نجاحات كبيرة حققها منهاج "الهدهد" بصفته أول منهاج عربي ذكي يعنى بتعليم اللغة العربية باستخدام تقنيات ذكية، وابتكارات تعليمية، تلبي احتياجات الفئات العمرية في رياض الأطفال والمرحلة الأساسية، خصوصا بعد ان تبنته 85 مدرسة محلية، فيما يتم التحضير لتجربته في أميركا وتركيا. الشقيقان شيماء ومحمد البشتاوي أخذا عهدا على نفسيهما بتبني هذا المشروع لايصال رسالتهما لإعادة الاعتبار للغة العربية الفصحى، بعدما تجاوزت العولمة حدودها الجغرافية حاملة معها غزوا لغويا تجلى باستخدام وتوظيف اللغة الانجليزية في عدد من مدخلات الحياة اليومية. جاء اختيار اسم "الهدهد" لهذا التطبيق لاعتبارات عدة منها أن طائر الهدهد من أذكى الطيور، ويتواجد بكثرة في بلاد الشام، محلقا في أجواء مختلف الثقافات. التطبيق ليس لتعلم اللغة العربية فحسب، وانما يحاكي خيال الطفل، وينمي لديه مهارات التفكير والتواصل معا، ما جعله يحظى في العام 2014 بشرف التكريم الملكي كقصة نجاح أردنية لريادتها مجال المحتوى الإبداعي المقدم للأطفال، حيث شكل ذلك دافعا وحافزا لمؤسسيه لتحقيق مزيد من النجاحات، والبدء بتطبيقات مثيلة في موضوعات مختلفة، توجت بتوقيع مذكرة مع مبادرة التعليم الأردنية لتدريب المعلمين على استخدام التطبيق للسنة الثالثة على التوالي، استفاد منها ما يزيد على 15 الف طالب. يقول البشتاوي إن "الهدهد" يواكب الاتجاهات العالمية الحديثة بالتعليم من خلال تقديم حلول متكاملة تجمع بين اللوح الذكي والحواسيب اللوحية والتمارين الورقية، ويغطي جميع مهارات اللغة من كتابة وقراءة واستماع ومحادثة بعرض متدرج، ويتميز بأنه قابل للتحكم والتعديل من المعلم حسب الاحتياجات، ودمج التعليم بالترفيه معا. ويؤكد أن مخرجات التطبيق اوجدت نجاحا منقطع النظير في حصول الطلبة الذين تلقوا المنهاج على أعلى المعدلات وبنسبة نجاح وصلت الى مئة بالمئة. وترى شيماء أن التطبيق يشكل أحد أهم أركان الدرس التعليمي داخل الحصة الصفية، بتفاعل شديد واهتمام أكبر من قبل المعلمين، الذين خرجوا عن نمطية التعليم والتلقين ليحذو حذو التكنولوجيا وتوظيفاتها المتعددة بايجابياتها وخياراتها. بدأت شيماء (المهندسة المعمارية)، مشوارها بالرسم، فانطلقت لترسم لدور النشر، بالرغم من الاجور الزهيدة، وبعدها مع ناشر اسباني، ثم قامت بإنشاء سلسلة (آدم والاصدقاء)، التي صنفت من أهم الوسائل الإثرائية التي قدمت للطفل العربي عن العام 2010، ثم بدأت بعدها بإنشاء شركة "الهدهد للمحتوى الابداعي للأطفال" مع شريكها المؤسس المهندس محمد البشتاوي. يمتاز الهدهد بمخاطبته المباشرة للطفل وبما يتناسب مع خصائصه واحتياجاته العمرية بشكل ممتع ومفيد، وبطريقة اثرائية، وفق ما يقول البشتاوي. ويشير البشتاوي الى تطبيق المنهاج لأول مرة في العام 2011 في بيئة مصغرة مكونة من صفين، كل صف يضم 12 طالبا من ذوي صعوبات التعلم ممن يعانون التوحد والاضطراب النمائي إضافة الى الطلاب العاديين، وكانت النتائج ممتازة. وفي السنة الثانية تم التعاون مع مبادرة التعليم، التي طبقت بأكاديمية الملكة رانيا، وتم تجريب المنهاج في خمس مدارس في عمان، وظهرت نتائجه الايجابية، وفي العام 2013 شمل التعليم من خلال "الهدهد" أكثر من 17 مدرسة من مختلف المحافظات لتدريب المعلمين على استخدام المنهاج. يقول عضو مجمع اللغة العربية الدكتور عبد المجيد نصير، إنه مع وجود الحياة الرقمية، "لا بد من التجديد في أساليب التدريس سواء في اللغة العربية أو في أي مادة أخرى، فالأساليب التفاعلية هي من أفضل الاساليب التدريسية، ويجب تسخير الادوات التكنولوجية بجعلها أداة ناجحة في الغرفة الصفية". ويؤكد أن التطبيقات الذكية واحدة من أساليب عملية التعليم، ويستفيد منها المعلم في التدريس، من خلال استخدام الادوات والتطبيقات التكنولوجية، لافتا إلى أن تعلم اللغة ليست فقط للوصول الى مهارة القراءة والكتابة، وإنما هي الوجه الآخر للتفكير وهي المكون الأول للتعبير. ويساعد التطبيق والتعليم الالكتروني، وفق ما يقول الدكتور نصير، بالاستفادة من عوامل كثيرة هامة ومؤثرة مثل (الصوت، النص، اللون، الفيديو، نوع الخط، طريقة العرض وغيرها)، بما يمكّن المتعلم من استخدام حواسه في العملية التعليمية، ويتيح له الحصول على معلومات أكثر طالما لديه القبول والاستعداد عكس ما هو متاح في التعليم التقليدي. تقول الرئيس التنفيذي لمبادرة التعليم الاردنية نرمين النابلسي، ان تطبيق منهاج الهدهد الذكي، يدرس في سبع محافظات هي عمان والبلقاء والزرقاء والطفيلة واربد والكرك وعجلون، لافتة الى ان التطبيق حقق نتائج ايجابية من حيث تفاعل الطلبة مع المحتوى في المدارس الحكومية التي تطبق فيها مبادرة التعليم الأردنية عن طريق دمج التكنولوجيا في التعليم، كما انعكس ايجابا على اقبال الطلبة على تعلم اللغة العربية والتفاعل في حصصها وعلى مهارات كل من التواصل واللغة . وتشير الى ان التطبيق يسهم في مساعدة المعلمين على اثراء المنهاج الرسمي لوزارة التربية بمواد متنوعة تعمق صلة الطفل بمحيطه وينمي الاتجاهات الايجابية لديه نحو الاخر، مشيرة الى ان شركة الهدهد قدمت منهاجها الذكي لمبادرة التعليم مجانا، لتطبيقه في سبعين مدرسة من مدارس وزارة التربية والتعليم التي تعمل فيها المبادرة وتحتوي صفوف لرياض الأطفال والأول الأساسي والثاني الأساسي. واوضحت انه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، استفاد ما يزيد على ثلاثة آلاف طالب وطالبة من الصفوف الأولى من تطبيق المنهاج، وتم تدريب عدد من معلمات اللغة العربية للصف الأول الاساسي ورياض الأطفال على توظيفه كمادة إثرائية في حصص اللغة العربية.. مديرة روضة ميناس لصعوبات التعلم والتدخل المبكر ومدربة مونتيسوري هدى اسعيفان تقول، إن التعلم عبر تطبيق الهدهد، طريقة هامة في جذب الطفل للتعلم وتنمية احساس الخيال لديه بطريقة مشوقة وبألوان ورسومات جذابة يمكن للأطفال التعرف إليها وملاحظتها وتفسيرها ومحاولة تقليدها ونمذجتها على أوراق عملهم - بترا 

أحدث الأخبار