نُفكر كثيراً _ معلمين وآباء _ بالوسائل التي تُعين الطلبة على تحسين عاداتهم الدراسية، لاجتياز سنوات الدراسة بنجاح، فنقوم بتزويدهم بوسائل من خبراتنا السابقة، ظناً منا أنّها مجدية، ولكننا قد نخفق في توجيههم إلى العادات الأكثر نفعاً.
فعندما نصادف معلومات جديدة خلال دراساتنا وقراءتنا المتنوعة نسعى إلى جمعها وتخزينها في ذاكرتنا “طويلة المدى”، كلٌّ وفق تقنياته الخاصة في الدراسة، مثل: التلخيص أو التصوير أو التأكيد على النقاط الرئيسية وغيرها من التقنيات التي نفضلها حسب أنماط تعلمنا.
ولكن ما لا ندركه أنَّ عادات الدراسة تختلف في كفاءتها، فهناك تقنيات مفيدة أكثر من غيرها، خاصة عندما ننظر إلى الوقت الذي يقتضيه تطبيق كلّ تقنية.
ميّز الباحثون 10 تقنيات للتعلُّم مُصنفة وفق درجة منفعتها إلى (عالية \ متوسطة \ منخفضة)، وقد استند هذا التصنيف إلى مجموعة من المعايير وهي :
- نسبة كفاءة التقنية.
- سهولة استعمال التقنية.
- إمكانية تطبيقها على مجموعة واسعة من حالات التعلُّم.
اعتبر الباحثون هذا التصنيف أداة ثمينة لتحسين أداء الطلبة، وللآباء وللمعلمين الذين يرغبون في تعزيز التعلُّم الفعّال، هذا إنْ استُعملت بالشكل الصحيح.
وقد عرضوا العديد من النقاط المثيرة حول منافع وقيود كلّ تقنية. على سبيل المثال: أسلوب إبراز النقاط الهامة أو وضع الخطوط التحتية قد يُساعد في إبراز المعلومات المهمة، لكنَّه قد يقف في طريق تشكيل النظرة الأوسع وبالتالي فهم العلاقات بين المعلومات المتباينة، وبالمقابل فاستعمال أسلوب تقوية الذاكرة بواسطة الكلمات المفتاحية (الدلالية) قد يكون فعالاً في تذكر المعلومات، لكنَّ الباحثين لا يوصون بتطبيقه لعدم ملاءمته عندما نأخذ بعين الاعتبار الزمن الذي يُصرف لتوليد تلك الكلمات ومن ثمَّ تذكرها لاستخدامها لاحقا.
أما تقنيتا ممارسة الاختبار و التقسيم الزمني لجلسات الدراسة و التي تسمى بالممارسة الموزعة، فتبين أنَّها ذات فعّالية أعلى من غيرها نظراً لملاءمتها لجميع الأعمار و لمختلف مستويات القدرة، كما حسّنت الأداء في حالات مختلفة.
نقدم لك في الرسم المعلوماتي الآتي هذه التقنيات العشر الأكثر فعّالية:
1- ذات المنفعة الأكثر:
- التمرن على الامتحان.
- الممارسة المُوزعة.
2- ذات المنفعة المتوسطة:
- الإسهاب في الاستجواب.
- الشرح الذاتي.
- التمرين الإضافي.
3- ذات المنفعة الأقل:
- التلخيص.
- تقوية الذاكرة بكلمات مفتاحية.
- التصوير.
- التأكيد.
- إعادة القراءة.
أخيراً على سبيل التأكيد: لكلٍّ منا تقنيته الخاصة التي تلائم نمط تعلُّمه عادةً، فقد ترى بعض التقنيات التي ذكرنا لا تناسبك وإنْ كانت مصنفة في الترتيب الأول من حيث الفعّالية، ولكننا هنا ندعوك لتجربتها ! ربما تجدها مفيدة أكثر، كما ننصحك بتنويع عاداتك الدراسية كلما أتيحت لك الفرصة، لأنّ ذلك يُوسِّع نظرتك للمحتوى الذي تتعلمه ويزيد من سرعة تخزينه في ذاكرتك “طويلة المدى”، فاستخدام الحواس المختلفة في الدراسة عاملٌ هام في تنويع طرق استقبال المعلومات - تعليم جديد .
أوائل - توجيهي أردني .