قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، اننا في الوزارة ملتزمون بالإنجاز النوعي والنجاح المميز في العملية التعليمية، والسعي لأن يكون الأردن قصة نجاح في مجال اصلاح التعليم، لا سيما وقد خطت الوزارة خطوات جادة ومدروسة في هذا الإطار، مؤكدا أن انفتاح الوزارة في التعامل مع كافة المؤسسات الدولية والدول المانحة أسهم في الاستفادة من تجاربها ودعمها.
جاء ذلك خلال رعاية الدكتور الذنيبات اليوم الثلاثاء، حفل إطلاق نظام ادارة المعلومات التربوية "Open EMIS"، الذي جاء استجابة لطلب الوزير الذنيبات من مدير عام منظمة اليونسكو ارينا بوكوفا خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر لليونسكو الذي عقد في باريس قبل عامين لتمكين وزارة التربية والتعليم من تطبيق نظام ادارة معلومات تربوية.
وبين الذنيبات أن هذا النظام جاء تنفيذاً لتوصيات مؤتمر التطوير التربوي الذي عقدته الوزارة في آب 2015 الماضي، ونتيجة للانفتاح الايجابي للوزارة على تجارب العالم والاستفادة من معطياته الإيجابية، مثلما كان مشروع الربط والحماية الالكتروني الذي أطلقته الوزارة بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية في أيار الماضي، مشيرا الى ان ربط نظام ادارة المعلومات التربوية بهذا المشروع سيمكن الوزارة من متابعة العملية التعليمية بكل مكوناتها من خلال نشر التطبيق للمدارس بسرعة ودقة عالية. واضاف أن تطبيق هذا النظام جاء بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، ودعم تقني من منظمة اليونسكو، ولن يرتب على الوزارة أية تكاليف مالية، مؤكدا في هذا الاطار ملكية الوزارة الكاملة لهذا النظام، وهي الجهة المخولة بالتعديل عليه واستخدام اداوته ووظائفه وبياناته المتوافرة في قواعد البيانات الخاصة بها بما يتناسب مع اهداف واحتياجات الوزارة وكلما دعت الحاجة لذلك.
وقال وزير التربية والتعليم انه تم اتخاذ الاجراءات اللازمة لربط النظام مع نظام دائرة الأحوال المدنية والجوازات، بحيث يمكن الوزارة من الحصول على بيانات دقيقة وشاملة عن جميع الطلبة والكوادر البشرية العاملة في الوزارة، بالإضافة إلى بيانات عن الأطفال الذين هم في سن الدراسة ولم يلتحقوا بالمدارس، الأمر الذي يمكنها من تحقيق شعارها " لا اطفال خارج المدارس في الأردن".
وأشار إلى أن هذا النظام سيوفر مجموعة من المعلومات التي تخدم متخذي القرار على مستوى الوزارة والمديرية والمدرسة ولكل مستوى من المستويات الثلاثة مؤشرات أداء وتقارير ومعلومات تخدمهم وتساعدهم في إدارة أعمالهم. مشيراً إلى أنه يمتاز بتوفير خدمة أرشفة البيانات المدخلة والخاصة بالنظام التربوي.
ويمتاز النظام بالمرونة في إصدار مجموعة كبيرة من التقارير على المستويات الإدارية المختلفة بحيث يمكن التحكم بطريقة عرض التقرير ومكان وجودة وطريقة استخراجه من قبل فريق تطوير النظام في الوزارة، بالإضافة إلى توفير لوحة قياسDash Board توفر للمستخدم مجموعة من النتائج الخاصة بمؤشرات الأداء التي تعكس الواقع الحالي وتساعد في صنع واتخاذ القرار.
ويمكن ربط نظام Open EMIS مع أي نظام قواعد بيانات آخر إما كمصدر لإدخال البيانات أو كمتلقٍ لها، وتتمثل هذه الميزة في التكاملية مع نظام الحكومة الإلكترونية.
وأعرب الدكتور الذنيبات عن شكره لمدير عام منظمة اليونسكو ارينا بوكوفا لدعمها للوزارة واستجابتها في تطبيق هذا النظام، وشكره كذلك للاتحاد الأوروبي كجهة مانحة وممولة للمشروع، ولكافة المؤسسات والمنظمات الدولية الداعمة لقطاع التعليم الأردني.
من جهتها، قالت ممثل اليونسكو في الاردن كوستانزا فارينا ان الاردن هو الدولة الاولى على مستوى العالم التي تطبق نظام ادارة المعلومات التربوية Open EMIS بشكل شامل، مؤكدة أن الأردن أصبح نموذجا في التميز والنجاح وتتطلع العديد من الدول للاستفادة من تجربته في هذا المجال.
وأكدت أن هذا النظام يشكل حجر الزاوية في تطوير التعليم نحو اقتصاد المعرفة في الاردن، ويعزز الشراكة المثمرة ما بين وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونسكو وكافة المؤسسات الدولية المانحة.
وأشادت فارينا بالجهود الكبيرة لوزارة التربية والتعليم وما اتخذته من قرارات جريئة في تطوير واصلاح التعليم، مؤكدة التزام اليونسكو وكافة الشركاء بدعم الوزارة وكوادرها الفنية في تطبيق النظام وتحقيق الاهداف المنشودة منه، مؤكدة ان التنمية الشاملة والمستدامة تبدأ بالتعليم.
بدوره، أكد رئيس قسم التعاون في بعثة الاتحاد الاوروبي لدى الاردن ابراهيم العافية، أهمية امتلاك الوزارة نظاما مفتوحا لإدارة المعلومات، وبخاصة في ظل الازمة السورية التي تتطلب وجود بيانات موثوقة لمتابعة عدد الاطفال اللاجئين داخل النظام التعليمي او خارجه.
واشار العافية الى دعم الاتحاد الاوروبي للأردن في مواجهة التحديات التي فرضتها الازمة السورية خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث خصص الاتحاد 85 مليون يورو لدعم قطاع التعليم في المملكة.
واكد أن إطلاق هذا النظام يشكل خطوة هامة للاستجابة لمختلف التحديات التي يواجهها نظام التعليم في الاردن ويشجع على التوجه نحو دمج كامل بيانات المدارس الخاصة والعامة في هذا النظام.
من جانبها، قالت مدير إدارة مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم والمعلومات بالوكالة المهندسة ربى العمري ان اطلاق نظام ادارة المعلومات التربوي يعد واحدا من اهم الاولويات التي تضمنتها استراتيجية الوزارة في اطار سعيها لإنشاء نظام ادارة معلومات تربوي متكامل ودقيق وداعم لعملية صنع واتخاذ القرارات في مختلف مجالاتها الادارية والفنية.
واضافت انه تم تدريب وتأهيل الكوادر المتخصصة في المركز لتتولى مهمة إدارة هذا النظام ومتابعة تفعيله وتطويره ليتناسب مع اهداف وحاجات الوزارة وذلك بالتنسيق المستمر مع المختصين في الوزارة ومديريات التربية والتعليم.
وتضمنت فعاليات الحفل عرضاً تقديمياً عن النظام وآليات تطبيقه، فيما سلم الدكتور الذنيبات شهادات لعدد من كوادر الوزارة التي تلقت تدريبا فنياً على كيفية إدارة واستدامة النظام.