أكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، أمس السبت أن خطة الوزارة في مجال تطوير امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي" تهدف إلى فتح باب الأمل أمام الطلبة باعتبار التعليم مدى الحياة حق إنساني، وإعادة الثقة لهؤلاء الطلبة، مشيراً إلى أن مهمة الوزارة الكشف عن التميز ومنح الطلبة القدرة على الثقة بالنفس.
جاء ذلك خلال افتتاح الوزير فعاليات مؤتمر التطوير التربوي الأول الذي نظمته مديرية التربية والتعليم للواء الجامعة بالتعاون مع نقابة المعلمين الأردنيين، في نادي المعلمين بعمان تحت عنوان "التربية والتعليم في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين".
وأكد الرزاز في كلمته أن أعمال هذا المؤتمر تأتي ثمار التعاون الحقيقي الذي يجسد العلاقة التشاركية التي تجمع مدارس القطاع الخاص ومدارس القطاع العام، وجهود نقابة المعلمين الأردنيين التي نفتخر بها وبالعلاقة الوثيقة التي تربطنا معها والهادفة لرفعة المعلم والطالب لتحقيق الرؤية الملكية بتمكين الإنسان الأردني منذ صغرة، ليشكل مستقبل وطننا العزيز.
وبين الرزاز أن برنامج المؤتمر وموضوعاته الغنية والتي تشتمل على عناوين التفكير الناقد الإبداعي وآداب الحوار والتعليم المبدع والتعليم الذاتي، تكسب طلبتنا مهارات وقيما هادفة جداً حول التسامح والتعاون، وتأتي من رحم التجربة الميدانية والدراسات العليا الأردنية، وتعكس أولويات الميدان التربوي ورؤيته التي تتماشى بالكامل مع الورقة النقاشية السابعة التي أطلقها الملك عبدالله الثاني ابن الحسين قبل عدة أيام.
وأكد أن الدور القيادي للتربية والتعليم بجميع مكوناتها له أكبر الأثر في تغلب القيم الدينية السمحة والوسطية وقبول الآخر على قيم التطرف والتعصب، مبيناً أن محاربة التطرف يكون بمحاربة الجهل وبث المعرفة وبث قدرة الطالب على التفكير بصوت عال والتفكير الناقد البناء وتعليمه ذلك، والتحول من التهميش والاحباط إلى الثقة بالنفس.
وأشار إلى أن الوزارة ستتبنى توصيات أعمال هذا المؤتمر بعد إقرارها وستقوم بتنفيذها على أرض الواقع في الميدان التربوي.
من جانبها ألقت مدير التربية والتعليم للواء الجامعة الدكتورة زينب الشوابكة كلمة بينت فيها أن فعاليات هذا المؤتمر تأتي انطلاقًا من رؤية الملك عبد الله الثاني، وضمن سلسلة الأوراق النقاشية الملكية، ورقتُهُ النقاشية السابعة، بعنوان "بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة" والتي أكّد فيها على "أن الاستثمار في مستقبل أبنائنا عماد نهضتنا وإننا على ذلك لقادرون، فها هي ذي ثروتنا البشرية، أغلى ما يمتلك الأردن من ثروات، قادرة، إذا هي نالت التعليم الحديث الوافي، على صنع التغيير المنشود، وليس أمامنا إلا أن نستثمر في هذه الثروة بكل قوة ومسؤولية، فلا استثمار يدرّ من العوائد كما يدرّ الاستثمار في التعليم".
كما بينت أن أعمال هذا المؤتمر تأتي كذلك إيمانًا بضرورة متابعة المستجدات التربويّة وتحقيقًا للتنمية المهنيّة المستدامة للمعلمين وانطلاقًا من الاستراتيجيّة الوطنيّة لتنمية الموارد البشريّة ورؤية وزارة التّربية والتّعليم في دعم تعليمٍ نوعيّ للارتقاء بمخرجات العمليّة التّعليميّة التّعلّميّة.
وأشارت إلى أنه وانسجاما مع رؤية الوزارة بتنميّة المعلّمين مهنيّا سيتم نقل أثر مشاغل المؤتمر التدريبيّة من خلال تفعيل مجتمعات التعلّم في المدارس ووفق خطّة ستُعدّ مسبقًا من قبل مديري المدارس وقسم الإشراف التربوي.
وأضافت أن المؤتمر يتضمن عدة محاور أبرزها: مهارات التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي، واستخدام التكنولوجيا في التعليم، ومهارات الاتصال والتواصل، والتعلّم التعاوني.
بدوره ألقى نائب نقيب المعلمين إبراهيم شبانة كلمة أعرب فيها عن شكره لوزير التربية والتعليم على موقفه المشرف إلى جانب المعلم واستمرار التشاركية مع وزارة التربية والتعليم لما فيه مصلحة العملية التعليمية ولكافة المعلمين الذين وقفوا إلى جانب زملائهم الذين تعرضوا للاعتداء في مدرسة المرقب مؤخراً.
وأكد شبانة استعداد النقابة التام لدعم مخرجات هذا المؤتمر وتوصياته، مبيناً أن الواقع التعليمي يحتاج لمثل هذه المؤتمرات التربوية للوقوف على مواطن الضعف والخلل وتعزيز التجارب الناجحة والمضيئة فيه.
كما أعرب عن شكره للقائمين على أعمال هذا المؤتمر والمشاركين فيه، متمنياً تحقيق الفائدة المتوخاة منه خاصة فيما يخدم التنمية المهنية وتبادل الخبرات التي نحن بأمس الحاجة لها كمعلمين في هذا الوطن العزيز.
وتوجه بالشكر كذلك لوزير التربية والتعليم باسمه وباسم مجلس نقابة المعلمين لرعايته أعمال هذا المؤتمر متمنياً إيلاء توصياته كل الاهتمام والرعاية.
وألقت المشرفة التربوية عبير أبو ريان كلمة باسم فريق المؤتمر بينت فيها أن المؤتمر يتبنى الأساليب التربوية الحديثة وتبادل الخبرات والتجارب التي تتماشى ومتطلبات القرن الحادي والعشرين لتعزيز برامج التنمية للمعلمين؛ لتمكينهم من أداء رسالتهم سعياً إلى تمكين الطلبة في العملية التعلمية التعليمية ضمن منظومة أخلاقية راسخة، ضماناً لجودة التعليم وتعزيز الشراكة المجتمعية.
وأضافت أن المؤتمر يهدف كذلك لبناء نواة لمعلمين قادة وخبراء سيمثلون الأساس المتين الذي سيدعم تنفيذ الخطط التطويرية لبناء القدرات، مبينة أن تزويد المعلم بالاستراتيجيات الحديثة والأدوات والمهارات تمكنه من بناء طلبة مسلحين بالعلم والمعارف.
إلى ذلك افتتح الرزاز معرض الأعمال المهنيّة والعلميّة والفنيّة الذي نظم على هامش أعمال المؤتمر وتجول في زواياه المتنوعة التي ضمت برامج ومشاريع ومبادرات تعليميّة منفّذة في الميدان كمشروع الزراعة المائية، ومشروع إنتاج فطر المحار، ومشروع Clickers.
وتتضمن فعاليات المؤتمر محاضرة رئيسة تتناول موضوع المؤتمر الرئيسي ييقدّمها الأستاذ الدكتور عقلة الصمادي / جامعة اليرموك، وجلسات علمية تتضمّن عرضًا ومناقشة لـ ستة أوراق بحثيّة، وثلاثة عشر عرضًا تقديميّا ودرسًا تطبيقيّاً في أحدث المستجدات التربوية التي يسهل نقلها وتوظّيفها في الغرفة الصفيّة ابرزها: (المنصّات الإلكترونية لتعلّم اجتماعيّ نشط، مهارة طرح أسئلة تثير التفكير، الصفوف الذكيّة، التعلّم الذاتي، التعلم التعاوني، إكساب الطلبة مهارة الكتابة، مشروع " بقلمي أحلّق"، التعلّم الممتع، أدب الحوار وفن إدارة الحصة الصفيّة، الاستقصاء).