عبرت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم خلال مشاركتها بجوجل زايتغايست في بريطانيا عن تفاؤلها بالأردن، وبقدرته على تحدي الصعاب وتقديم نموذج ناجح للمنطقة.
وخلال حوار مع رئيس مجلس الادارة التنفيذي في "الفابيت" الشركة الأم لجوجل اريك شميت، وعما إذا كانت تحمل أملاً بمستقبل المنطقة، قالت جلالتها رغم الانكسار والمآسي التي تملأ المنطقة الا أن هناك بصيص قليل من الأمل يشرق. مشيرة إلى أن الكثيرين ممن تقابلهم في الأردن والمنطقة يمنحونها الإلهام رغم الصعوبات والتحديات التي يواجهونها، يملأهم الابداع وتدفعهم طاقة لا تراها في مكان آخر، ويحاولون بعزيمة إحداث اختلاف ايجابي.
وفي سؤال حول النظرة السلبية تجاه العولمة والانفتاح لدى العديدين حول العالم وتأثير ذلك على العالم العربي، قالت جلالتها مما لا شك فيه أن العولمة حققت فوائد هائلة لكن للبعض كانت عكس ذلك. وأضافت أننا نعيش في عالم يسير بخطى سريعة، اندمجت فيه الاقتصادات وأصبحت الحدود غير واضحة، والتقدم التكنولوجي جعلنا أكثر انفتاحاً بطريقة أسرع من قدرتنا على التأقلم، كمجتمعات أو أنظمة سياسية وأمنية وحتى كأفراد. ولذلك، الكثير من الأفراد يشعرون بالغربة والخوف في بيئاتهم الخاصة ولا يستطيعون فهم الواقع من حولهم ومكانهم فيه. فنجدهم قلقين من الهجمات الإرهابية، والاختلالات الاقتصادية والاجتماعية ومستقبلهم، وكل ذلك جعلهم يخافون مما يبدو "أجنبيا" أو "غريبا"، ويبحثون عن الراحة فيما يبدو أنه "مألوف".
وأضافت جلالتها لذلك ليس مفاجئاً رواج قصص القومية المتطرفة وكراهية الأجانب أو الغرباء، مشيرة الى أن بعض السياسيين وجدوا طرقاً لتحويل القلق إلى أصوات من خلال توجيه الإتهام إلى: العولمة، واللاجئين، والمهاجرين، والمسلمين، باعتبارهم بدائل سهلة عن الحلول الحقيقية، وذلك لعدم قدرتهم على تقديم استراتيجيات حقيقية.
وأكدت جلالة الملكة أن علينا جميعاً مسؤولية ودور لوقف تنامي الخوف في المجتمعات العالمية حتى لا يتحول ذلك الى سياسات اقصاء نقدم من خلالها خدمة مجانية للارهاب والتطرف في وقت حرج جدا.
وأضافت جلالتها بينما مستقبل الدول والشعوب متصل ومرتبط أكثر من أي وقت مضى، إلا أن ما يقود الكثير من السياسات والخيارات حول العالم يضيق بالمصالح الذاتية أكثر من القيم الإنسانية العالمية.
وعن تأثير اللجوء على تعليم الأطفال والجهود التي يقوم بها الأردن لضمان استمرار حصول الأطفال على التعليم، قالت جلالتها في الأردن أكثر من ١٢٤ ألف طالب سوري يدرسون في المدارس الأردنية الأمر الذي أدى إلى الضغط على المنظومة التعليمية بأكملها وأثر على نوعية التعليم المقدمة للطلبة الأردنيين والسوريين على حد سواء، ولهذا نعمل من أجل توفير وتحسين الامكانات التعليمية لجميع الأطفال في عمر المدرسة.
وأضافت حان الوقت للحلول على نطاق واسع، فهناك في منطقتنا ١٣ مليون طفل لا يحصلون على التعليم كنتيجة للنزاع أي نحو ٤٠% ممن هم في عمر المدرسة، مضيفة أن الأزمة الحقيقية في المنطقة هي أن مستقبل جيل كامل من الأطفال على المحك.
يذكر أن جوجل زايتغايست هو تجمع لكبار المفكرين والقادة والرياديين العالميين، ويعتبر الحدث الأكبر لقيادة جوجل لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وحضر التجمع هذا العام حوالي ٣٠٠ شخص من المدراء التنفيذيين والعاملين في جوجل وعدد من المميزين والقادة في العالم.