عمان- في سعيها للنهوض بمستوى اللغة العربية بين فئات كبيرة من الطلبة، وفي وقت تلقى اللغات الأخرى اهتماما كبيرا دون اللغة الأم، دأبت أكاديمية الرواد الدولية منذ ثماني سنوات، على تنظيم دوري اللغة العربية، الذي يستهدف طلبة المدارس من مختلف مناطق المملكة. وفازت مدرسة أكاديمية الرواد بالمركز الأول في منافسات الفتيات، فيما فازت مدرسة أكاديمية ساندس بالمركز الأول على فئة الذكور. وكان قد بدأ أول من أمس دوري اللغة العربية بمشاركة عشرين مدرسة من القطاعين الخاص والحكومي، واستمر لمدة يومين، اشتمل على العديد من المنافسات التي تُعنى باللغة العربية والقدرة على معرفة كل ما يتعلق بها، بما يشمل النحو والصرف، وحياة الشعراء والكتب والمؤلفين والأخطاء اللغوية الشائعة وتوظيف المعجم. وقالت منسقة دوري اللغة العربية في أكاديمية الرواد، المعلمة ميساء صويص “إن الدوري يقام للسنة الثامنة، وكان أول أربعة مواسم منه للذكور فقط، فيما أصبح هناك دوري للفتيات منذ أربع سنوات، وازدادت حدة المنافسة بين الطلبة من عام لآخر، وتحرص العديد من المدارس على تأكيد المشاركة في كل عام، لما لمسته من تأثير على الطلبة وحبهم للغة العربية والتزود بعلومها وتفاصيلها على اختلافها”. وتقول صويص “إن الفكرة من هذا الدروي بدأت قبل ثماني سنوات سعيا نحو النهوض باللغة العربية وتقديمها على اللغات، وهي اللغة الأم التي تحفظ للأمة تاريخها”. وبينت أن أكاديمية الرواد ارتأت أن يكون تطوير الاهتمام باللغة العربية على هيئة مسابقات ومنافسات، لتكون ذات طابع اجتماعي وغير محصور في التدريس والحفظ وغيره. ومن الخطوات التي تحرص عليها الأكاديمية للحفاظ على بريق اللغة العربية، أن معلمات ومعلمي اللغة العربية يجب عليهم أن يتحدثوا باللغة العربية الفصحى طيلة فترة الحصة المخصصة، حتى يعتاد الطلبة على اللغة وكلماتها وعباراتها. وحول الدوري، تقول صويص “إن عشرين مدرسة دخلت للتنافس في مسابقات لطالبات من الصفوف الأساسية العالية، ويتم حصر المدارس المشاركة وعمل قرعة لتحديد المتنافسين، تماماً كما في “دوري كرة القدم”، بحيث يبقى التنافس بين الفرق الطلابية في إجابتهم عن الأسئلة الموجهة لهم في مجالات اللغة العربية آنفة الذكر، وتصبح هناك تصفية إلى أن يتبقى في النهاية ثلاثة فرق، يتم تكريمها وتسليم الأول كأس دوري اللغة العربية، الذي يعني تفوق هذه المدرسة أو الفريق في الولوج والتعرف على كل محتويات اللغة العربية وتذوق فنها وأشعارها”. ونوهت صويص إلى أن هذه المسابقة في موسمها الثامن، شهدت مشاركة واضحة من المدارس الحكومية، أكثر من قبل، وحرص أولياء أمور الطلبة على مشاركة أبنائهم في المسابقة، ما حدا بالمنظمين إلى زيادة أعداد المدارس المشاركة في الدوري، وتشير إلى أن هذا التعاون يسهم في حدوث توأمة بين مدارس القطاعين الخاص والحكومي. وفي غرفة المسابقات، تواجد عدد من المختصين في اللغة العربية من أكاديميين وأكاديميات، ليكونوا في لجنة تحكيم تحدد مدى صحة الإجابات التي تُقدم، وتحديد الفائزين في المسابقة، بالإضافة إلى وجود معلمات يشرفن على طبيعة سير المسابقة، يضعن للطالبات المشاركات كل ما يلزمهن خلال المسابقة. وكان دوري اللغة العربية قد افتتح برعاية من الدكتورة زينب الشوابكة مديرة مديرية التربية والتعليم للواء الجامعة؛ حيث شكر مندوب راعية الحفل الدكتور محمد الخوالدة، خلال كلمته، أكاديمية الرواد على جهودها في تنظيم فعاليات تدعم لغتنا العربية، مشيدا بالجهود المبذولة في التنظيم، كما أشاد بالانفتاح على المدارس الأخرى، ومؤسسات المجتمع، مؤكدا دعم وزارة التربية والتعليم لهكذا فعاليات. واشتملت فعاليات الحفل على عرض مسرحي مميز قدمته طالبات الرواد حول الأخطاء الشائعة في استخدام مصطلحات اللغة العربية، وقدم العرض بشكل فكاهي نال إعجاب الحضور، كما قدم طلاب الرواد فقرة إنشادية تغنت بلغتنا العربية، وتم عرض فيلم استعرض الدورات السابقة التي تم تنظيمها للدوري منذ تأسيس الأكاديمية، واختتم الحفل بتكريم المدارس المشاركة ولجان التحكيم. ويعد دوري اللغة العربية الذي تنظمه أكاديمية الرواد الدولية للمرة الثامنة على التوالي من أفضل الأنشطة التي تدعم اللغة العربية؛ حيث يتم التنافس بين الفرق في المجالات المعروضة للمنافسة وتحكيمها أمام لجنة تحكيم وفق المادة المطلوبة، ويحظى الدوري بمشاركة عدد كبير من طلبة المدارس الخاصة والحكومية، ويلقى دعما من قبل وزارة التربية والتعليم لما له من دور في دعم اللغة العربية. وقالت الطالبة ياسمين البدور من مدارس ليمار الدولية، إنها تحرص على المشاركة في دوري اللغة العربية، وتبين أنها فكرة جدية على الرغم من صعوبة المنافسات في بعض الأسئلة، مشيرة إلى أنها كانت تقرأ الكثير من الكتب المخصصة للمشاركة في المسابقة. فيما قالت الطالبة رشا صوفان من مدارس دار الأرقم، إن دوري اللغة العربية تعتبره من أفضل المسابقات التي تشارك فيها، وبسبب مشاركتها فقد كانت تقرأ الكتب والتدرب على كل ما يخص اللغة العربية، وزاد اهتمامها باللغة والأدب.

أوائل - توجيهي أردني