خبر عاجل

تعمل وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع مشروع دعم التعليم والشباب الممول من الوكالة الأمريكية لتنمية الدولية  USAID. على إعداد خطة تفصيلية مدتها ثلاث سنوات هدفها إجراء تدخلات تعليمية متخصصة لمعالجة الفاقد التعليمي.
وكان وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة افتتح ورشة تطوير الخطة الوطنية للتعليم العلاجي 2023-2025.
وبين الدكتور محافظة في كلمة ألقاها في الافتتاح الذي جرى الأسبوع الفائت أن هذا اللقاء التربوي يأتي تجسيداً للتعاون بين وزارة التربية والتعليم والمركز الوطني لتطوير المناهج، وبرنامج الدعم الفني لقطاعي التعليم والشباب TAP الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، بهدف بناء خطة وطنية للتعليم العلاجي 2023-2025، الأمر الذي يرسخ فهمًا مشتركًا حول الخطوات والإجراءات الفاعلة لمعالجة آثار جائحة كورونا على تعلم الطلبة، ودعم بناء خطة وطنية تعتمد البيانات والدلائل العلمية.
وأضاف أن مختلف قطاعات ومؤسسات وأجهزة الدولة تنخرط مع بداية المئوية الثانية بمشروع تحديث شامل أساسه رأسمالنا البشري المؤهل والكفؤ، مشيرًا إلى أن نجاح هذا التحديث يقترن بالعمل على إجراء تحولات نوعية في قطاع التعليم تبني على خبرتنا في التصدي للأزمات وتعتمد نهجًا تشاركيًا في كافة مراحل العمل بدءًا من مرحلة التشاور مرورًا بتصميم المشاريع والبرامج والتدخلات وتنفيذها وانتهاءً بمتابعتها وتطويرها.
وأشار إلى أنه آن الأوان لننتقل عبر عملنا المؤسـسـي في الوزارة من مرحلة الخطط الطارئة التي تم تنفيذها لمواجهة آثار جائحة كورونا إلى مرحلة جديدة قائمة على خطط اســتراتيجية مبنية على الدراسـات والأدلة والبينات وفق أفضل الممارسات العالمية، آملاً أن ينتج عن هذه الورشة التشاركية بناء خطة وطنية للتعليم العلاجي، بحيث تتواءم هذه الخطـة مع أهـداف التنمية المسـتـدامـة والإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الدولة خاصة خطة التحديث الاقتصادي، مشيرًا إلى محرك الريادة والإبداع في الخطة الذي يهدف الى إعداد المواهب الملائمة لمتطلبات ووظائف المستقبل، حيث أفرد البرنامج التنفيذي للخطة ضمن هذا المحرك وفق أولويات الأعوام (2023-2025) مســــــاحة لقطاع التعليم شـمل العديد من المبادرات من أبرزها تنفيذ وتطبيق برنامج شـــــامل لتعويض الفاقد التعليمي، وتحسين أداء الطلبة في الامتحانات الدولية، وتدريب وبناء قدرات المعلمين قبل وأثناء الخدمة.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم استجابت لمشكلة الفاقد التعليمي الذي نتج عن جائحة كورونا بإجراء دراسـات وتقييمات تشخيصية وطنية؛ وذلك لتحديد الأهداف النهائية والانتقالية لتوجيه الجهود، وتصميم التدخلات القائمة على الأدلة والقائمة على البيانات والتي من شأنها تعزيز تعلم الطلبة، وتمكينهم من الوصول إلى الأهداف المرجوة، وقد طبقت الوزارة خلال العامين الماضيين خططاً طارئة لتقليل خسائر التعليم وتفادي اتسـاع الفوارق في الفرص بين الطلبة ومسـاعدة المعلمين وأولياء الأمور على مواجهة الصعوبات الجديدة التي فرضـها التعامل مع الجائحة، ومن بينها البرنامج العلاجي الذي نجتمع اليوم بشـأنه بـالشـراكة مع برنامج الدعم الفني لقطاع التعليم الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وأكد أن مخرجات هذه الورشة هامة جداً لأنها ستحدد ملامح الخطة الوطنية للتعليم العلاجي، كما سترسم خارطة الشركاء في هذا الجهد والأدوار المتوقعة منهم، آملاً أن يكون النهج التشاركي هو القاعدة التي سينطلق المشاركون في أعمال الورشة منها في عملهم كي نستثمر في الطاقات والإمكانيات المتنوعة للمؤسسات الداعمة والمساندة، مشيرًا إلى جهود المشاركين في الورشة وبدعم شركائنا المجتمعين اليوم، ننتقل بالعمل من مرحلة الخطط الطارئة التي نفذناها لمواجهة الأزمة، إلى مرحلة جديدة قائمة على خطط استراتيجية مبنية على الدراسات والأدلة والبيانات وفق أفضل الممارسات العالمية.
واختتم الدكتور محافظة كلمته مقتبسًا عبارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم “نريده مستقبلاً نستعيد فيه صدارتنا في التعليم، وننهض بالاقتصاد وتزداد قدرات قطاعنا العام”، متمنيًا عبر إنجاز خطة وطنية للتعلم العلاجي أن نساهم جميعاً في تحقيق هذه الرؤية الملكية السامية.
وأعرب عن شكره على الجهد المبذول في تنظيم هذه الورشة من قبل حكومة الولايات المتحدة، من خلال برنامج الدعم الفني لقطاعي التعليم والشباب المموّل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ولكافة الشركاء على دعمهم الموصول خلال الأعوام الماضية، متمنيًا أن يكون هذا اللقاء مثمرًا ومزدانًا بحلول مبتكرة ومستدامة.
من جانبها، بيّنت مدير مكتب التعليم والشباب / الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الأردن الدكتورة مارييلا رويز رودريغز أن التعليم مسؤولية جماعية وللجميع دور في ضمان حصول الأطفال على أفضل تعليم ممكن، لذلك فإنه من المهم رؤية كل هؤلاء المشاركين الملتزمين اليوم بتحسين نتائج التعليم وإيجاد مستقبل أكثر اشراقاً للطلبة الأردنيين.
وأضافت أن وجود الشركاء في الورشة اليوم يوفر موارد وخبرات كبيرة وقيمة على طاولة الحوار والعمل، ستساعد المدارس على تلبية الاحتياجات المتنوعة لطلابها، خاصة الطلبة الأكثر ضعفًا وتزويدهم بالدعم اللازم للنجاح.
ولفتت إلى أن التعليم العلاجي مهم ليس فقط للطلبة الذين تأخروا في تحصيلهم، ولكن أيضاً لأولئك الذين يعانون من ضعف في موضوعات معينة، فمن خلال التعليم العلاجي يمكن للطلبة الحصول على الدعم الإضافي الذي يحتاجونه لتحقيق أهدافهم الأكاديمية، إضافة إلى المهارات والمعارف التي يحتاجونها للنجاح ليس فقط بالمدرسة، بل أيضاً في الحياة، فهو يفتح أمامهم أبواباً كان من الممكن أن تكون مغلقة لولا التعليم العلاجي، كما يمنحهم الفرصة لاستكشاف إمكانياتهم والاستفادة منها.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة دعمت البرنامج الوطني للتدخلات العلاجية الذي بدأ عمله بتقييم مستوى الطلبة، ثم بناء مواد داعمة في اللغة العربية والرياضيات لتحسين ظروف ومستوى تعلم الطلبة، إضافة الى دعم المعلمين داخل الغرف الصفية.
كما أشارت إلى أنه وحتى تنجح جهود التعلم العلاجي لا بد أن يكون طويل الأمد وأن يتم تنفيذها على مستوى السياسات والأنظمة الحكومية والمدارس، حيث من المتوقع أن تتناول النقاشات في الورشة اليوم إصلاح السياسات لضمان شمولية الحلول بحيث لا تغطي المناهج فقط بل أيضاً المواد التعليمية وتدريب المعلمين والتعلم الاجتماعي العاطفي والتقييم المستمر وبيئات التعلم وتحسين بيئات التعلم المدرسي.
كما يجب أن تشمل الخطة الوطنية العلاجية التي من المتوقع أن تخرج من الورشة اليوم على تحسين خطط عمل المديريات والمدارس والاتصال والتواصل وإصلاح السياسات والأنظمة.
وفي ختام كلمتها بينت أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وبموجب مذكرة التفاهم الموقّعة بين الولايات المتحدة والأردن للمساعدات الاقتصادية الإنمائية، تدعم قطاع التعليم في الأردن لتحسين قدرة الحكومة على الوصول إلى تعليم عالي الجودة لجميع الأطفال والشباب في الأردن، إضافة إلى تحسين جودة توظيف وتدريب المعلمين.
وتتضمن جلسات الورشة التي استمرت على مدار يومين، على عروض الشركاء، ومنهجيات ونماذج للتعليم العلاجي، ودراسة حالة، والإعداد لتطوير خطة التعليم العلاجي، والتوصيات والخطوات القادمة.