عمان – اعتبر خبراء تربويون أن تداول فكرة وجود تحسن بنتائج الطلبة في اختبار البرنامج الدولي لتقييم الطلبة "بيزا" الذي يقيس المهارات والمعارف التي اكتسبها الطلبة وهم في عمر 15 عاما في 3 مجالات هي العلوم والرياضيات والقرائية "ترويج وهمي". وطالبوا في حديث لـ"الغد" أمس إلى الاعتراف بالمشكلة "والانصراف لجوهر تجويد التعليم"، موضحين أن نتائج اختبار "بيزا" اظهرت "عدم وجود تحسن له دلالة علمية، وأننا وقفنا ثابتين في المعدلات". وردوا تراجع نتائج الطلبة باختباري "بيزا" و"تمس" إلى أن "تطوير المناهج الدراسية حافظ على شكله التلقيني التقليدي" بالاضافة لعدم وجود دور حقيقي للمعلم، وتغيير القيادات التربوية المستمر، الأمر الذي يؤدي إلى انقطاعات في تنفيذ الخطط والبرامج والاستراتيجيات". وأوضحوا أن "وزارة التربية والتعليم صبت اهتمامها خلال الأعوام الاربعة الماضية في الثانوية العامة "التوجيهي"، على حساب البيئات التعليمية الصفية بكل مكوناتها الرئيسية. وكشفت النتائج التي أعلنها المنسق الوطني لهذه الاختبارات الدكتور عماد عبابنة تحسنا باداء الطلبة في اختبار القرائية بمعدل 9 نقاط حيث سجل  408 نقاط في العام 2015 مقابل 399 نقطة في العام 2012، وثبات متوسط اداء الطلبة في العلوم والذي بلغ 409 نقاط في دورتي الامتحان 2012 و 2015، مقابل فروق غير دالة احصائيا في الرياضيات، بواقع 380 نقطة في العام 2015 مقارنة بـ 386 نقطة في العام 2012. واظهرت النتائج تحسنا في حجم التغير المطلق بين دورتي 2012 و2015 للدراسة في المجالات الثلاثة مجتمعة وهي "الرياضيات والعلوم والقرائية " لطلبة المدارس الحكومية بواقع 5.33 درجة، مقارنة بمستوى اقرانهم في السلطات التعليمية المختلفة والتي بينت انخفاضا في متوسط الاداء في مدارس القطاع الخاص بواقع 35 درجة و 12.7 درجة في مدارس وكالة الغوث. من جانبه، قال الخبير التربوي مدير إدارة التخطيط التربوي في وزارة التربية والتعليم السابق محمد أبو غزلة انه لا يوجد تحسن في  نتائج المشاركة الأردنية في اختبار البرنامج الدولي لتقييم الطلبة "بيزا"  من العام 2006  إلى 2015، وأن النتائج بحسب التقرير الدولي مستقرة وثابته في مجالات العلوم والرياضيات والقرائية. وأكد ضرورة الاعتراف بالمشكلة والابتعاد عن "الترويج الإعلامي للإنجازات الوهمية، والانصراف لجوهر تجويد التعليم"، داعيا أصحاب القرار وصانعي السياسة الاطلاع على نتائج هذا الاختبار الدولي؛ لأنها تقدم لهم رؤى عن السياسات والممارسات التي تساعد على رصد الاتجاهات لدى الطلبة، ومدى اكتسابهم للمعرفة والمهارات في مختلف البلدان. ويكشف الاختبار بحسب ابو غزلة نتائج الطلبة الأعلى أداء والأكثر تحسنا بشكل أسرع في الدول المتقدمة، لتتمكن الدول الأخرى الأقل تطورا التعلم منها والقيام بخطوات إصلاحية لنظمها التعليمية، والعمل على تحديد أهداف السياسة القابلة للقياس والتعلم باعتماد المعايير الدولية لرسم التطور التربوي الوطني ومقارنته بنتائج الدول المماثلة والمنافسة له في عالم الاقتصاد. وقدم ابو غزلة مجموعة من الحلول التي يمكن من خلالها ان يتحسن اداء الأردن في الاختبارات الدولية وتضمنت تشكيل هيئة وطنية تُعنى بالإشراف المباشر على النظام التعليمي، وتمثل مكونات المجتمع لتعكس فلسفته في النظام التعليمي، وإعادة النظر واجراء مراجعة حقيقية من قبل لجنة من المحايدين الذين يمكن للهيئة اختيارهم بعيدا عن هيمنة المسؤولين في الوزارة، فضلا عن اعداد خطة إنقاذ وطني لتطوير النظام التعليمي، بحيث تتناول عناصر المنظومة التعليمية كافة واسناد مهمة إدارة النظام التعليمي لمتخصصين تربويين. وطالب بإعادة النظر في تنفيذ المبادرات الملكية التي تشكل الأساس في تطوير المنظومة التعليمية التي فشل القائمون على النظام التعليمي من فهمها أو وضع الخطط الإجرائية لتنفيذها. ودعا إلى الاسترشاد بالنظم التعليمية العالمية والعربية المتقدمة وآلياتها، ولاسيما في الدول التي حققت تقدما في الاختبارات الدولية، بالاضافة لتطوير المناهج الدراسية لتركز على تنمية الإبداع والابتكار والاختراع وتطبيقاته العملية، والانتقال إلى التعليم القائم على مستوى متقدم من التفكير والتفكير الناقد والتفكير الإبداعي، وتنمية المهارات العقلية والعملية لدى الطلبة فيما تعلموه، وعليه لا بد أن تكون التقييمات الدولية جزءا لا يتجزأ من عملية التدريس والتعليم للمحتوى، وأحد المداخل المهمة لتطويره. وطالب ابو غزلة أيضا برفع مكانة المعلم الاجتماعية، وتأهيله وتدريبه على استراتيجيات وأساليب التدريس الحديثة ونقل أثر التدريب والتعليم والتوظيف إلى الغرفة الصفية مع الطلبة، وزيادة المخصصات المالية لتدريب المعلمين، بما يمكنهم من حرية تنظيم العملية الدراسية بما يناسب طلبتهم، وتطبيق ما تعلموه أو تدربوا عليه. وشدد على ضرورة إنشاء محطات تقييمية لكل مرحلة تعليمية أو في نهاية كل مـستوى دراسي، بحيث يتقدم الطلبة إلى اختبارات نظرية واختبارات عملية من واقع الحياة، من أجل اختبارهم عمليا على مهارات الحياة وتطوير بيئات التعلم المادية والمعنوية، وتزويدها بموارد التعلم لتصبح بيئات جاذبة ومحفزة على التعلم.  فضلا عن إنشاء نظام المساءلة التعليمية المجتمعية على المستويات الإدارية والفنية كافة في (إدارة النظام، والمديريات، والمدارس) وتبني سياسات للاختيار والتعيين والاستقطاب والمحافظة على العاملين المتميزين في النظام التعليمي. بدوره، أوضح الخبير التربوي ذوقان عبيدات ان واقعنا التعليمي يشير إلى حقيقتين الأولى اننا على المستوى الرسمي عملنا كل ما يجب ان يعمل، طورنا الكتب المدرسية، ودربنا المعلمين وساهمت أكاديميات التدريب بتوسيع التدريب وتعميقه وفشلنا بشكل كامل، ولم نغير حتى اشكال المؤلفين وانماط المدربين، وها نحن نكرر ما فعلناه لنحصل على نفس النتائج. وحقيقة الثانية بحسب عبيدات ان نتائج اختبار "بيزا" اظهرت عدم وجود تحسن له دلالة علمية واننا وقفنا ثابتين في المعدلات، لافتا الى وجود حقائق يجب أن تعلن متمثلة باننا اصبحنا في آخر قائمة الدول المشاركة. وأضاف أن طلاب المدارس الخاصة ما زالوا متفوقين جدا على طلاب المدارس الحكومية وحتى طلاب مدارس وكالة الغوث مازالوا متفوقين على طلاب المدارس الحكومية. من ناحيته، قال وزير التربية والتعليم الاسبق فايز السعودي إن الهدف من الاختبارات الدولية هو تقيم اداء الدول فيما يتعلق بالمهارات التي يمتلكها الطالب في مجال العلوم والرياضيات والقرائية. ومن أهداف الاختبار أيضا، بحسب السعودي هو تطوير أداء الطلبة والانظمة التعليمية لوزارات التربية والتعليم في العالم وخصوصا الدول المشاركة في الاختبار. وبين انه بحسب النتائج التي أعلنت مؤخرا للاختبارين الدوليين "بيزا وتمس" نجد ان هناك تراجعا فيما يتعلق باكساب الطلاب المفاهيم والمهارات المتعلقة بالعلوم والرياضيات وسبب ذلك نوعية الانظمة التعليمية في العالم العربي وبشكل خاص في الأردن. واشار إلى أن الاختبارات الدولية لما تم اعدادها في الاساس تقييم الجانب التطبيقي في هذه المجالات العلمية على ارض الواقع، ففي انظمة العالم والدول المتقدمة في هذه الاختبارات تخطو خطوات متقدمة في هذا الاتجاه بحيث ركزوا على تنمية قدرات العقلية للطلبة من خلال البيئة التعليمية الفاعلة التي تتضمن الكثير من الانشطة والمؤثرات التي تساعد الطالب على ابداع المعرفة وتطبيقها على أرض الواقع. وبالنسبة للأردن قال السعودي أننا ما زلنا في الحلقة الأولى في التعليم، بحيث نركز على التلقين بمعنى أن الهدف من التعليم ما يزال في مناهجنا وبيئاتنا التعليمية هو تلقين الطلبة المعرفة والبيانات من خلال اسلوب تلقيني يرسل فيه المعلم المعلومة للطالب ويكتسبها الطالب وهذه المخرجات التعليمية لا تستطيع الاجابة عن اسئلة الاختبارات الدولية بشكل جيد، بحسب السعودي. وعزا السعودي التراجع الى تغير القيادات التربوية عبر هذه الفترة من العام 2007 وحتى الآن فهناك 13 وزير تربية وتعليم خلال تلك الفترة ولذلك لا يوجد خطة تعليمية تسير بالاتجاه الصحيح، بل هناك انقطاعات في تنفيذ الخطط والبرامج وكان هناك بعض الوزراء يعملون بشكل انفرادي دون الرجوع إلى خطط واستراتيجيات الوزارة المعدة مسبقا. وأوضح أنه واذا اردنا ان نتحدث عن المهارات وتنمية القدرات العقلية للمعلم يقع على عاتقنا دور كبير لنوفر له البيئات التعليمية الفاعلة، مضيفا أنه منذ أربعة أعوام انهمكت الوزارة بالتركيز على امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة(التوجيهي) واغفلت تماما البيئات التعليمية الصفية بكل مكوناتها الرئيسية (المنهاج ، تكنولوجيا التعليم، المختبرات، المؤثرات الحسية داخل الغرفة الصفية، تدريب المعلم، نوعية مدراء المدارس، علاقة الوزارة بالمدرسة اصبحت علاقة غير سليمة حيث اصبحت الوزارة تقوم بكل شيء والمدرسة تنفذ السياسات التي ترسمها الوزارة).

أوائل - توجيهي أردني

أحدث الأخبار