كتبت ـ كوثر صوالحة تعد المقاصف المدرسية ركنا مهما وخاصا في حماية صحة طلاب المدارس بمختلف اعمارهم سواء احتضنتهم مدارس حكومية او خاصة ،وبالرغم من انها تحت المجهر من قبل وزارة الصحة الهرم الصحي الاكبر في المملكة ووزارة التربية والتعليم الا ان هناك تجاوزات واضحة ما زالت تتم رغم وجود اشتراطات صحية للمقاصف ما زالت حبرا على ورق . هناك تفاوت في الاسعار في العديد من المدارس الخاصة فما يدفع ثمنه الطالب في المدرسة هو اغلى مما يدفعه خارج المدرسة ولم تراع هذه الاسعار الشرائح المجتمعية الموجودة في المدرسة حتى لو كانت خاصة فالقدرة المالية لاولياء الامور تختلف من شخص لاخر ويضع العديد من الاهالي ابناءهم في المدارس الخاصة لا لفائض مالي وفير بل لافكار تختص بامور اخرى قد تصل فقط لحد التباهي مضافا الى ذلك تجاوز للاغذية المسموحة وغير المسموحة وعدم التقيد في اللوائح والاشتراطات الخاصة للمقاصف المدرسية، فالنظافة معدومة في كثير من المقاصف وعمالة غير مؤهلة للعمل او لا تحمل الشهادات الصحية اللازمة، وهناك شكاوى من الاهالي ويبقى المجهر ضائعا بين وزارتين . وزارة الصحة، الهرم الصحي في المملكة، وضعت تعليمات للمقاصف شملت كافة الاجراءات من نظافة واغذية مسموح بها وغير مسموح بها ومن يدير هذه المقاصف ولكن الالتزام بها يتفاوت من مدرسة الى اخرى،حيث منعت التعليمات منعاً باتاً بيع وتداول الأطعمة « البائتة» اي التي لم يتم بيعها في اليوم السابق ويجب التخلص منها يومياً، وكذلك المشروبات الغازية بأنواعها، والعصير المحضر يدوياً والعصير الصناعي ،حتى ان الطلاب يمنعون من إحضارها إلى المدرسة.
كما منعت التعليمات المشروبات الحاوية على السكر والملونات فقط، والمشروبات والعصائر التي تقل نسبة عصير الفاكهة فيها عن 30%، وايضاً الحلوى و(الشوكولاتة) والعلكة والملبس والمصاص ذات القيمة الغذائية المنخفضة بجميع أنواعها والتوفي والنوجا التي تلتصق بالاسنان، والأغذية والمشروبات المعلبة في عبوات زجاجية، واللحوم والكبدة بجميع أنواعها والبيض، والشيبس غير المصنع من رقائق البطاطا والذرة الطبيعية، والبوظة والأسكيمو ( المثلجات ). مدير ادارة الصحة المدرسية في وزارة الصحة قال لـ «الدستور» في معرض متابعتها لشكاوى الاهالي هناك مخالفات موجودة وهناك مدارس مخالفة وهذا لا نستطيع اخفاؤه على الاطلاق، موضحا ان المخالفة شيء والمراقبة شيء اخر،مبينا ان المدارس في المملكة عددها هائل فهناك اكثر من 6000 مدرسة وهناك مدارس جديدة تنشا فهذا العدد الهائل من المدارس قد لا نستطيع الوصول اليه كاملا خلال الفصل الاول لاسباب عديدة . واشار الخرابشة الى ان معظم المدارس لديها التزام بالشروط البيئية والتغذوية ولكن هناك مدارس مخالفة نقوم بتطبيق القانون عليها ،مشيرا الى ان المدارس في الوقت الحالي تعاني الكثير من الضغط بسبب اللجوء السوري فاصبحت بيئة المدرسة غير جيدة لان هناك طلبا اكثر وضغطا على المياه والمقاصف ومن هنا تظهر السلبيات. وقال قمنا في الفصل الاول بتنفيذ «3641» زيارة تفقدية لمدارس وهناك طبعا مدارس لم نستطع الوصول اليها وقمنا باغلاق مقصفين لوجود اجراءات سلبية مخالفة لاشتراطات المقاصف كما قامت المديرية بتوجيه «1463» انذارا وتم مخالفة «15» مدرسة . وبين الخرابشة ان فريق عمل المديرية يعمل على المراقبة والتفتيش على المقاصف المدرسية بشكل دوري كما يوجد هناك فرق من قبل مديريات الصحة تعمل ايضا على المراقبة والتفتيش ولكن العدد الكبير من المدارس يحول دون ذلك . وبين ان الرقابة على المدارس هو من منهجية الوزارة، فنحن نضع الكشف على المقاصف في الاولويات ولكن هناك مدارس لم نستطع الوصول اليها الا ان الوزارة تحذر دائما وابدا من مخالفة أحكام اشتراطات المقاصف المدرسية واي مخالفة يطبق فيها الأحكام الواردة في قانون الصحة العامة. وتبين لـ»الدستور» وضمن احصائية رسمية للفصل الاول ان كبرى المخالفات لمدارس حكومية كانت في العاصمة عمان تلتها اربد وكانت اقل المخالفات في العقبة. وبينت الاحصائية ان المخالفات في كل المحافظات كانت على النحو التالي: مديرية صحة الكرك نفذت «275 «زيارة لمدارس حكومية و»30 « زيارة لمدارس خاصة نتج عنها توجيه انذارات لـ «43» مدرسة حكومية و«8»مدارس خاصة وفي ميرية صحة البلقاء تم تنفيذ «257» زيارة لمدرسة حكومية و«64» مدرسة خاصة تم خلالها انذار «101» مدرسة حكومية و«7» مدارس خاصة، وفي مديرية صحة عجلون تم تنفيذ «50» زيارة لمدارس حكومية فيما بلغ عدد المدارس الخاصة التي تم زيارتها «28» وتم توجيه «24» انذارا لمدارس حكومية و»12» لمدارس خاصة وعدد المدارس المخالفة 9 ، اما مديرية صحة مادبا فنفذت «132» زيارة لمدارس حكومية و«25 « لمدارس خاصة وتم اغلاق مقصف لمدرسة خاصة وتوجيه انذارات لـ «16 » مدرسة حكومية و مدرستين خاصتين ،اما صحة الطفيلة فقد نفذت «121» زيارة لمدرسة حكومية و«8» زيارات لمدارس خاصة نتج عنها توجيه «48» انذارا لمدرسة حكومية ولمدرستين خاصتين. اما مديرية صحة المفرق فقد نفذت «176» زيارة تفقدية لمدارس حكومية و «24» مدرسة خاصة نجم عن هذه الزيارات توجيه «59» انذارا لمدرسة حكومية و «6» انذارات لمدارس خاصة. اما في مديرية الزرقاء فقد تم تنفيد» 331» زيارة لمدرسة حكومية و«143» لمدرسة خاصة نجم عن هذه الزيارات اغلاق مقصف لاحد المدارس الحكومية وانذار «161» مدرسة حكومية و 60» مدرسة خاصة ومخالفة مدرسة واحدة حكومية . وقامت مديرية صحة اربد بـ «575» زيارة تفقدية لمدارس حكومية و«214» مدرسة خاصة تم انذار «159» مدرسة حكومية و» 13 « مدرسة خاصة ومخالفة «4» مدارس حكومية، اما مديرية صحة العاصمة فقد نفذت «667 » زيارة لمدارس حكومية و»40 « مدرسة خاصة تم خلالها توجيه» 536 « انذارا لمدارس حكومية و» 26 «انذارا لمدارس خاصة، اما صحن معان فقد انذرت 30» مدرسة حكومية و»5 « مدارس خاصة فيما انذرت العقبة» 8 «مدارس حكومية و»6 مدارس خاصة وصحة جرش انذرت « 70 «مدرسة حكومية و3» مدارس خاصة . وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة يتشاركان في ذات المنهجية في المحافظة على البيئة المدرسية وصحة الطلاب وهناك تعاون مشترك في هذه الامور وتسهيلات متفق عليها بين الوزراتين وتقوم وزارة التربية والتعليم بحسب منهجيتها بوضع الخطة السنوية لقسم التغذية والصحة المدرسية . وتعمل الوزارة على رفع درجة الوعي الغذائي والصحي لدى الطلبة ومسؤولي الصحة والتغذية والهيئة التدريسية وذوي الطلبة ايضا بتعزيزفكرة الاتجاهات الإيجابية وتعديل الاتجاهات غير الصحيحة من خلال إعداد نشرات تغذوية وصحية تثقيفية وتعميمها على المدارس وعقد الندوات والاجتماعات ذات العلاقة بالأمور التغذوية وطباعة وتوزيع نشرات وملصقات وبوسترات صحية بالتعاون مع وزارة الصحة ونقابة أطباء الأسنان والجهات والمنظمات ذات العلاقة بالأمورالصحية وتعميمها على المدارس وتشجيع الطلبة على المشاركة في المسابقات والمعارض الصحية المحلية والدولية والمشاركة في الندوات والاجتماعات والاحتفالات التي تنفذها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية والمحلية الأخرى ،والتعميم على مديريات التربية والتعليم لتفعيل الأمور المتعلقة بخدمات الصحة المدرسية وتنظيمها ومتابعتها. كما تعمل الوزارة من خلال متابعاتها على تلافي السلبيات الموجودة والتي تصل اليها من خلال التقارير ومتابعة تقارير الصحية الواردة للوزارة والعمل على تلافيها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. كما تقوم الوزارة بمتابعة الجوانب الصحية في المدارس عن طريق الزيارات الميدانية وطباعة جميع النماذج والسجلات الصحية المستخدمة من قبل كوادر وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة والمشاركة في المسوحات الصحية الميدانية التي لها بالغ الأثر في الكشف عن حجم المشاكل المرضية الصحية للعمل على تقليلها لاحقاً. جهود الوزراتين مشكورة ، ولكن يرى الاهالي ان الجهود تحتاج الى مزيد من التطوير والعمل بالية اكثر منهجية وزيادة فرق المراقبة على المدارس والمقاصف تحديدا لاهميتها على صحة الطلاب، فترى مها جادو ان المقاصف في المدارس ما تزال بحاجة الى رقابة اكثر وتقول ان عددا من المقاصف تقوم باعداد الوجبات من قلي بطاطا وفلافل في المقصف دون وجود رقابة وتستخدم عددا من العمال الوافدين البعيدين كل البعد عن استخدام الاشتراطات الصحية اوالدراية الكاملة بامور النظافة للادوات المستعملة في اعداد الطعام او الاشتراطات التي يجب ان تتوفر في المقاصف والاطعمة المتداولة. وتضيف جادو انها شاهدت بام عينها كيف يقومون بقلي البطاطا في المقصف والزيوت المستخدمة والتي تستخدم لمرات ومرات واثر هذه الزيوت على الطلاب . وتوافقها الراي سها عبد المجيد حيث تقول ان هناك العديد من الاطعمة غير المسموح فيها افتراضا في المدارس الا ان هناك العديد من الاطعمة الموجودة ضاربين كافة الاشتراطات بعرض الحائط. وتقول ان المعجنات التي تباع يمضي عليها يومان اوثلاثة وهي عبارة عن لحمة ودجاح ولبنة وبالتالي هي مواد قابلة للتلف السريع، مؤكدة ان العديد من المقاصف لا تقوم باستخدام التغليف لحماية الاطعمة وهي مكشوفة تماما وان العاملين في المقاصف لا يستخدمون الوسائل الصحية لمنع التلوث مضافا الى ذلك انها تباع بسعر اغلى من سعر السوق . وتقول احدى السيدات ان الاكل غير صحي والسعر اكثر من اللازم هذه خلاصة المقاصف، مؤكدة ان مقصف مدرسة اولادها لا يوجد فيه اي تطبيق لاجراءات صحية من تهوية وزيت القلي يستخدم باعتقادها لمرات ومرات ونظافة الايدي في التعامل مع الطعام معدومة والادوات المستخدمة وسخة وتحتاج الى مزيد من النظافة، مبينة ان هناك اطعمة تمنع اولادها من تناولها في البيت ، لكنهم يتناولونها في المدرسة وهذا امر يجب ان لا يسمح به ،مؤكدة انه يجب ان يكون هناك مزيد من المراقبة ومزيد من العمل . سيدة اخرى تقول انها شاهدت المقصف الخاص بمدرسة اولادها يقدمون لهم كل شيئ تقريبا والنظافة متوفرة الا ان الاسعار غالية جدا وقد تكون اسعار 5 نجوم. وقالت وضعت اولادي في مدارس خاصة لا لاني املك المال ولكن الهدف ان يحصلوا على مستوى افضل بالدراسة حسب اعتقادي واعتقد ان الاسعار مكلفة للاهل والطلبة وتخلق نوعا من الضرر بنفسية الطالب الذي يختلف مصروفه عن طالب اخر . وفي ذات السياق تجدر الاشارة الى ان وزارة الصحة وفي اشتراطاتها للعمل في المقاصف طلبت من القائمين على تشغيل المقصف المدرسي سنويا مراجعة المركز الصحي التابع لوزارة الصحة للحصول على شهادة صحية تثبت خلوهم من الأمراض السارية والمعدية في بداية كل فصل دراسي، واستبعاد أي عامل تظهر عليه أعراض مرضية أو تظهر على يديه بثور أو قروح لحين زوال الأعراض المرضية بموجب تقرير طبي صادر عن وزارة الصحة. كما اشترطت التعليمات عدم تواجد أي شخص داخل المقصف المدرسي ممن لا يحمل شهادة صحية، وإرتداء زي خاص بالمقصف أثناء عملية البيع. ادارة المدارس تؤكد ان المخالفات في مقاصفها هي الاقل على مستوى المملكة لان معظم المدارس تعمل على مزيد من النظافة بالمقاصف الا انها لا تنفي وجود تجاوزات في الاسعار وتلوم الاهالي بترددهم بمراقبة ذلك وابلاغ الجهات الادارية بالمدرسة . وبالعودة الى الارقام نجد ان المخالفات او الانذرات الحصيلة الاكبر فيها تعود الى المدارس الحكومية بواقع 1255 انذارا لمدارس حكومية بالفصل الاول و150 انذارا لمدارس خاصة والمخالفات في المدارس الحكومية هي 14 وفي الخاصة مخالفة واحدة، اما الاغلاقات في المقاصف فهي مخالفة لكل من الخاص والعام . الصحة والتربية ترجع كثرة المخالفات في المدارس الحكومية لتفوق عددها على المدارس الخاصة وللاكتظاظ الاكبر للطلاب فيها والتي معها يصعب تنفيذ او ضبط السلبيات فيها رغم ان الدكتور الخرابشة يشير الى ان السلبيات قليلة اذا ما قورنت بالعدد . ولتذكير الاهالي وتذكير المدارس ومديري المقاصف فان وزارة الصحة حددت الاغذية المسموح بها في المدارس فهي عبوات الحليب السائل المعقم طويل الأمد العادي أو ذي النكهات، وعبوات اللبن المحفوظة في الثلاجة، اضافة الى العصائر الطبيعية المعبأة آليا، والساندويتشات والمعجنات الطازجة والمغلفة من المطاعم المرخصة حسب الشروط والتعليمات الصحية، والبسكويت بجميع أنواعه العادي والمحشو ، والكعك المغلف آلياً ، وتفضل الأنواع المدعمة بالفيتامينات والأملاح المعدنية، ورقائق شيبس البطاطا والذرة الطبيعية المغلفة آلياً وغير المحتوية على صبغات أو ملونات إصطناعية، والمكسرات المغلفة آلياً، وعبوات التمور الصغيرة المغلفة آلياً، والفواكه والخضروات الطازجة، اضافة الى أي مواد يوافق عليها وزير الصحة. اما النظافة فتلزم التعليمات المقصف بوجود حاويات للنفايات تفرغ يومياً، وتوضع في أماكن متعددة لسهولة التنظيف، مع ضرورة وجود أكياس (بلاستك) كبيرة داخل الحاويات ليسهل جمعها، وان يكون تخزين الأغذية في مكان بارد وجاف ونظيف، وتكون الأرفف مرتفعة عن سطح الأرض بمقدار (30) سم أو أكثر. اما الاشتراطات الخاصة بالتشغيل فقد الزمت التعليمات المقاصف المدرسية التنظيف اليومي وكلما دعت الحاجة، بجميع محتوياته القابلة للتنظيف وبعد انتهاء تناول الوجبات مباشرة، واستخدام المناديل الورقية ذات الاستخدام لمرة واحدة في تجفيف الأيدي. كما اشترطت استخدام المطهرات المخففة للقضاء على الجراثيم والبكتيريا على الأسطح التي تلامس الأغذية الطازجة، وغسل الخضروات والفواكه قبل استخدامها بماء نظيف، ويفضل تعقيمها باستخدام مركبات التعقيم المخصصة لذلك مثل حمض الليمون(الستريك) أو برمنجنات البوتاسيوم، وحفظ جميع الأغذية وفق شروط الحفظ الموصى بها من قبل الشركات الصانعة والمدونة على العينات الغذائية، وأن تكون جميع الأغذية ذات صلاحية سارية المفعول. كما اشترطت التعليمات وضع المبيدات الحشرية والمطهرات والمنظفات مع أدوات النظافة بعيداً عن مكان تخزين الأغذية .
أوائل - توجيهي أردني