بدأ العد التنازلي لنتائج التوجيهي للفصل الثاني، والمتوقع اعلانها خلال الشهر الجاري، وبدأ توتر الأهل والطلبة يتزايد بانتظار جني ثمار فصل كامل من الدراسة المتواصلة والخوف والقلق الآن أكبر، ومعظم المواطنين مشغولون بالنتيجة التي سيحصدها ابناؤهم النجاح أم الاخفاق.
المشاعر تتداخل، والطلبة بين التفاؤل والتشاؤم، بين العزيمة والإرادة، بين الخوف والثقة، والذي يزرع ينتظر الحصاد، ويكمل مشواره بعزيمة وإرادة أكبر ليحقق التميز في المستقبل.
ان شدة الترقب تشكل بيئة خصبة لإشاعات ظهور النتائج قبل موعدها المحدد، مما يزيد من جرعة التوتر ويدفع الطلبة للمسارعة إلى تفقد المواقع الإلكترونية، رغم تشديد وزارة التربية والتعليم على عدم إمكانية الحصول على النتائج قبل أوانها،حيث اصبح القلق رفيقهم والتوتر لا يفارقهم والنوم يجافي عيونهم وهواجس سلبية تتملكهم واصبح الحال ترقبا وانتظارا، هذا الامر الذي اعتاد طلبة الثانوية العامة وذووهم المرور به كل عام قبيل إعلان موعد نتائج «التوجيهي»،الا ان هذا القلق المرافق للطلبة هو حالة مؤقتة سرعان ما تختفي بظهور النتيجة كما أنها شعور طبيعي في مثل هذه المواقف.
ومن وجهة نظر الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم اجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية انه بالرغم من كون نتائج التوجيهي مرحلة حاسمة في حياة الطالب ، الا انه يدعو الاهل الى الابتعاد عن التشنج وحالة القلق التي تنعكس على ابنائهم ما يؤدي الى ردود فعل عنيفة وغير متوقعة اثناء صدور النتائج سواء فرحة مضاعفة او حزن شديد ينعكس سلبا على الابناء.
ويلتمس الخزاعي مدى القلق الذي يسيطر على مشاعر الطلبة، منذ انتهاء أول امتحان ويشير إلى أن ما حدث في بعض مناطق المملكة من أحداث شغب أثناء تقديم الامتحانات ، زاد من توتر الطلاب، ولعب دورا سلبيا في تركيزهم بالاجابات، والجميع لديه طموح في النجاح والتفوق.
ويدعو الخزاعي الى أن يتصف تعامل الأسر مع نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لهذه الدورة، بالاتزان والواقعية، وعدم التركيز على معدل الأبناء، وتجاهل مدى استعدادهم وجهدهم، الذي بذل في هذه المرحلة.
ولكن للاسف وبالرغم من محاولات تبسيط الامور على الطلبة والاهالي ، الا ان سيناريو الرعب المتعلق بالتوجيهي ونتائجه يعاني منه الاردنيون كل عام منذ اقرار نظام التوجيهي حتى اليوم .
ويلفت الخزاعي إلى ضرورة مراعاة الفروق الذهنية والفردية بين الأبناء، وعدم المقارنة مع الآخرين، ويرى بأن الطالب في المرحلة الثانوية، يجب أن يكون وصل إلى مرحلة من النضج والاستقلالية في تنظيم الوقت ومتابعة المنهاج، فالتوجيهي بوابة الطالب إلى الحياة وما نلمسه اليوم أن الأهل يوجد بينهم وبين الطالب فارق زمني ناتج عن الفرق بين عمر الأهل والطالب.
واوضح ان النتائج ليست لسنة التخرج بل هي حصيلة خبرات ومعارف وأفكار تشكلت لدى الطالب منذ نعومة أظافره، منوها إلى أنه لا بد من حياة منظمة بطريقة منطقية تساعد الطالب في إعداده للثانوية العامة مبكرا.
أوائل توجيهي أردني