عمان - بدأ التوتر والقلق ينتاب العديد من طلبة الثانوية العامة جراء انتظارهم نتيجة الفصل الدراسي الأول لهذا العام. أما الآباء والأمهات فيتضاعف الخوف لديهم منذ لحظة خوض الامتحانات ولحين صدور النتيجة. ويؤكد الخبراء أن واجب الأهل في هذه المرحلة دعم الأبناء وشد أزرهم وتخفيف توترهم وتوفير الأجواء المناسبة للدراسة والنوم والراحة، فهي أجدى بكثير من الضغط وتهويل الأمور عليهم. ويلفتون الى اعتبار امتحان التوجيهي كأي امتحان آخر، والطالب الذي يجد في دراسته لا بد وأن يجد ثمرة تعبه، ومن يقصر في الفصل الأول يمكنه الوقوف على الأسباب ومعالجتها وتحسين الأداء في الفصل الثاني. وكان نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، أكد أن الوزارة لم تحدد أي موعد لإعلان نتائج الثانوية العامة للدورة الشتوية لهذا العام. وصرح الدكتور الذنيبات أن النتائج ستعلن بعد الانتهاء من عمليات استخراجها بشكلها النهائي، وبين أن العمل ما يزال جاريا في إدارة الامتحانات لاستخراج النتائج، مرجحا إعلانها قبل منتصف الشهر الحالي. وكان الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد، أكد في تصريحات سابقة أن الوزارة هي الجهة الوحيدة المخولة بتحديد موعد إعلان النتائج ونشرها على موقعها الالكتروني فقط، في وقت دعا فيه الطلبة وأولياء أمورهم إلى عدم الالتفات للإشاعات حول موعد إعلان النتائج أو تزويد الطلبة بنتائجهم عبر الرسائل النصية. والد الطالب سامي عبيد/ الفرع العلمي، يقول “عندما بدأت الامتحانات وتحديدا أن أول امتحان كان في مادة الرياضيات كنت قلقا جدا من هذا الامتحان، علما بأني كنت واثقا جدا بأن ابني قد بذل كل ما يستطيع من جهد ودراسة”، لكنه مع كل هذا القلق، أوصى ابنه بأن يركز وأن لا يستعجل في الإجابات، ومهما كانت النتيجة أن لا يخاف ولا ييأس لأن هناك امتحانات أخرى تحتاج إلى الدراسة والتركيز. ويضيف “ذكرت ولدي بأن امتحان الرياضيات في فصلين، وعليه أن لا يخشى شيئا، فكان جل همي أن يكون لدي ولد لديه ثقة بنفسه”، مبينا صعوبة الامتحان وفق شكوى ابنه وعدد من الطلبة، وما إن انتهت الامتحانات حتى بدأ التوتر ومرحلة الترقب للنتائج. ويتابع “أنا كأب لست خائفا من النجاح أو عدمه فكلي ثقة بأن ابني سينجح، لكن قلقي منصب على المعدل، لأنه يريد أن يرتاد كلية الطب ودراسة الطب تحتاج لمعدل عال جدا”. والدة فرح جميل/الفرع الأدبي، تقول “درست ابنتي جيدا قبيل خوض الامتحانات، ولم أستطع إخفاء تخوفي وقلقي لأنها كانت صعبة والآن ننتظر صدور النتائج لترتاح قلوبنا”. وتحاول لبنى بكر (الفرع الأدبي) التخلص من مشاعر الخوف والأفكار السلبية التي تراودها باستمرار؛ حيث تقضي وقتها بالقراءة والزيارات العائلية، والتحدث مع صديقاتها بأمور لا تتعلق بالمدرسة، مبينةً أن من لا يحالفه الحظ في الفصل الأول، فالفرصة متاحة له للتعويض واستدراك النتيجة في الفصل الثاني. أما الطالب ياسين عبدالله (الفرع الصناعي)، فيؤكد أنه ومنذ انتهاء الامتحانات وهو يعيش حالة من القلق والخوف جراء انشغاله في التفكير بما ستؤول إليه النتيجة، ويقول “لا أستطيع النوم من الخوف والرعب، ولا أدري كيف سأداوم وأستوعب شرح المعلمين قبل ظهور النتيجة”. طالب الثانوية العامة محمد الخندقجي/ الفرع العلمي، يقول “عملت ما بوسعي بالدراسة والمراجعة، وكان والدي يقلل من توتري وقلقي ويجعلني أركز دائما بما هو قادم، وأن أفكر في تحقيق هدفي وهو دراسة تخصص الهندسة المعمارية، وها أنا أترقب النتيجة بفارغ الصبر، علما بأن لدي تصورا عن نتيجتي التي لست راضيا عنها، أن أعوض ما فاتني من علامات في الفصل المقبل”. وأبدت طالبة الثانوية العامة أمل المجالي/ فرع الإدارة المعلوماتية تخوفها من النتيجة، بقولها “أخشى علامات مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية كثيرا؛ حيث فوجئنا عند تأدية الامتحانات بصعوبة الأسئلة واختلافها عن أنماط السنوات السابقة، كما أن أجواء التوتر السائدة في القاعة تعمل على تشتيت الأفكار، منها مجيء المعلمة بين الحين والآخر لتفتيش الطالبات”. ويلفت الاستشاري التربوي والنفسي د. أحمد سريوي، إلى أن الكثير من عائلات الطلبة تنتظر ظهور نتائج أبنائها بفارغ الصبر، كما يشوب الطلبة التوتر والقلق حول ماذا ستكون النتيجة”. وينصح بتقبل الطلبة النتيجة كما هي، وعلى الأهل احتواء أبنائهم والتخفيف عليهم ومن قلقهم من النتائج، وتشجيع الأبناء على ممارسة الهوايات والألعاب، فهذه فترة يحتاج فيها الطلبة لاستراحة ذهنية كي يكونوا جاهزين لاستقبال المرحلة المقبلة. وتنبه التربوية د.أمل بورشك دوما لضرورة تقبل الطلبة وذويهم النتائج كما هي، مع البحث عن أسباب الضعف والإخفاق لدى الأبناء، ووضع احتمالية 50 % لتحقيق المعدل الذي يتوقعونه و50 % للمعدل الذي لا يتوقعونه، وتهيئة الأبناء لتقبل الواقع وما يتناسب مع قدرات الطالب والإمكانات المادية لديه، والبحث عن فرص متاحة في سوق العمل لدراسة التخصصات المستحدثة والتي تناسب قدراتهم. وتنصح بورشك الطالب الذي أدى جيدا ألا يصاب بالغرور وعليه المثابرة وعدم التراخي لتحقيق النتائج الفضلى والبحث عن نقاط الضعف لديه، أما المقصر في المواد فعليه ألا يركز على ما مضى، فالماضي قد ذهب وولى وعليه التفكير بالمستقبل. يدعو الخبير الاجتماعي د. حسين الخزاعي، الأسر الأردنية لأن تتعامل مع النتائج بجد واتزان وواقعية، وعدم التركيز على معدل الأبناء وتجاهل مدى استعدادهم وجهدهم الذي بذلوه أو لم يبذلوه للتحضير للامتحان، فالدراسات التي أجريت في الأردن والمتعلقة بامتحان التوجيهي تؤكد أن الأبناء يدخلون الامتحان متوترين، والسبب الرئيس في هذا التوتر هو الخوف من الامتحان وكيفية مواجهة المجتمع إذا كان المعدل يخالف توقعات الأهل. ويضيف أن المقلق هو فترة الانتظار لإعلان النتائج، وهي فترة صعبة عليهم لأن الأجواء الأسرية تكون في حال ترقب ومتابعة لمعرفة نتائج الأبناء، وأن هذا القلق والتوتر يشعر ويتأثر به الأبناء، لهذا ندعو الأهل لأن لا يظهروا علامات التوتر عليهم. وينصح الخزاعي الأهل عقب إعلان النتائج بأن يشجعوا الأبناء على تقبل النتائج وإشعارهم بأن نتيجة الامتحان هي ثمرة جهد وتعب وثمار ما قدموه وعليهم أن يكونوا واقعيين في تقبل النتائج والبعد عن مظاهر الغضب والتوتر واللوم على النتائج وإحباط الأبناء ودفعهم للتوتر والغضب.