محمد القرعان - اكد نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات أنه سيتم أخذ جميع التوصيات بالتقرير الذي اعدته لجنة مراجعة المناهج بعين الاعتبار ضمن نهج وفلسفة وزارة التربية والتعليم التي تقوم على الفهم العميق للعقيدة الإسلامية وتراعي ثوابت الأمة العربية. وقال أن عملية تطوير المناهج عملية مستمرة وتتوافق مع المستجدات ومع التغذية الراجعة من الميدان التربوي كنوع من التأكيد على أن تكون المقررات والمباحث التدريسية منسجمة مع احتياجات المجتمع الأردني. وعرض الذنيبات لدى ترؤسه بالوزارة مساء اليوم الاحد، اجتماعا لمجلس التربية والتعليم، التقرير الذي أعدته لجنة مراجعة المناهج التي تم تشكيلها في أيلول الماضي، بناء على الملاحظات التي وردت من نقابة المعلمين والميدان التربوي وما تم تداوله في مختلف الوسائل. وأشاد بالجهود التي بذلتها اللجنة والتي لم تغفل أي نقطة من الملاحظات التي تم مراجعتها بدقة من خلال اللجان الفرعية التي شكلتها حسب كل اختصاص، بالإضافة إلى الاطلاع على الكتب المدرسية في مباحث اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ والتربية الوطنية. وقال انه سيتم أخذ جميع التوصيات بعين الاعتبار ضمن نهج وفلسفة وزارة التربية والتعليم التي تقوم على الفهم العميق للعقيدة الإسلامية وتراعي ثوابت الأمة العربية. واضاف ان المجلس احال تقرير لجنة مراجعة المناهج إلى لجنة الانسانيات المنبثقة عنه لاتخاذ الاجراءات المناسبة بشأن ذلك وجاء في 54 صفحة تضمن العديد من الملاحظات والتوصيات التي أفردت لجميع المباحث الإنسانية. وأشار التقرير إلى أن الكتب المدرسية المطبقة في الميدان اشتملت على تنوع في أساليب العرض وتنوع الموضوعات، وركزت على مهارات التفكير العليا مثل التفكير الناقد والتحليل والربط والحوار والمناقشة والاستنتاج وترسيخ قيم المواطنة والمحبة والتسامح والتعايش وتقدير إنسانية الإنسان والاستناد إلى القيم الإسلامية الراسخة ووحدة الرسالات السماوية ومراعاة سهولة العرض وسلامة اللغة والتكامل بين الموضوعات ما يشكل نقلة نوعية في هذه الكتب. كما بين التقرير أن المناهج أضحت أكثر تخصصاً وعمقاً في العرض والتحليل وتناول الموضوعات المختلفة مع المحافظة على التكاملية بين المباحث والتسلسل المنطقي والإثرائي، وركزت على مهارات ضرورية وأساسية مثل الاستماع والمحادثة في كتب اللغة العربية، إضافة إلى تنوع النشاطات المرافقة في الكتب بحيث تثري الموضوع داخل الغرف الصفية وخارجها. وأوردت اللجنة العديد من التوصيات العامة التي خلصت إليها، ومنها: تعزيز الكتب بالنصوص التي تثري البعدين الديني والقيمي من خلال اختيار شواهد قرآنية لتدعيم كتب النحو والصرف والبلاغة ومهارات القراءة من الصف الرابع وحتى الحادي عشر، ودمج السور القرآنية الواردة في كتيب المادة العلمية المخصصة للصفوف الثلاثة الأولى في الكتاب المدرسي بما يتناسب وقدرات الطالب القرائية، وتوزيعها على الصفوف من الأول إلى الخامس. واوصت اللجنة باستبدال بعض النصوص التي أسيء فهمها وسببت بعض اللبس، من مثل نص "الحية والحسون"، و"مسرحية أهل الكهف" واختيار نصوص أخرى مناسبة. واوصت اللجنة بتعزيز الكتب المدرسية بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما يتناسب والأهداف المتواخاة من الدروس وخاصة كتب اللغة العربية والتربية الوطنية والتاريخ، وتضمين الكتب الإسلامية للصفين السابع والثامن الدروس المستفادة من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الأيام "الغزوات"، بدر وأحد وبني قينقاع وبني النضير. كما اوصت بتضمين الأدعية الواردة في "كتيب الأدعية" للصفوف الثلاثة الأولى في كتب التربية الإسلامية لهذه الصفوف، والموازنة في الصور والرسومات في الكتب المدرسية بما يعكس صورة المجتمع الأردني وطبيعة التنوع فيه. وأشارت التوصيات إلى أن هناك حضوراً واضحاً للقضية الفلسطينية في الكتب المدرسية، مؤكدة أهمية تعزيز هذا الحضور، خاصة أن العدو الصهيوني ما زال جاثماً على أرض فلسطين. كما ضم التقرير العديد من الملاحق التفصيلية حول مباحث اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية والتاريخ. واشار التقرير ان لجان التأليف والإشراف والمراجعة راعت توضيح حقيقة الجهاد في سبيل الله تعالى ومفهومه وغايته، وترسيخ قيم الدفاع عن الدين والوطن والعرض، حيث تم عرضها في صورة حوار شيق، مبسط مناسب لطلبة المدارس، وتقدير قيمة الشهادة، وأهميتها، ودورها في حفظ الدين والوطن، وخاصة الشهداء الذين استشهدوا على ثرى الأردن، واحترام الصحابة وتقديرهم والدفاع عنهم، وخاصة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وتم افراد دروس خاصة بهم. وراعت لجات التأليف والإشراف والمراجعة تقدير التراث الإسلامي والإرث الحضاري المتميز الذي تركه المسلمون، والعمل على إغنائه والعودة إلى تصدر المشهد الحضاري في العالم، والربط بين السيرة النبوية والبناء القيمي لدى الطلبة، من خلال استمداد القيم الأخلاقية والحضارية والسلوكية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وربطها بواقع الطالب وسلوكياته، والدعوة إلى تمثلها في حياته العلمية والعملية. وفيما يتعلق بكتب اللغة العربية أشارت اللجنة في تقريرها الى أن وزارة التربية حرصت على تعزيز البعدين القومي والوطني خاصة دور القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، ومن ذلك تقريرها كتاب نسور الأردن "قصة الشهيد الأردني البطل موفق السلطي" لطلبة الصف الخامس الاساسي، وكتاب معركة الكرامة لطلبة الصف السادس وبأسلوب قصصي مشوق ضمن سلسلة كتب عن بطولات القوات المسلحة داعمة للكتب المدرسية. وأعرب الدكتور الذنيبات عن شكره لأعضاء اللجنة التي تم تكليفها لمراجعة المناهج على جهودها المكثفة وقامت بوضع هذا التقرير المحايد والموضوعي، ولكل من أبدى رأياً أو ملاحظة حول الكتب المدرسية. وأكد أن الجميع حريص على المصلحة العامة ومصلحة الوطن والهدف في كل ذلك تجويد الكتاب المدرسي وتحسين نوعية التعليم. وحضر اجتماع مجلس التربية والتعليم: قاضي القضاة سماحة الدكتور أحمد هليل ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور وائل عربيات ووزير الثقافة نبيه شقم، والوزير الأسبق الدكتور فايز الخصاونة والوزير الأسبق خالد الغزاوي ومدير عام مؤسسة التدريب المهني المهندس هاني خليفات، ورئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الدكتور عبدالله العبابنة الدكتور عبدالله العبابنة والعين هيفاء النجار ونقيب المعلمين باسل فريحات والدكتور نائل الشرعة من الجامعة الأردنية ومدير التربية والتعليم والثقافة العسكرية العميد عدنان الرقاد ومدير إدارة المناهج والكتب المدرسية وفاء العبداللات ومنذر الفاهوم وأمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية محمد العكور. يشار الى أن وزارة التربية والتعليم ستنشر تقرير اللجنة وملاحقه وتوصياته بالكامل بعد دراسته من لجنة الإنسانيات عبر موقعها الإلكتروني.
أوائل - توجيهي أردني