عمان القى نائب رئيس الوزراء وزير التربية الدكتور محمد الذنيبات، كلمة في المنتدى العالمي للتعليم تحت ظروف الأزمات والحالات الطارئة الذي بدأ أعماله اليوم في العاصمة البريطانية لندن . وعرض الدكتور الذنيبات في الكلمة للآثار الكبيرة للأزمة السورية على الأردن وتداعياتها القوية على موارده المحدودة وبخاصة في قطاع التعليم. وقال ان عدد اللاجئين السوريين المقيمين على ألاراضي الاردنية بلغ نحو مليون ونصف لاجئ يشكلون ما نسبته 20 بالمائة من سكان المملكة، مبينا أن عدد الطلبة السوريين على مقاعد الدراسة في المدارس الحكومية بلغ نحو 145 ألف طالب يعاملون معاملة الطالب الاردني في الحصول على فرص التعليم الملائمة. وأشار إلى وجود نحو 90 ألف طالب سوري ما زالوا بانتظار دخول المدارس. وأوضح أن اللجوء السوري للأردن تسبب في أعباء كبيرة على بنيته التحتية وموارده واماكانته المحدودة وتسبب كذلك في ضغط هائل على القطاع الخدماتي وبخاصة في قطاع التعليم والصحة . وأكد الدكتور الذنيبات ، ان الدعم الذي تتحمله المنظمات الدولية تجاه أزمة اللجوء السوري لا يتجاوز 38 بالمائة من الكلفة الكلية لاستضافة هؤلاء اللاجئين، ما يعني أن هناك فجوة تمويلية كبيرة تقدر بنحو 62 بالمائة تتحملها موازنة الدولة الاردنية. وقدر وزير التربية و التعليم كلفة الخدمات التعليمية المقدمة للطلبة السوريين في المدارس الأردنية بنحو 250 مليون دينار سنويا سواء تكاليف مباشرة أو غير مباشرة، مبينا أن وزارة التربية والتعليم عملت على بناء ما يقرب من 5 آلاف غرفة صفية فاقت كلفتها 600 مليون دولار لتلبية حاجات ومتطلبات استيعاب الطلبة السوريين، إضافة إلى تعيين وتدريب أعداد كبيرة من المعلمين للتعامل مع الاعداد المتزايدة من الطلبة. كما حولت الوزارة بحسب الدكتور الذنيبات 98 مدرسة حكومية للعمل على نظام الفترتين، وستعمل خلال العام الدراسي المقبل على تحويل 100 مدرسة أخرى على نظام الفترتين لاستيعاب الطلبة السوريين الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم. وقال الوزير الذنيبات، ان اللجوء السوري تسبب في ضغط كبير على المدارس نتج عنه ارتفاع عدد المدارس ذات الصفوف المكتظة من 36 بالمائة عام 2013 إلى 46 بالمائة عام 2015. كما تسببت أزمة اللجوء في ضغط كبير على المرافق المدرسية واختصار الوقت المخصص للحصة الصفية، ما أدى الى تأخير تنفيذ برامج تطوير التعليم بسبب توجيه الموارد المالية المخصصة لذلك إلى استيعاب الطلبة السوريين في المدارس، إضافة إلى الأثر غير المباشر على البيئة المدرسية الآمنة، والذي دعا الحكومة الأردنية إلى وضع خطة الاستجابة للأزمة السورية والتوسع في الأبنية المدرسية. وقال الدكتور الذنيبات، "اننا في الأردن وانطلاقا من إيماننا المطلق بالتعليم كحق أساسي للكل طفل وباعتباره خدمة عالمية، فقد فتحنا مدارسنا للأطفال السوريين وغيرهم من المقيمين على الأراضي الأردنية بغض النظر عن جنسياتهم وأسباب قدومهم إلى الأردن"، معتبرا أن الأردن يقوم بخدمة إنسانية جليلة في هذا المجال نيابة عن المجتمع الدولي. واكد ضرورة عدم ترك الأردن، كدولة محدود الموارد، وحيدا في مواجهة آثار هذه الأزمة، داعيا المجتمع الدولي لتقديم الدعم المطلوب للأردن ليتمكن من القيام بهذا الواجب الإنساني وتقديم خدمات تعليمية نوعية لأطفال الأردن والأطفال السوريين وغيرهم ممن يتلقون تعليما مع أبنائنا سواء بسواء. والتقى الدكتور الذنيبات على هامش المنتدى، وزيرة التربية الكندية وبحث معها أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، حيث اشاد بالدعم الكندي لقطاع التعليم في الأردن وبخاصة ما يتعلق بتدريب وتأهيل المعلمين. كما التقى مدير المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي وحث المنظمة الدولية على تقديم الدعم للادرن لتمكينه من تقديم خدمات التعليم النوعي. كما التقى وزير التربية والتعليم رئيس شركة اتش بي لشؤون التعليم وبحث معه توظيف تكنولوجيا التعليم في المدارس الأردنية. وتم خلال اللقاء الاتفاق على إيفاد الشركة لعدد من الخبراء لديها للاردن لدراسة واقع التكنولوجيا في العملية التعليمية وكيفية توظيفها بشكل جيد. والتقى الدكتور الذنيبات أيضا وزير الدولة لشؤون المدارس في المملكة المتحدة نك جب وبحث معه الاستفادة من التجربة البريطانية في الادارة المدرسية وتعليم الرياضيات والعلوم. ويلتقي الدكتور الذنيبات يوم غد رئيس جامعة لندن مايل آرثر للبحث في الاستفادة من تجارب معهد إعداد المعلمين التابع للجامعة في انشاء وتأسيس كلية اعداد وتأهيل المعلمين في الأردن والإجراءات التنفيذية اللازمة لذلك. كما سيتلقي وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية لبحث كيفية دعم جهود الاردن للتخفيف من أثر اللجوء السوري على الأردن وعلى قطاع التعليم بشكل خاص. كما يلتقي الوزير الذنيبات بحضور الرئيس التنفيذي لاكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين هيف بنيان والرئيس التنفيذي لمؤسسة الملكة رانيا العبد الله للتعليم والتنمية هيفاء العطية، مدير معهد تدريب المعلمين في جامعة لندن والفريق الفني للمعهد لبحث إجراءات التعاون بين المعهد والوزارة وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين لإنشاء وتأسيس كلية تدريب وتأهيل المعلمين في الأردن، ويحضر كذلك جانبا من ورش العمل الفنية التي يديرها المعهد لتدريب المعلمين في جلسة حوارية مع إدارة المعهد والمعلمين.

 

أحدث الأخبار