آلاء مظهر – أثار قرار وزارة التربية والتعليم القاضي بإجراء بعض التعديلات على أسس النجاح والإكمال والرسوب للعام الدراسي 2015/ 2016، بحيث لا يسمح بترسيب الطلبة من "الرابع" حتى "العاشر" أكثر من مرة واحدة، ردود فعل متباينة لدى الميدان التربوي بين مؤيد ومعارض لهذا القرار. ففي حين اعتبر بعضهم أن هذا القرار "صحيح باعتباره خطوة إصلاحية تتماشى مع قرار الوزارة بإلغاء الترفيع التلقائي للطلبة"، رأى آخرون أن القرار "غير صحيح كونه يسمح للطلبة بالوصول للمرحلة الثانوية وهم غير مؤهلين لذلك". وتضمنت تعديلات الوزارة "إلغاء الفقرة ب/6 من المادة (10) من أسس النجاح والإكمال والرسوب"، والاستعاضة عنها بالفقرة التالية: "يرسب الطالب في الصفوف من الرابع حتى العاشر بمرحلة التعليم الأساسي، شريطة أن لا يعيد صفا بعينه أكثر من مرة واحدة". وكانت الفقرة السابقة قبل إجراء التعديلات تجيز ترسيب الطالب دون النظر إلى عدد مرات الرسوب في الصفوف من الصف الرابع حتى الصف العاشر، مع مراعاة أسس توزيع طلبة العاشر. بدوره، أكد وزير التربية والتعليم الأسبق وليد المعاني لـ"الغد" أمس أن قرار الوزارة "صحيح ويعد خطوة إصلاحية، كونه يتماشى مع قرارها القاضي بإلغاء الترفيع التلقائي للطلبه". ورأى أن الهدف من اتخاذ هذا القرار هو أن "لا يصل الى المرحلة الثانوية إلا الطلبة القادرون على ذلك، بفضل مجهودهم الشخصي". وتساءل عن الشروط التي ستطبقها الوزارة فيما يتعلق بالإكمال في مادة واحدة أو أكثر، وهل سيكون الرسوب معتمدا على النجاح في المادة المعادة (المكمل بها الطالب) أم على عدد المواد التي رسب فيها الطالب ابتداء. وأشار المعاني إلى أن "من الضروري أن يتم إعلام الطلبة بهذه الشروط قبل البدء في تطبيقها، حتي يكونوا مستعدين لمثل هذا القرار". وقال إنه "من البديهي أن يفهم الطلبة إن كان هناك نظام للاكمال، فنجاح الطالب بالمواد التي أكمل فيها يعني نجاحه وسيرفع للصف التالي، أما عدم نجاحه في الإكمال فيعني رسوبه وعليه إعادة السنة مرة أخرى". بدوره، عبر مدير إحدى المدارس الحكومية في منطقة عمان الغربية عن رفضه لهذا القرار، كونه "يسمح لبعض الطلبة بالوصول للمرحلة الثانوية وهم غير مؤهلين لذلك". وأشار المدير الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن الهدف من القرار هو "التقليل من عدد الصفوف المجمعة، والمقصود أن الطلبة الذين يرسبون في الصف أكثر من مرة سيشكلون عبئا على إدارات المدارس، كونها ستضطر الى فتح شعب إضافية لنفس الصف لاستيعاب الطلبة الراسبين، لذلك قررت الوزارة أن يسمح للطالب أن يعيد صفه مرة واحدة فقط، وبعد ذلك يرفع إلى الصف الذي يليه". وبين أن الطالب "يعتبر راسبا في الصفوف من الرابع حتى العاشر إذا كان يحمل 3 مواد إكمال، فيرسب تلقائيا ولا يتقدم لامتحان الإكمال، ومن كان عليه مادتان يستطيع أن يتقدم لامتحان الإكمال في المباحث المقصر بها، وإن نجح فيها يرفع للصف التالي". وقال: "إذا أبقت الوزارة على قرارها، فمن الضروري إيجاد آلية تسمح للمعلمين بأن يرسِّبوا الطالب أكثر من مرة في صفه في حال عدم تمكنه من المهارات الأساسية (الحساب، اللغة العربية)". بدورها، أعربت مديرة مدرسة الإسراء أريج العيطان عن تأييدها لهذا القرار، وذلك بناء على تجربتها في مدرستها، لافتة إلى أن عملية ترسيب الطالب "تشكل عبئا نفسيا عليه وعلى وذويه". وبينت أن القرار القديم الذي كان يسمح للطالب بإعادة صفة أكثر من مرة "ليس منه فائدة كون نتيجة الطالب لن تتغير". وأوضحت العيطان أن تطبيق القرار الجديد هذا العام "سيعطي الطالب الذي يرسب فرصة واحدة لإعادة صفه، وستكون هذه الفرصة بمثابة حافز للطالب لكي يدرس وينجح، فضلا عن أن القرار الذي عمم بداية العام الدراسي، جعل أولياء الأمور يتابعون أداء أبنائهم في مدارسهم". وأضافت أن إعطاء الطالب اكثر من فرصة كما في القرار السابق، جعل كثيرا من الطلبة يتسربون من مدارسهم، نظرا لتباين الفئات العمرية للطلاب الراسبين أكثر من مرة مع أقرانهم الناجحين" -الغد .