كتب: فارس الحباشنة لمصلحة من تمارس عقول «شيطنة» كل شيء ؟ ولمصلحة من لا تترك مساحة فائضة بالجدل والحوار لرؤية العلاقة بين الدولة والمجتمع بعيدا عن العقلية التقليدية والقديمة ؟ وبعيدا عن علاقات الانصياع والاحتواء والترويض بالعنف والقوة. يبدو أن ثمة «مكانيزمات « في العقل الرسمي عاجزة عن التعامل مع أي طارئ اجتماعي وشعبي مطلبي، وليس أمامهم الا شيطنته والتعامل معه باستخفاف واستهتار، وهو تعامل مسطح بالطبع وفاشل كما نرى بازمة اعتصام طلبة الجامعة الاردنية، وفي قطع الاوصال والخطوط مع جيل شباب، ربما أنه يتصور مصالحه السياسية والاجتماعية «الطبقية « والمعيشية من زاوية مختلفة ومغايرة. وثمة ضرورة للاعتراف بان العالم قد تغير، ولا بد للعقل الرسمي من التنبه بحذر بالغ الى أن عملية محو والغاء قدرات المجتمع قد اصبحت «خيارات حكم « من عهود ماضية وبائدة، وبات العالم اليوم محكوما بتصورات مرئية في السياسة والسلطة تدعو الى تمكين المجتمع من تنظيم نفسه، فادوات «التسكيت « لم تعد تجدي نفعا وغرضا. من الطبيعي أن ينتج المجتمع محتجين ورافضين ومعترضين لأي سياسية أو قرار، وليس من تصورات أي نظام ديمقراطي ينظر الى المجتمع بمقاعد المتفرجين لأ دور لهم الا» البص « و»التصفيق « والانفعال بحدود مساحة علاقتهم «المتذبذبة» بشاشة التلفاز لا غير، وحتى المتفرج فانه قد يؤدي ادوارا حماسية تجعل منه شريكا في صناعة ما قد يشاهده. الشباب وطلاب الجامعات تحديدا، التفكير في شؤونهم مسألة «معقدة وصعبة»، هم المستقبل بلا تردد، وهم في كل المجتمعات الحية يعيشون في حالة أنتفاضة دائمة ضد ركنهم في زوايا النسيان والتهميش والاقصاء، يبحثون بشراسة وصبر عن حماية وجودهم وعيشهم المستقبلي لا غير. نفكر مليا بحالة الاستقطاب العقيم بالتعامل مع الازمات، وكما يبدو أن هذا هو جوهر اخفاق وفشل بالتعاطي مع «الاخر « بطرق ديمقراطية وسلمية، وفي اتجاهات أزمات واحتكاكات عديدة بين السلطة وقوى مجتمعية، فانها تدار بـ»عقلية المعركة « والشعور بضرورة الانتصار ومحو الاخر وإبادته والغائه. هي لحظة الازمات تفضح «معجم العقل الرسمي» المصاب بـ»عقدة الاتهام» للفرقاء، وتكتشف قدرا لا محدودا من الفاظ غريبة وعجيبة وركيكة ومستفزة تسيطر على ما ينتج من تصريحات رسمية، وتزيد حتما الازمات تعقيدا وترفع من درجاتها، كما تخلق أجواء عامة مكدسة بـ»شحن سلبي « مليء بالكراهية والتوتر. هناك أكثر من مسار واسلوب للتعامل مع مطلبية طلاب الجامعة الاردنية، ولكن يبقى السؤال المقلق والمحير لماذا يختارون هكذا نهج وأسلوب ؟ وماذا يريدون من ذلك ؟ ولمصلحة من يجري صناعة تكديس الاجواء العامة بغيوم ملتبدة بالشيطنة والاتهام ؟ فلماذا إذن؟- الدستور .

اوائل - توجيهي أردني .

أحدث الأخبار