والطلب، حيث أنهى الديوان عملية تبويب وترميز التخصصات التي تضمنها طلب الالتحاق بالجامعات الرسمية من خلال تشكيل فريق عمل من موظفيه، وقام بتزويد وحدة القبول الموحد بالتصنيف المطلوب لبيانات الدراسة وعرضها على موقع القبول الموحد قبل إعلان نتائج الثانوية العامة، وبدء المباشرة بعملية التسجيل للالتحاق بالجامعات وكليات المجتمع. وعلى الطالب، وفق مطارنة أن يفكر كثيرا قبل أن يختار التخصص وان يكون التخطيط له مسبق حتى يتقدم بشكل ايجابي وأن يكون اختياره صحيحا”. ويثمن الخطوة التي اتخذها ديوان الخدمة المدنية حول آلية اختيار التخصصات وفق معايير العرض والطلب باعتبارها دليلا يستعين به الطلبة، كما أنها حمتهم من الوقوع في فخ سوء الاختيار. ويوضح مطارنة أن التعليم حالة من المهارات والقدرات التي يجب التعامل بها والطالب المبدع ليس من ينتظر سوق العمل وإنما هو من يخلق سوق العمل. ويضيف أن الدراسة في الجامعة لا تعني فقط التخصص الأكاديمي وانما على الطالب ان يبحث عن النوافذ الخاصة في هذه العملية وان يتدرب على هذه المهنة وتطوراتها وان يشارك بالمؤسسات ويطلع على تطوراتها قبل التخرج حتى يتمكن بعد ذلك أن يحظى بالوظيفة الملائمة، فهنالك العديد من الطلبة الذين أسسوا شركاتهم في الجامعة من خلال تخصصاتهم. إلى ذلك، لا ينبغي أن يصاب الطالب بالإحباط، إن تخرج ولم يجد عملا، فهناك فرص كثيرة يجب أن يستغلها، كما يجب ان يبحث بذاته وبمهاراته وقدراته حتى يصل إلى ما يريد، سوق العمل ليس سهلا، لذا ينبغي على الطالب ان يكون قادرا على ان يبني نفسه بنفسه. ويذهب إلى أن الإنسان الطموح والجاد يجب أن يفكر جيدا قبل اختيار تخصصه وأن يكون واقعيا وجديا في دراسته.

أوائل - توجيهي أردني