عمان- أجمع تربويون على أهمية وجود محطات تقويمية للصفين الثالث والتاسع تهدف إلى اكتشاف مدى اكتساب الطلبة للمهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب، تمهيدا لمعالجة أي ضعف لديهم من خلال برنامج خاص.
بيد أنهم أكدوا في أحاديث لـ "الغد" ضرورة أن يقوم المعلم بهذه الاختبارات لا الوزارة "لأنه هو الأقدر على كشف نقاط الضعف والقوة عند الطلبة، كونه على تماس مباشر معهم خلال العام الدراسي".
وأوضحوا أن هذه المحطات التقويمية، وتحديدا عند الصف التاسع، "يجب أن تركز على الميول والاستعداد وتوزيع الطالب على المسارات حسب ميوله ورغباته، كون الطلبة مقبلين على مرحلة ثانوية تتطلب ان يمتلكوا المهارات الاساسية".
وأشاروا إلى أهمية الاستفادة من الاختبارات المتخصصة التي يطلق عليها "اختبار الميول والقدرات" والتي تهدف الى بناء خطط تطويرية وعلاجية للطلبة لتمكينهم من المهارات وكشف ميولهم.
وكان وزير التربية والتعليم عمر الرزاز كشف مؤخرا عن توجه الوزارة اعتبارا من العام الدراسي 2018/ 2019 لإجراء امتحان تجريبي لطلبة الصف الثالث الأساسي، وليس للنجاح والرسوب وإنما لقياس مدى تمكنهم من اكتساب مهارات القراءة والكتابة والحساب، لتشخيص مستواهم ووضع الخطط لعلاج الضعف لديهم.
وبين أن "لدينا طلبة مبدعين لكن لديهم صعوبات في التعلم، ما يوجب اكتشاف هذه المشكلة مبكرا والحد من التسرب المدرسي"، مؤكدا أن هذا "الاختبار لا يتعلق بالنجاح والرسوب وانما يشكل محطة تقويمية للطلبة".
وزير التربية والتعليم الأسبق فايز السعودي قال ان الهدف من الاختبارات التي عقدتها الوزارة سابقا (الامتحان التحصيلي) تختلف كليا عن الأهداف المنشودة من هذه الاختبارات.
وأكد "أهمية وجود محطات تقويمية للصفين الثالث والتاسع الا أن المحطة التقويمية الاولى بالصف الثالث ستكشف عن مدى اكتساب الطلبة للمهارات الاساسية وهي القراءة والكتابة والحساب"، مبينا أن هذه المحطة مهمة جدا لأنها سـ "تضمن انتقال الطلبة من الثالث للرابع الاساسي وهم يمتلكون هذه المهارات وتؤسس لهم للمراحل المقبلة".
وأوضح السعودي أن الهدف من ذلك "تلافي الضعف في امتلاك هذه المهارات من خلال برنامج معالجة خاص خاصة في اللغة العربية او الانجليزية او الحساب"، داعيا الى ان تكون هذه المحطة تقويمية طبيعية ولا تعقيد فيها وتأخذ بعين الاعتبار التقويم الواقعي.
وبالنسبة للصف التاسع، فهو "مرحلة مهمة جدا حيث يتم من عنده توجيه الطالب الى مسارات التعليم المختلفة الاكاديمية او المهنية"، لكنه رأى أن "من الأفضل أن تكون هذه المحطة في الصف العاشر بسبب تشعيب الطلبة من نهاية هذا الصف".
واكد السعودي أهمية هذه المحطات من أجل توجيه الطالب للتخصصات المناسبة لقدراته، وهو ما ينعكس عليه بشكل إبداع في مجال عمله بعد التخرج من الجامعة، موضحا أن "مخرجات التعليم الآن تشير إلى أن كثيرا من الطلبة يتوجهون لتخصصات خارج اطار قدراتهم وامكانياتهم بناء على رغبة الأهل أو رغبتهم الشخصية".
وشدد على ضرورة التركيز في هذه الامتحانات التقويمية على الجانب المعنوي لا الجانب الكمي بمعنى أنه "لا يهم إن كان عقد الامتحان لـ 10 آلاف طالب مثلا لكن ما يهمنا هو نوعية الامتحان وأن يحقق الغاية المنشودة من هذا الامتحانات".
من ناحيته، أيد مدير إدارة التخطيط التربوي في الوزارة سابقا محمد أبو غزلة توجه الوزارة إلى إيجاد محطات تقويمية في الصفين الثالث والتاسع من اجل التحسين والتجويد، قائلا ان "هذه المحطات يجب ان لا تكون امتحانات تحصيلية بمعنى الرسوب والنجاح وانما اختبارات تشخيصية من اجل الخروج بخطط تطويرية وعلاجية لتمكين الطلبة من المهارات والكفايات التي لا يتقنونها في المراحل السابقة".
وأوضح ان المهارات التي "يجب ان يمتلكها الطالب في الصف الثالث هي الاستماع والقراءة والكتابة والحساب، وفي حال وجود طلبة لا يجيدون هذه المهارات يجب وضع خطط لهم تستدرك هذا النقص"، لافتا أيضا الى ان امتحان الصف التاسع بغاية الاهمية كون الطلبة مقبلين على مرحلة ثانوية يجب ان يكون الطالب معها ممتلكا للمهارات الاساسية ومستعدا لها.
ودعا ابو غزلة الى ان تركز هذه الامتحانات التقويمية على الميول وتوزيع الطالب على المسارات حسب ميوله ورغباته وهناك اختبارات متخصصة بهذا الشأن ويطلق عليها اختبار الميول والقدرات كون الهدف من هذه الاختبارات بناء خطط تطويرية وعلاجية للطلبة لتمكينهم من المهارات وكشف ميولهم.
وقال، ان "المدرسة يجب ان تتولى هذه المهام ولكن المدارس لدينا غير جاهزة، والى أن تتأسس هذه الاختبارات لا مانع ان تقوم بها الوزارة على مستوى المديريات رغم تكلفتها".
واكد الاستشاري النفسي والتربوي موسى مطارنة أهمية توجه الوزارة لعقد امتحان في الصف الثالث الاساسي لتشخيص مستوى الطلبة في المهارات الاساسية، وتحديد ميول الطلبة عند الصف التاسع واختيار المسار المناسب لقدراته ومهاراته، مبينا ان امتحانات قياس المهارات وخاصة التشخيصية تعتمد على نوعية الاختبار ومدى جديته وخصوصا لطلبة الصف الثالث.
لكنه أشار الى انه "ليس مع توجه الوزارة الى عقد امتحان تشخيصي، بل يجب إسناد ذلك للمعلم على مدار العام الدراسي، من خلال مقارنة نتيجة الطالب في امتحان الشهر الاول مع امتحان الشهر الثاني، وكذلك مقارنته مع امتحان نهاية الفصل او العام الدراسي بشكل يكشف نقاط الضعف والقوة عند الطلبة".
وفيما يتعلق بالامتحان الصف التاسع الذي يقيس ميول الطلبة، اوضح المطارنه انه "يجب ان لا يكون اختبارا بقدر ما هو مقياس للميول يتم من قبل اشخاص مختصين بشكل صحيح لقياس ميول وشخصية الطالب وتحديد المسار الذي يناسبه"، مبينا ان الامتحان يجب ان يقوم به مختصون كونه يتطلب تحليلا نفسيا.
وأكد المطارنة أنه إذا تمت هذه الامتحانات بالشكل الصحيح فستكون ذات جدوى وتعطي مؤشرات حقيقية، "أما إذا تمت بالطرق التقليدية فهي مضيعة للوقت والجهد ولن تعطي مؤشرات صادقة".