. التعليم ليس بخير 

. التعليم يتراجع 

. مستوى المدارس الحكومية أقل من مستوى المدارس الأخرى 

. خطط التطوير لا تؤتي اكلها 

. السياسة الوزارية المنتجهة منذ 2011 ولغاية 2015 كانت غير فاعلة 

. ماهي خطة الوزارة التي رافقت هذه الفترة ؟ ما هي خطة الوزارة القادمة ؟ مالذي تغير فيها ؟ مالذي سيتغير بناء على النتائج ؟ 

يعد امتحان " TIMSS" من أهم مؤشرات تقدم مستوى التعليم في مختلف الدول ؛ حيث يتقدم طلبة الصف الرابع و الصف الثامن لمادتي الرياضيات والعلوم ضمن هذا الامتحان ؛ ويقدم هذا الامتحان نتائج مدى تقدم / تراجع  الدولة عموما في مجال التعليم بالمعيار التاريخي ( مقارنة سنة بأخرى ) او مدى تقدمها / تراجعها في مجال معيار المقارنة ( دولة مع دولة أخرى ..) حيث أظهرت نتائج هذا الامتحان أن مستوى التعليم يتراجع في الفترة الممتدة ما بين 2011 - 2015م ؛ حيث أظهرت النتائج أن الأردن تراجع 20 نقطة في مادة الرياضيات لطلبة الصف الثامن ؛ وتراجع 23 نقطة في مبحث العلوم لنفس الفترة وذات الصف . 

ما سبق يدفعنا للتساؤل ماهي الخطة التي كنا نملكها لتطوير التعليم منذ 2011م ؟ ولماذا لم تؤتي ثمارها ؟ وأين مؤشرات تقييم الاداء السنوية التي توضح مدى تقدم أو تراجع المستوى سنوياً كي يتم اتخاذ الإجراءات التصحيحية دون تأجيل ؟ 

عقدت وزارة التربية والتعليم أكثر من مؤتمر لتطوير التعليم خلال الفترة السابقة ؛ وقدمت خلال تلك المؤتمرات أوراق عمل وتوصيات لتطوير التعليم ؛ وهذا يدفعك للظن بأن هذه التوصيات ستؤثر في تشكيل خطط وسياسات واضحة لوقف انحدار المؤشر العام ؛ وطالما أن الامور تقاس بنتائجها فإننا بحاجة للإجابة على الأسئلة التالية :

. هل كانت تلك المؤتمرات مبنية على دراسات وأوراق عمل بحثية علميا أم كانت أنشطة شكلية ؟ 

. هل كانت تلك التوصيات مؤثرة في صناعة القرار أم كانت حبراً على ورق ؟ 

. ان كنا نقوم بعمل مؤتمرات وتقديم أوراق عمل بحثية وتوصيات ؛ فلماذا لم نستطع رفع مستوى الأداء ؟ 

. اعترفت الوزارة منذ تسلم د.محمد الذنيبات بوجود مشكلة حقيقية في التعليم ؛ وقدم الذنيبات وقتها احصائيات صادمة للمجتمع الأردني حينما تكلم عن وجود أميّة بين طلبة الصفوف الأساسية تصل لـ 100 ألف طفل أمّي لا يقرأ ولا يكتب ؛ فمالذي تغير منذ ذلك الحين ؟ هل وصلت تلك الفئة الأمية من الطلبة للصف الرابع وساهمت في التأثير السلبيّ على النتائج ؟ هل تم وضع خطط حثيثة وقتها لإنقاذ الموقف ..؟ ام ما زالت المشكلة حاضرة ؟ ماذا لو قمنا بعمل دراسة جديدة على فئة طلبة الصفوف الأساسي ؛ ماذا سيكون قد تغير ؟ ما الحلول التي قدمت بعد تحديد المشكلة ؟ وما هي نتائج تلك الحلول ؟ وما هي نقاط القوة ونقاط الضعف التي رافقت تطبيقها ؟ 

وللأمانة : تعاني الوزارة بشكل كبير من موقف لا تحسد عليه ؛ فشح الموارد وقلة الامكانيات ، وضعف المعلمين الجدد (مخرجات الجامعات ) ، رافق ذلك قدوم عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين شكلوا ضغطاً كبيراً على كاهل الوزارة ؛ ولكن هل سنبقى نستخدم تلك المسوغات لتبرير التراجع في مستويات التعليم دون تقديم خطط استراتيجية حقيقية تسهم في تطوير التعليم بشكل فاعل ؟ نحن بحاجة لإدارة الأزمات فالتعليم الحالي يمر بأزمة ؛ يجب أن نعترف مجددا بها ؛ وأن نعترف أننا لم نحسن معالجة تلك المشكلة بالآليات السابقة ؛ وهنا فقط ومن منطلق علمي بحت ؛ يجب إعادة النظر في كافة السياسات والاستراتيجيات والآليات التي رافقت الفترة السابقة ؛ فالتغيير لا يتم فقط بالإعتراف بالمشكلة ؛ بل بدراستها ، تحليلها ، ومعرفة اسبابها الحقيقة ثم اقتراح البدائل والحلول ؛ واعتماد البديل الأنسب ثم متابعته بشكل مستمر للوصول للنتائج الأفضل .

يجب أن نفكر بوضع خطتين : الأولى : خطة سنوية قصيرة الأجل تحقق أهداف محددة على مستوى جيل واحد ؛ وخطة استراتيجية طويلة الأجل لا تقل عن 10 سنوات تحقق أهدافها على مستوى الأجيال كاملة .

يجب ان يشارك الجميع بدوره في هذه العملية ؛ فالتعليم مسؤولية الجميع لا مسؤولية وزارة التريبة والتعليم أو التعليم العالي ؛ وبذات السياق ؛ يجب أن يتم اشراك المجتمع الاردني في تفاصيل عملية التطوير التي يطالب بها الجميع ؛ فالتعليم لدى المجتمع الأردني ليست مسألة كمالية بل عنصر أساسي كالهواء والماء .