أكد خبراء تربويون ضرورة نجاح المركز الوطني للمناهج والامتحانات في إنتاج الطالب الذي يتمتع بمواصفات جديدة من شأنها إخراج جيل متعلم تعليما قائما على التحليل لا التلقين والحفظ، بما يعود بالنفع على منظومة المجتمع كاملة.
واعتبروا في حديث لـ"الغد"، أن الوقت حان لإنتاج منهج مناسب وضروري لجميع المراحل الدراسية، مع الأخذ بعين الاعتبار حسن اختيار المناهج التي يجب إقرارها للوصول إلى الهدف المنشود.
وكان مجلس الوزراء وافق في جلسته أول من أمس على الأسباب الموجبة لمشروع نظام المركز الوطني لتطوير المناهج، وإرساله إلى ديوان الرأي والتشريع لإقراره حسب الأصول.
وفي هذا الصدد، قال وزير التربية والتعليم الأسبق وليد المعاني، إن المركز الوطني للمناهج والامتحانات كان أحد المحاور الرئيسية في جزئية التعليم العام في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية.
وأضاف أن المركز سيقوم بكل ما له علاقة بإنتاج المنهاج المناسب والضروري لجميع المراحل الدراسية، بحيث تكون هذه المناهج قادرة في النهاية على إنتاج الطالب الذي نرغب فيه، والذي يتمتع بالمواصفات التي نريدها.
وأضاف: "يجب علينا أن ندرك ما هي المناهج التي نريدها لكي نصل لهذا الهدف، فالمركز سيتحدث عن المحتوى والإخراج وشكل الكتاب وطرق التدريس، ومن ضمن مهامه أيضا إنتاج أدلة للمعلمين، وكيف من الممكن أن ينفذوا هذه المناهج".
وبين أن ما يميز هذا المركز أنه "لن تكون هناك جهة واحدة معنية بالإنتاج، بل ستكون هناك عملية تشاركية مع المعنيين في الأمر، وهذا ما أكد عليه وزير التربية والتعليم عمر الرزاز خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، الذي عقد أول من أمس بقوله إن المركز الذي سيخضع لديوان المحاسبة وديوان الخدمة المدنية سيعمل على تطوير الكتب المدرسية والمواد التعليمية وأدلة المعلمين.
وأضاف أن أعضاء من إدارة المناهج في الوزارة، سيشاركون إلى جانب خبراء تربويين، في اللجان المتخصصة، لمراجعة الكتب وتقديم التوصيات، بحيث تكون هناك لجان متخصصة في المركز لكل مبحث.
وقال إن هذه "التشاركية ستساهم في الوصول للمنهاج الذي نريد أن ندرسه، بعد الاتفاق مع جميع الجهات عليه، تحت مظلة الثوابت الوطنية والقومية والدينية، ومن ثم نتجه لإنتاج معلم متميز بعدما بدأت عملية تدريبهم في أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، الذي سيقوم بالتدريس بناء على الأدلة التي أنتجها المركز الوطني".
واعتبر المعاني وجود مركز وطني للمناهج والامتحانات وامتحان تقويمي للصفين الثالث والتاسع، خطوتين مهمتين في عملية تطوير الموارد البشرية.
وأشار إلى أن امتحان الصف الثالث سيكون معنيا بإدراك مدى تحصيل الطالب، لتقييم العملية التدريسية والمنهج والطالب ومدى اكتسابه للمهارات، أما فيما يتعلق بامتحان الصف التاسع فهو معني بإدراك ميول الطالب، أكاديمية أم مهنية، وهذا يعد تنفيذا واضح المعالم للاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية.
وأكد أن الوزارة لديها الكوادر الكافية لتنفيذ هذه العمليات، ولكن يبقى أمر التشاركية المجتمعية.
بدوره، أوضح وزير التربية والتعليم الأسبق فايز السعودي، أن إنشاء المركز يعد خطوة مهمة جدا، إذ يجب أن يتم تطوير المناهج وفق منهجية.
وقال إن المناهج من أهم المجالات المتغيرة في العالم، ولذا لا توجد نظرية ثابتة إزاءه كونه، فهو بحاجة الى جهود كبيرة ومجموعات متنوعة وفئات تعمل لتطويره باستمرار.
وبين أن تطوير المناهج يحتاج إلى مجموعة من التخصصات المتنوعة، وتعاون مع القطاع الخاص والجامعات، لافتا إلى ضرورة إنشاء مركز مستقل إداريا للمناهج يأخذ بعين الاعتبار أن التطوير عملية شاملة متكاملة تحتاج إلى جهود الميدان التربوي في الوزارة وأولياء الأمور، وفئات متنوعة في المجتمع، ليكون مواكبا لكثير من الظروف.
وأشار إلى أن المنهاج يجب أن يواكب الظروف الاجتماعية والتطور العلمي في العالم، وحاجات الطلبة والميدان، ويواكب أيضا التحديات التي تواجه الدولة بشكل عام، وأن يكون مرتبطا بقانون وفلسفة التربية والتعليم.
وأضاف: "لذلك نحتاج في الأردن إلى منهجية جديدة لتطوير المناهج تأخذ بعين الاعتبار كل ما ذكر سابقا من مشاركة لفئات مختلفة، ولمنهجية تطوير جديدة، فليس المعلم هو الشخص الوحيد الذي يجب أن يطور المناهج ولا عضو تدريس في الجامعة، بل مجموعة من الأشخاص لديهم مجالات معرفية معينة، ومختصون بالمادة الدراسية وخبرة تدريسية ومشرفون تربويون".
وأكد أن إنشاء مركز متواصل مع جميع الجهات، من شأنه أن يوصلنا إلى منهاج وطني جديد يواكب التطورات ويعالج قضايانا، ويؤدي إلى تحقيق أهداف التعليم السامية، وهي بناء المواطن الصالح.
من جانبه، أكد أستاذ الرياضيات في الجامعة الأردنية الدكتور خالد أبو لوم، أن قرار إنشاء مركز وطني للمناهج سيشكل نقلة نوعية في التطوير، كونه ستكون لديه رؤيته وتصوراته الخاصة بالمناهج دون أي تدخلات أو تحفظات.
وقال أبو لوم إن وجود مركز مستقل للمناهج يعد أمرا في غاية الأهمية، للوصول إلى إصلاح التعليم المنشود من خلال إيجاد كتب مدرسية تعزز التفكير الإبداعي والتحليلي والناقد لدى الطلبة.
وأضاف أن المركز سيعمل على ثلاثة أبعاد، أولها تقييم المناهج الحالية ومدى مواكبتها لاحتياجات الطلبة والمجتمع، والبعد الثاني يتمثل بإيجاد مناهج تعكس الرؤية المستقبلية للأردن، كالحديث عن الطاقة البديلة مثل الصخر الزيتي.
أما البعد الثالث فيتمثل بإيجاد مناهج وكتب عالمية ننطلق بها نحو العالمية والتنافسية، فيجب أن تكون المناهج الدراسية مواكبة لمتطلبات العصر، وتضع الأردن في مصاف الدول المتقدمة كسنغافورة وماليزيا.
أوائل - توجيهي أردني