عمان- اعتبر خبراء تربويون على أن توجه وزارة التربية والتعليم لاعتماد المجموع في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) بدل المعدل المعمول به في النظام الحالي "خطوة أولى باتجاه تطوير وإصلاح منظومة التعليم بجميع جوانبها". وقالوا في أحاديث لـ "الغد" أمس الثلاثاء، إن من شأن هذا القرار "توجيه جهود الطلبة نحو تطوير قدراتهم واستعداداتهم نحو التخصصات التي تتناسب وقدراتهم وميولهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم"، لكنهم أكدوا ضرورة أن يكون لهذه الخطوة ما بعدها، كـ "إعادة النظر في مرحلة الثانوية العامة بكافة جوانبها المتعلقة بالامتحان والمناهج الدراسية وطبيعة الأسئلة وطريقة احتساب النتيجة، إضافة الى إعادة النظر في العقوبات ومدى ملاءمتها للمخالفة". كما طالبوا بضرورة إجراء تعديلات على بعض القوانين في ديوان الخدمة المدنية المتعلقة بالوظائف التي تشترط النجاح في امتحان "التوجيهي" واستبدالها بعبارة من أنهى متطلبات الصف الثاني عشر بنحاح، كاشفين عن أن هذا التوجه سـ "يحقق الراحة النفسية للطلبة وذويهم كون كل طالب سيحصل على علامته بناء على دراسته وقدراته". وكان أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية محمد العكور قال في تصريحات صحفية أول من أمس، إن الوزارة سـ "تتوقف اعتبارا من العام الدراسي المقبل عن استخدام كلمتي ناجح وراسب في شهادات وكشوفات علامات طلبة الثانوية العامة، لكنها سترسل مجموع علامات الطالب إلى وحدة القبول الموحد بهدف تحديد تخصص ونوع دراسة الطالب ضمن المجموع العام"، مشيرا إلى أن هناك نظاما جديدا سـ "يتم العمل عليه لتحديد التخصصات التي سيدرسها الطالب". وأشار إلى أن النظام الجديد معمول به في معظم دول العالم، وسيكون تجربة نوعية في الأردن، حيث سيميز الطلبة من خلال مجموع علامات المواد التي يبدع بها وليس المعدل العام. وفي هذا الصدد، أكد مدير إدارة التخطيط التربوي بوزارة التربية والتعليم سابقا محمد أبو غزلة أن توجه الوزارة لاعتماد المجموع في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) بدلا من المعدل "يعد قرارا انسانيا واخلاقيا كونه يعالج نتيجة الثانوية العامة ويكثف جهود الوزارة نحو تطوير التعليم في كافة مراحله السابقة". وقال، في حال تطبيق هذا التوجه فإنه "سيصب في مصلحة الطلبة كونه يعترف بقدراتهم، كما يخلص الطالب والمجتمع من وصمة الرسوب والفشل بعد 12 عاما دراسيا، ويشكل وقاية للشباب من انحراف في السلوك". وأضاف، ان هناك دولا كثيرة في العالم تنتهج هذا الأسلوب وتعتمد المجموع العام وتنظر إلى ميول واستعدادات الطلبة، مشيرا إلى أن جامعات بعض الدول "لا تعترف بالمواد الانسانية التي يدرسها الطالب إذا كانت رغبته دراسة الطب، ولذلك لا تأخذ باعتبارها المواد الانسانية، وإنما تركز على المواد العلمية". وأكد أن القرار "يأتي انسجاما مع ما هو معمول به في جامعات الدول المتقدمة من حيث احتساب مجموع العلامات في المواد العلمية والمواد الأدبية بحسب التخصص، وهو ما يتطلب تطوير امتحان (التوجيهي) من حيث آلياته وأدواته وتطوير أداء المعلمين والكتب المدرسية، اضافة الى تطوير اسس القبول"، لافتا في المقابل من ذلك الى العلاقة بين تزايد المشكلات الاجتماعية في الأعوام السابقة والأعداد الكبيرة من الراسبين في (التوجيهي)". واعتبر أبو غزلة هذا التوجه في حال تطبيقه "قرارا إنسانيا وأخلاقيا وتربويا وفنيا بالنسبة للطلبة، ويكثف جهود الوزارة نحو تطوير التعليم في كافة مراحله، وينسجم مع توصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية". وعبر عن أمله "بأن نصل يوما ما الى التخلص من كابوس الثانوية العامة واستبداله بوسائل اكثر احتراما لعقل الطالب وقدراته واستعداده وميوله ليكون عضوا نافعا بالمجتمع لا عبئا عليه". بدوره، قال وزير التربية والتعليم الأسبق فايز السعودي ان هذا القرار "يعد من القرارات المهمة جدا وتعد خطوة الى الامام في التعامل مع مرحلة الثانوية العامة"، مطالبا بـ "أن يكون امتحان (التوجيهي) امتحان كفايات ومهارات لا امتحانا تحصيليا، فالنتيجة التي سيحصل عليها الطالب ستشير الى قدرات الطالب وذكاءاته وبالتالي لا يوجد طالب راسب في القدرات، فهناك طلبة قدراتهم 30 او 40 % وعدد المواد الممتحن بها كثير جدا، موضحا، أن الطالب المبدع بالأحياء والكيمياء ينبغي أن لا يؤثر مستواه بالمواد الإنسانية على التحاقه بكلية الطب مثلا. وأكد أن هذه خطوة إلى الأمام لكنها سـ "تكون متميزة اكثر عندما يتم اعادة النظر بالثانوية العامة والمواد المتقدم بها للامتحان ومضمونه". من ناحيته، أيد وزير التربية والتعليم الأسبق وليد المعاني توجه الوزارة لـ "إلغاء تقييم ناجح وراسب في امتحان (التوجيهي)، متسائلا "لماذا نعتبر الطالب الذي حصل على 50 ناجحا و49 راسبا؟ فهناك طلبة يحصلون على علامات مرتفعة بتخصصات علمية ويرسبون في مواد أدبية". وطالب المعاني ديوان الخدمة المدنية بإلغاء شرط (ناجح توجيهي) عند التعيين في بعض الوظائف، واستبداله بإنهاء الصف الثاني عشر بنجاح". واضاف، ان هذا التوجه يريح الطلبة وذويهم كون كل طالب سيحصل على علامته بناء على دراسته واجتهاده حتى لو أعاد أكثر من مرة يجب أن يتم تشجيعه وعدم تكسير مجاذفه ووصمه بعبارة "الرسوب" التي لها أثر سلبي على نفسية الطالب. أوائل - توجيهي أردني

أحدث الأخبار