خبر عاجل

يعد موضوع الأخلاق في الإدارة من المواضيع التي ربما يشعر الفرد أنها معروفة ضمناً و من خلال الخبرة و لا ضرورة لبذل الجهد في دراستها، إلا أن الإهتمام بالأخلاق و القيم أصبح مكون أساسي من مكونات الإدارة خاصة في الآونة الأخيرة، و تصاعد الاهتمام برؤية المدرسة و رسالتها اللتين ترتبطان بالأبعاد القيمية و المهنية للمدرسة. مفهوم الأخلاق:الاخلاق هي منظومة القيم و المبادئ التي تحكم سلوك الافراد فيما يخص الصواب و الخطأ، و الجيد و السيء،في المواقف الحياتية المختلفة. و يرى بعض علماء الاجتماع أن الأخلاق شكل من أشكال الوعي الإجتماعي يستهدف في جوهره ضبط سلوك الأفراد. لقد اختار الله جلت قدرته كلمة الاخلاق دون غيرها ليصف بها نبينا محمد(ص)، اذ خاطبه تعالى بقوله:( و إنك لعلى خلق عظيم)القلم/4، اما الرسول (ص) ذاته فقد وصف رسالته (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق). و عليه فالاخلاق هي السد المنيع بين النفس و شهوتها و هي الضوء الذي يرسم للانسان طريق الفضائل و الاعمال الصالحة، اما السلوكيات الاخلاقية فهي تلك التي تنسجم مع العقل و المنطق، و تتوافق مع تعاليم جميع الاديان السماوية،و آخرها الاسلام، و فيها حماية للفرد و الجماعة و تحقيق الهدف الاسمى الذي من اجله خلق الله الناس،قال تعالى:(و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون). لذلك اخترت موضوع الأخلاق لما له من أهمية كبيرة في تطوير النظام التربوي في الأردن خاصة بعد انتشار بعض مظاهر السلوكيات غير الأخلاقية في المدارس و التهاون في حالات الغش و تسريب الأسئلة وغياب الشفافية في موضوع تعيين المعلمين الأكفاء بل تفعيل الواسطات و المحسوبيات و تسهيل عمليات نجاح الطلبة و ترفيعهم دون وجه حق و غيرها من السلوكيات غير الأخلاقية. فلا بد من اتخاذ خطوات عملية و تطبيقية واضحة في المؤسسات التعليمية و المدارس للتخفيف من السلوكيات اللأخلاقية، فان المؤسسة التعليمية هي اللبنة الاساسية في بناء النشئ الجديد و في المحافظة على ثقافة المجتمع و اخلاقه، لذلك لا بد ان نبدأ من المدرسة بكل ما فيها من موارد بشرية (المدرين و المعلمين و الطلاب و اولياء الامور) و موارد مادية (المنهاج )، فلا بد من : - تعميم المدونات الاخلاقية في جميع مدارس المملكة في القطاعين العام و الخاص وهي عبارة عن مجموعة من القيم و المعايير و المبادئ الاخلاقية المكتوبة في لائحة و التي توجه سلوك العاملين في المنظمة ذاتها، كما انها توفر دليلاً ارشادياً لمعالجة مختلف المواقف التي تثار فيها اشكاليات اخلاقية و تصبح هذه المدونات بالتالي دساتير يمكن العودة اليها في حالة حصول تجاوزات غير مشروعة او غير اخلاقية. - تدريب المدرين و المشرفين عاساسيات القيادة الاخلاقية و اشتراط الحصول عدرجة علمية كشهادة معتمدة من وزارة التربية و التعليم او كدبلوم عالي من وزارة التعليم العالي في القيادة الاخلاقية. - ادخال مادة دراسية للطلاب كمنهاج اساسي لجميع المراحل العمرية يشجع على التحلي بالاخلاق و ممارستها في المجتمع و مع الآخرين بشكل جيد. - الاستفادة من القيادة باخلاق الشيوخ كتطبيق عملي في الميدان و التحلي باخلاقهم بأن يكون الشخص الإداري: (اكثر قدرة على تقديم الأداء الرفيع، و حسن الادارة، اكثرعدلاً فلا يظلم ولا يحابي، اكثر امانة في التعامل مع المال العام، اكثر توقيراً و اجلالاً و احتراماً للناس، اكثر محافظة على خصوصيات الناس، اكثر ادراكاً لعقول المستمعين و مداركهم و مستوياتهم الفكرية، اكثر ثقة بمرؤوسيه و يحسن الظن بهم و يتعامل معهم بحسن نية، اكثر بعداً عن فاحش القول و بذاءة اللسان و العنف اللفظي و الجسدي،اكثر بعداً عن الغلظة و التسلط و الآمر و الظلم و الاساءة، اكثر بعداً عن الحديث عن انفسهم و التغني ببطولاتهم و امجادهم). و في الختام، أعتقد أن أول خطوة للتطوير تبدأ بالتوجه نحو الرقي بالأخلاق، فبالأخلاق تترفع الأمم و ترتقي و تتطور.