دعا خبراء وأكاديميون الى ضرورة الموائمة بين مخرجات التعليم و
متطلبات سوق العمل من خلال استحداث برامج مهنية وتقنية مناسبة في الجامعات وتدريب الخريجين على مهن يحتاجها سوق العمل.
واكدوا أهمية اجراء عملية تقييم دورية وشاملة للعملية التعليمية وتعاون مختلف الجهات المعنية لتطبيق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، التي تم اطلاقها مؤخرا برعاية وحضور جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله.
وقال نائب رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الدكتور عبدالله الزعبي إن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية مطلب وفعل شعبي يتطلب تظافر كافة الجهود الوطنية لاستيعابها والايمان بها والعمل على تنفيذها خصوصاً الأستاذ الجامعي الذي هو المحور الأساس في تطور وتقدم أي أمة، وهو القلب النابض الذي يستشعر ألمها وأملها معاً، وهو عقلها المدبر ومستشارها الأمين، وأي عملية إصلاحية حقيقية يجب أن تبدأ فيه وبه، وهو الذي يبحث في مشاكل الأنسان والوطن ومفترض به أن يساهم في إيجاد الحلول ويقدم المقترحات للمشكلات والتحديات الوطنية كافة، اقتصادية وسياسية وتربوية وأخلاقية وإجتماعية وغيرها. واضاف ان الدولة الأردنية مطالبة وقبل كل شيء، إرادةً وفعلاً وعملاُ، وبكل وسائلها الإعلامية والإدارية والأمنية، بمساعدة الأستاذ الجامعي والمدرس والتربوي على استعادة مكانته وهيبته اللتان يستحق، مثلما أن الأستاذ الجامعي مطالب بالتحلي بسمات الرقي والرفعة والخلق الحسن والعمل على تطوير نفسه بالبحث العلمي المثمر والمنتج والمفيد لوطنه والإنسانية، كذلك فهو مطالب باستعادة دوره التنويري والثقافي والعمل على إفادة طلابه ورفدهم بالمعرفة والقدرات والمهارات التي تؤهله لخوض غمار القرن الحادي والعشرين بحنكة وإقتدار.
وقال الزعبي أن ذلك يقودنا إلى الفكرة الإساس في مضمون الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي تحتاج إلى بناء إطار وطني للمؤهلات يهدف إلى إعادة صياغة البرامج الدراسية ومحتواها في المدارس والمعاهد والجامعات بإعتماد مخرجات العملية التعليمية والتدريسية أساساً لعملية التقييم والقياس ومدى تحقيق الطالب لمتطلبات التعليم، فما عادت المعرفة هي العامل الوحيد الي يقود العملية التدريسية إنما أصبح من الضروري إيلاء المهارات والقدرات التي يتطلب من الطالب إكتسابها عبر مسيرته التعليمية، فهذه لها الأهمية ذاتها التي تبنى عليها البرامج الدراسية.
ودعا الى اعتبار الإطار الوطني للمؤهلات جزء أساس من الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية لأنها المدخل لكل التفاصيل التي عادة ما تنقص الإستراتيجيات.
وقال رئيس الجمعية الثقافية للشباب والطفولة استاذ علم النفس والارشاد في جامعة فيلادلفيا الدكتورعدنان الطوباسي لوكالة الانباء الاردنية (بترا) أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية جاءت لتشكل بعدا جديدا ومحورا مهما من محاور التعليم المنتج للشباب الاردني ولفتح افاق جديدة للدخول الى سوق العمل من خلال عملية تدريجية تستمر عدة سنوات .
وأشار الى اهمية وجود قوانين ملزمة لجميع الجهات لتفعيل هذه الاستراتيجية حتى تصل الى ما تهدف اليه وما تسعى لتحقيقه عبر محاورها المتعددة .
وقال " نأمل أن يتم تطبيق وتفعيل كل ما جاء بالاستراتيجية ليستفيد الشباب الاردني في مختلف الاقاليم، وهذا يتطلب التعاون من جميع الجهات لتنفيذها وتحقيق الاصلاح الشامل خلال السنوات العشر القادمة.
بدوره، قال رئيس قسم الخدمة الاجتماعية في الجامعة الاردنية الدكتور خليل هلالات ان الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية تعد بمثابة خارطة الطريق لكل القطاعات في المجتمع الاردني وان ما خلصت اليه اللجان المنبثقة عن الاستراتيجية من توصيات مستقبلية تمثل خطوات اصلاحية نحو توفير الظروف المناسبة للشباب الاردني ونحو غد افضل من خلال تحديد الاولويات ولتوفير فرص عمل لهم .
وأضاف ان الاستراتيجية تشمل جميع مراحل التعليم وسوف تحقق لدى تطبيقها الاصلاح الشامل وستساهم في ايجاد الحلول لكل المعضلات والمشاكل التي تواجه منظومة التعليم في المجتمع الاردني.
وقال الأستاذ في جامعة البلقاء التطبيقية / كلية عجلون الدكتور يوسف الخطاطبة "نحن في الاردن امام فرصة سكانية تتمثل في ان النسبة العظمى من السكان هم من فئة الشباب، ومن هنا فانه يتحتم على اصحاب القرار السعي وبجدية لاتخاذ الخطوات العملية وبناء الشراكات بين مكونات المجتمع الاردني لكي تسهم جميعها في النهاية بتأهيل وبناء قوة عاملة اردنية من الشباب المؤهل، يشارك في العملية الانتاجية .
واضاف أن ذلك لا يتأتى الا من خلال تناغم جميع القطاعات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية و للمساهمة مع الاخرين في الاخذ بيد الشباب الاردني واطلاق طاقاتهم وامكانياتهم، مبينا أن هذا الامر تؤكد عليه الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية من خلال توفير برامج دراسية تقنية ومهنية تقدم للمجتمع شبابا مؤهل ومدرب .
وأكد الباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور محمود الدباس ضرورة الموائمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل من خلال استحداث البرامج المهنية والتقنية في الجامعات وتدريب الخريجين على مهن يحتاجها سوق العمل .
وقال ان الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية تعتبر برنامج العمل الاصلاحي لمعالجة الاختلالات وايجاد الحلول للمشكلات من خلال تعاون جميع القطاعات ولتوجيه الطلبة ومساعدتهم في اتخاذ المسار الذي يحقق لهم فرص العمل التي تتناسب مع مؤهلاتهم ومهاراتهم .
ودعا الى ضرورة اعطاء التعليم التقني والمهني اولوية قصوى وزيادة في مخصصاته من الدعم المالي ليتمكن من المساهمة بفاعلية في تدريب وتأهيل الشباب الاردني .
وطالب بضرورة اجراء عملية تقييم دورية وشاملة للعملية التعليمية وخاصة في التعليم العالي لتتناسب مع احتياجات سوق العمل واحتياجاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية والثقافية."بترا
أوائل-توجيهي أردني