نادين النمري- حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" من أن "جيلا كاملا" من الأطفال السوريين معرض للخطر، "ما لم تعط الجهات المانحة المجتمعة في لندن هذا الأسبوع الأولوية لتوفير التمويل اللازم لإرجاع هؤلاء الأطفال إلى المدرسة، في ظل وجود 2.8 مليون طفل سوري خارج مقاعد الدراسة. يجيء ذلك، في ظل دعوة مكتب "اليونيسيف" بالمملكة، مؤتمر المانحين الى توفير التمويل اللازم للحد من مشكلة الاطفال السوريين خارج المدرسة في الاردن، حيث تقدر اعداد هذه الشريحة بنحو 96 الف طفل سوري، بحسب المسؤول الاعلامي في "اليونيسيف" سمير بدران. وقالت "اليونيسيف"، في بيان صحفي امس، إنه مع مرور خمس سنوات تقريبا على اندلاع الأزمة السورية، يحتاج حوالي 4 ملايين طفل وشاب من سورية، والمجتمعات المضيفة، تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة، للمساعدة في مجال التعليم. وذلك يشمل 2,1 مليون طفل خارج المدرسة في داخل سورية، وحوالي 700,000 طفل سوري يعيشون في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. وقبل انعقاد اجتماع المانحين المقرر في لندن غدا، دعت مجموعات إغاثة ووكالات الأمم المتحدة، التي تقوم على مبادرة "لا لضياع جيل"، في بيان صحفي امس، الى جمع مبلغ 1,4 مليار دولار أمريكي، لمساعدة حوالي 4 ملايين طفل وشاب داخل سورية ودول الجوار، للحصول على التعليم الرسمي وغير الرسمي. أما في الاردن، فيبقى التعليم الاشكالية الاكبر التي تواجه الاطفال السوريون، في ظل وجود نحو 96 الف طفل سوري خارج المدرسة في الاردن، بحسب المسؤول الاعلامي في "اليونيسيف" سمير بدران. وقال بدران لـ"الغد" امس: "نامل أن يساهم مؤتمر المانحين في لندن بتوفير التمويل اللازم للحد من مشكلة الاطفال خارج المدرسة". ويبلغ عدد الاطفال السوريين المسجلين في المفوضية العليا للاجئين حتى نهاية العام الماضي 226 الف طفل في سن المدرسة، قدموا الى الأردن منذ بداية الازمة السورية العام 2011. وبحسب منظمة “اليونيسف”، فإن نحو 57 % من أطفال اللاجئين السوريين ملتحقون بالتعليم الرسمي في الاردن، أي ما يشكل 129,354 الف طفل. بحسب “اليونيسف”، فإن 43 % من الأطفال السوريين خارج المدارس النظامية، أي ما مجموعه نحو 96 الف طفل خارج التعليم الرسمي، منهم اكثر من 60 الفا، منقطعون تماما عن التعليم، فيما تمكنت “اليونيسف” من ادماج نحو 30 الفا بالتعليم غير النظامي، عبر مبادرة “مكاني" التي توفر فرصة التعليم غير النظامي للاطفال المتسربين من المدرسة سواء من الاردنيين او الجنسيات الاخرى بما فيها السورية. وبحسب بيان "اليونيسيف" فإنه "خلال العام الماضي، ساعدت الجهود المشتركة للحكومات والشركاء الدوليين أكثر من مليون طفل وشاب داخل سورية ليستفيدوا من فرص التعلم الرسمي وغير االرسمي". لكن البيان اعتبر أنه "في ظل غياب حل سياسي لأحد أكثر النزاعات ضراوةً، يشهدها العالم منذ عقود، تزداد أعداد الأطفال الذين يخسرون تعليمهم بشكل مستمر". ويتوقع ان يحضر مؤتمر لندن غدا، والذي تنظمه المملكة المتحدة وألمانيا والكويت والنرويج والأمم المتحدة، قادة من أكثر من 30 دولة، بهدف إيجاد مصادر تمويل جديدة تلبي الاحتياجات المباشرة وطويلة المدى لأولئك المتأثرين بالأزمة السورية. وقال مدير اليونيسف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بيتر سلامة "بالنسبة للأطفال، يتنامى حجم الأزمة باستمرار، ولذا تزداد المخاوف من أن سورية قد تخسر جيلا كاملا من شبابها". وأضاف "ونتيجة لكل العمل الذي تم مع الشركاء والجهات المانحة، اصبح التعليم وحماية الأطفال اولوية. ولكن التغيير الذي يجب ان يحصل في لندن، هو التغيير اللازم لإعادة جميع الأطفال للمدرسة وحماية أولئك المعرضين لخطر ترك المدرسة وتوسيع بيئة التعلم الآمنة والجامعة، وتوظيف وتدريب المزيد من المعلمين وتحسين جودة التعليم ودعم فرص تطوير المهارات التقنية والمهنية والحياتية للشباب" - الغد .