ألاء مظهر- أوصى مشاركون بورشة حول المناهج المدرسية بضرورة تشكيل هئية وطنية، ممثلة بشرائح المجتمع كافة، تكون مهمتها الإشراف على عمليات تأليف المناهج والكتب المدرسية ومراقبتها. وشددوا، في حلقة نقاشية تحت عنوان “مؤشرات التطرف في المناهج الدراسية” نظمها مركز بداية الجديدة بمقره أمس، على أهمية إجراء تعديلات سريعة على “أماكن الخلل التي تتعلق بالمواطنة والتعصب والتحيز للأكثرية على حساب الأقلية”. وطالب المشاركون، خلال الحلقة التي ترأسها الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات وحضرها ممثلون عن عدد من مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، بضرورة قيام المجتمع بالضغط على صانعي القرار لبناء مناهج وطنية تحترم العقل الإنساني والتفكير الموضوعي، فضلاً عن عقد المزيد من الدراسات والبحوث والندوات حول موضوع المناهج. وناقش الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات خلال الحلقة النقاشية قضايا تتعلق بثقافة وزارة التربية والتعليم باعتبارها “ثقافة تقليدية محافظة يسودها فكر جماعة سياسية ودينية معينة تتحكم بقضايا تنفيذ التعليم وتخطيطه”. وبين عبيدات أن ما قامت به وزارة التربية من تطوير للمناهج والكتب المدرسية يعتبر “مغالطة كبيرة، إذ أن عمليات التجديد شملت الكتب، ولم تشمل المناهج الدراسية التي بقيت على حالها”. وتطرق إلى عمل مجلس التربية و”طريقة إعداد المناهج، والثغرات الموجودة بمجلس التربية، وعدم اهتمامه ومناقشته الكتب قبل صدورها”. وقال عبيدات “إن الكتب الجديدة جاءت أكثر إخلالاً بمفاهيم المواطنة وحقوق الإنسان والتفكير السلبي من الكتب السابقة”. وفيما يتعلق بمحتويات كتب اللغة العربية، أوضح عبيدات أنها “تعاني من مشكلتين، الأولى أنها تحافظ على الماضي، وتنقل الطلبة إلى ثقافة تقليدية صنعها أشخاص عاشوا من ألف عام على الأقل، أما المشكلة الثانية فهي “خلو المناهج من الأشعار والنثر لأدباء وشعراء مرموقين”. وبخصوص كتب التربية الوطنية، ذكر عبيدات أنها “جاءت أكثر إهمالاً للآخر وأكثر إخلالاً بالمواطنة، وجاءت متحيزة للثقافة المتعششة في ذهن وزارة التربية”، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة أن تعكس كتب التربية الإسلامية روح الإسلام وسماحته ودعوته إلى المعاملات والأخلاق الطيبة بدلا من التهديد والسعير. إلى ذلك، قالت مدير مركز بداية الجديدة إيمان بني سعيد إن جميع الملاحظات المأخوذة على المناهج الدراسية، والتي تمت مناقشتها في هذه الحلقة، “تناقض مبادىء ومعايير حقوق الإنسان، وتدعو إلى العنف، وتخلق أجيالا جديدة متسلحة بالتعصب وردات فعل سلبية”. وأضافت “إن هذه المناهج يجب أن تربي الأجيال على التسامح، وقبول الآخر، والتسلح بالمعلم والمعرفة، والقدرة على التكيف المجتمعي، الأمر الذي يخلق بالتالي “جيلا واعيا متفهما لقضايا بلده”. وتابعت بني سعيد أن المسؤولية المجتمعية تحتم علينا أن نقف معا للسعي لـ”تغيير المناهج الحالية لتصبح أكثر مواءمة لمتطلبات العصر، ما يحقق الأمان المجتمعي”.