موقع الأوائل - أفكار تُساعدك في تلخيص ومذاكرة كُل ما فاتَك

مصطفى عاشور  - إقتربت إمتحانات نهاية العام الدراسي، فاتك الكثير؟ فاتك كل شيء؟ حسنٌ، الأمر ليس مأساويًا تماماً، أعتقد أن أمامك شهرًا كاملًا على سبيل المثال أو حتى أيام عددها يقترب من الشهر، شهر ليس بقليل، لكن أيضًا ليس بكثير، وهذا ينقلنا لإستنتاج: أمامك أيام كثيرة لكن لا تتحمل إضاعة يوم واحد منها.

رُبما أوجه لك نصيحة، العام القادم لا تُكوّم شيئًا عليك، لأن الأمر مُرهِق وقاتِل، أعلم أنك وفي هذه الفترة من كل عام تنوي وبجد ألّا تضع نفسك في هذا الموقف في العام القادم، لكنك تفعَل، هذه نقطة تُعالج ببعض الحزم لا أكثر.. الحزم؟ حسنًا، لقد وصلنا، الحزم هو المطلوب لتمُر كالأبطال من هذا الموقف، عدنا للحديث عن هذا العام، تكوّم عليك الكثير؟ رُبما لا تملك سوى بعض المعلومات الخفيفة فقط من ضمن كيلوجرامات من المعلومات التي يجب عليك دخول إختبارك بها، ما الحل؟

الحل هو جدول قاسي وتنظيم وقتك بشكل كامل، لا تغلق الصفحة! لا تهرب، فالوقت قليل، إن كنت سترضى بدرجات تعلو عن النصف بقليل فسأسمح لك بالهروب، أما إن كُنت تُريد المرور كالأبطال وتُدهش من حولك بدرجات مُرتفعة في موادٍ لم تذاكرها إلا هذه الأيام فلن يضرك أن تطلع على باقي المقال، لعله يساعدك على إتخاذ خطوة للأمام تستحي بعدها أن تتوقف.

لماذا يجب عليك أن تُذاكر؟

أنا لا أعلم أي دولة تسكنها أنت، ولا أعلم شيءً عن حالتك الاجتماعية والاقتصادية لكن كل ما أعلمه أنك شخص لا يُحب الفشل، وقد افترضت هذا لأن لا أحد يُحب الفشل! هل تعلم لماذا يجب عليك أن تُذاكر؟ كلٌ منّا له أسبابه، لكن الأسباب العامة والأساسية هي الرغبة في التفوق، الرغبة في إرضاء الذات، الرغبة في إرضاء أهلك ومن يهتمون لأجلك.

وإن كانت كل هذه الأسباب لا تُشكّل لك شيءً فالسبب الأقوى أنك إنسان قوي، يجب عليك أن تكون مرنًا لا تضيّع فرصة ولا تقبل بالفشل. كلمات مثل هذه تسري على الوضع بشكل عام (عادة المُذاكرة) أو حتى على الوضع الخاص الذي نناقشه في هذا الموضوع وهو المُذاكرة فقط لإنهاء هذا العام الدراسي على خير.

نقطة مثل هذه نسبية بين كل شخص لآخر، لكن أنت وإن ذاكرت ستذاكر منهج علمي وحتى لو كانت جودة التعليم في دولتك منخفضة إلا إنه في النهاية منهج علمي! وهو بالتأكيد أفضل من إمضاء الوقت في لا شيء، عوضًا على أن المُذاكرة بشكل عام وإنهاء هذا العام الدراسي بدرجات عالية أو فوق المتوسطة ستزيد من ثقتك في نفسك ورضاك عنها، وهو المطلوب.

سنفترض أنك إقتنعت بالفكرة، هذا سينقُلنا للخطوة الثانية وهي لُب الموضوع، كيف لك أن تجمع وتُلخّص كل ما فاتك

  • تنظيم الوقت

الخطوة الأولى والأهم، رُبما تجد هذه النقطة مذكورة في مُعظم المواضيع في القسم التعليمي من أراجيك، وهذا لأن تنظيم الوقت عادة فعال جدًا وأسلوب حياة يُساعد على الإنتاج والإصلاح العام، تنظيم الوقت من أهم العادات التي ستُساعدِك في جمع ما فاتَك، وسنقسِم الأمر لجُزئين.

1. وضع جدوَل دراسي

فكرة الجداول الدراسية يواجهها العديد من الطُلّاب والمُهتمين بالمجال التعلمي بالرفض، الفكرة ذات سُمعة سيئة بعض الشيء، فمُعظمنا قام في يوم من الأيام بوضع جدول دراسي ولم يعمل به ولا بمواعيده، لكن في حالتنا هذه الأمر سيختلف، فأنت تعلم كم تبقّى لك بالضبط من الوَقت وتُدرك خطورة الموقف.

إمسك الآن بورقة كبيرة، قسّمها لثلاثين أو أربعين خانة أفقية (عدد الأيام المُتبقيّة على الإمتحانات)، في كل خانة أكتب اليوم وتاريخه وما تنوي إنجازه، وكلما أنهيت واحدة من مهامك ضع بجانبها علامة، صدقني، مع مرور الوقت ستشعر براحة نفسية كبيرة كونك تُنجز أمرًا صعب إنجازه.

إذا فرضنا أنك تدرُس 5 مواد، كل مادة تتكون من 10 دروس أو مُحاضرات، الآن مجموع ما عليك من دروس هو 50 درس، ضع كل يوم على جدولك درسًا مُتوسطًا ونصف درس صعب أو من مادة صعبة عليك قليلًا، 3 أو 4 ساعات كافية جدًا بالمناسبة! أي أن باقي اليوم سيكون وقتًا فارغًا وفي نفس الوقت ستصل لمجموع جيد في النهاية.

2. ترتيب والأوليّات

نظمت جدولك الورقي؟ لماذا لا تضبُط مواعيد نومك؟ أنا حقًا أقترح عليك النوم في الثامنة والإستيقاظ في الرابعة فجرًا، بهذا ستحصد عدد كبير من الميزات، أولها أن هذا وقت هادىء وستحظى بتركيزك وحريتك في المنزل كون الجميع نائمون، ثانيًا ستمضن أنك لن تخرج مع الأصدقاء لأنهم ببساطة نائمون!

إذاً، من الرابعة فجرًا حتى العاشرة صباحاً لو ذاكرت بجد مع بعض المشروبات الساخنة سيكون أمامك يومٌ كامل تفعل فيه كل ما تهوى. أولويّاتك في هذه الفترة يجب أن تُضبط بدقة، الفيسبوك لن يطير ولن يُريحك من الهَم المُتراكم فوق رأسك، الفيلم الذي تريد مشاهدته شاهده بعد إنهاء المُذاكرة المُخصصة لليوم وهكذا، كُن على قدر الحدث فالوقت ضيّق.

بعد وضع الجدول ومحاولة ترتيب الأولويات نظريًا، سنستعرض بعض الإضافات القادرة على تسهيل الموضوع، نحنُ الآن في الخطوة الأخيرة ويليها التنفيذ.

  • تهيئة البيئة

البيئة المُحيطة بك يجب أن تكون كاملة، مكتبك يجب أن يكون مُنظمًا وفي نفس الوقت عليه كل كتبك وأدواتك التي ستحتاجها الآن أو بعد ساعة أو حتى في اليوم الثاني، الموسيقى التي ستقوم بالإستماع إليها وقت المُذاكرة يجب أن تكون هادئة وتعمل على تهدئة البال، أنصحك بهذه الموسيقى، ستكسَر الهدوء ولن تُشتت إنتباهك عمّا تُذاكره.

  • الترفيه عن الذات

حتى لا تُسيطر الكآبة على الوضع العام ولا تنفُر من الفكرة إعمل دائمًا على الترفيه عن نفسك، أخرج للمشي كل يوم لمدة ساعة، جالس أصدقائَك لمدة ساعتين، فقط لا ترصُد وقت للترفيه أكثر من 4 ساعات يوميًا، و 6 – 8 للنوم، الوَقت الباقي خصصه للمُذاكرة ولممارسة أي عمل حُر أو أي هواية تُداوم على مُمارستها، حال قدر الإمكان ألّا تكره الموضوع وتمل مِنه.

  • البدء

نَظمت وقتك ووضعت جدولك وهيّأت البيئة المُحيطة بِك، الآن إبدأ، اغلق الإنترنت و إستعن بتطبيقClearFocus، ماذا عن طريقة المُذاكرة؟ الطريقة التقليدية ستفي بالغرض لا نحتاج لتطبيق طرق مُعقدة، فقط ذاكر بالترديد بصوت عالي وإستخدام الورقة والقلم في التجربة.

إن كنت تحفظ كلمات فقط رددها وإكتبها أكثر من مرة، أما الفيزياء والرياضيات وأي مواد شبيهة بها تُذاكر بالفهم الجيد ثم التجربة المُكثفة بالورقة والقلم، ذكر لنفس ساعة وإسترح لخمس دقائق وهكذا، ثم إرتح لنصف ساعة بعد تكرار هذا الأمر لأربعة مرّات، بالتأكيد أنت تعرف كيف تُذاكر، كُلنا نعرف كيف نُذاكر ولكن الأزمة في أخذ الخطوة الأولى.

يتناول الموضوع ببساطة أفكار لإنقاذ الموقف ولهذا لم يكُن يحتمل مُناقشة أفكار أكثر ولا حتى إضاعة الوقت، أعتقد أن عليك البِدء الآن.

اوائل - توجيهي .

 

أحدث الأخبار