شدد مجلس التعليم العالي على عدم فتح أي تخصص مشبع أو راكد أو مكرر في الجامعات الأردنية حفاظا على تميز الجامعات والطلبة معا، والمضي قدما نحو التعليم التقني ودراسة احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، وتنفيذ ما جاء بالإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية بهذا الخصوص، سيما بعد ان فتح المجال للقطاع الخاص بإنشاء الكليات الفنية والتقنية والصحية؛ ما يجعل من هذه القرارات محفزا ومشجعا للقطاع الخاص للمساهمة في البحث العلمي والإبداع للطلبة والمدرسين معا؛ ما يشكل التكامل والتعاون والتشارك ما بين القطاعين العام والخاص لما فيه مصلحة وخير الوطن والمواطن.

وخصص المجلس جلسته التي عقدها مساء الخميس الماضي برئاسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. عادل الطويسي لمناقشة الورقة النقاشية السابعة التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني بعنوان «بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة»، حيث اكد المضي قدما بتنفيذ البنود والأهداف المتعلقة بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي والواردة بالإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية نحو نظام تعليمي حديث.

وأكد المجلس ضرورة توجيه الجامعات نحو الإبداع والبحث والابتكار في التعليم الجامعي من خلال عمادات البحث العلمي وما يقدمه صندوق البحث العلمي ليكون صندوق دعم البحث والتطوير والابتكار وحيث أن التمييز والإبداع والابتكار لا يتحقق إلا بتكافؤ الفرص ورعاية الطلبة المتميزين، مشيرا الى الدور الرئيس والمحوري الذي يجب أن تلعبه الادارت الجامعية وعمادات البحث العلمي في استكشاف الطلبة المتميزين ورعايتهم، إذ لا ينبغي أن تبقى عمادات البحث العلمي في الجامعات على نهجها التقليدي الحالي بالتركيز على أعضاء هيئة التدريس بل آن الأوان لاستكشاف الطلبة المتميزين في الجامعات من خلال هذه العمادات لتوطين أبحاثهم وإبداعاتهم وأفكارهم الريادية فيها. 

وشدد المجلس على ضرورة تطوير مراكز أعضاء الهيئات التدريسية داخل الجامعات نحو استخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة لما لها من اثر ايجابي ورئيس على الطالب والأستاذ معا، فقد أكد المجلس على ضرورة إتباع أساليب التعليم الالكتروني الحديث ومتطلبات التعليم المفتوح مطالبا الجامعات بتنفيذ هذه البرامج لا سيما ما يتعلق بإنشاء فروع للمركز الوطني لإدماج التعليم الالكتروني في الجامعات وترويج استخدام متطلبات التعليم المفتوح الذي يجري العمل على إنشائه حالياً تنفيذاً لإحدى توصيات الاستراتيجية.

وتأكيدا لما قدمه جلالة الملك في ورقته النقاشية حول اللغة العربية (لغة القرآن) فقد أكد المجلس ضرورة تشجيع الجامعات على أن يكون امتحان الكفاية باللغة العربية إجباريا لطلبة الدراسات العليا وتضمين نظام ممارسة العمل الأكاديمي باجتياز المدرسين امتحان الكفاية باللغة العربية تحت اشراف مجمع اللغة العربية.

أما فيما يتعلق بميول الطلبة ومهاراتهم وعطفا على ما جاء في الورقة النقاشية السابعة فعلى الجامعات أن تقدم للطالب ما يلبي (المعرفة، القدرات، المهارات، القيم الأخلاقية ) مطالبا المجلس جامعاتنا الخروج من الصندوق والتركيز على هذه الأساسيات التي من شانها من خلال تفعيل دور مراكز التطوير فيها لتدريب أعضاء هيئة التدريس على تصميم الخطط الدراسية بهدف الوصول إلى نتاجات تعلم مناسبة وبناء شراكات واتفاقات مع مؤسسات عربية وعالمية لمواكبة واستيعاب التطورات المستقبلية في مجال تكنولوجيا التعليم والتعلم وتدريب طلبتها على التواصل من خلال إتقان لغات عالمية والانفتاح على ثقافات المجتمعات الأخرى، مشددا على ضرورة تقديم التخصصات والخطط الدراسية الكفيلة بالارتقاء والتغيير نحو الأفضل لطلبتنا والإسراع في إعادة تطوير وصف المساقات بحيث تكون هذه العملية مستمرة لتلبية طموحات الطلبة ومواكبة تطور العلوم الحديثة وفي شتى المجالات والذي سيعمل على زرع ثقافة الإبداع والتميز في نفوسهم.

أوائل - توجيهي أردني

أحدث الأخبار