وردنا هذا السؤال والاستفار كثيراً من طلبة التوجيهي ( الثانوية العامة ) ، وقد قمنا في موقع الأوائل بتقديم هذه الإجابة ، نضعها بين يديكم للاستفادة
حماسة بداية العام ؟
عندنا مصطلح بالأردن يسمى ( الفزعة ) وهو يعبّر عن حالة ( الهبّة ) التي تأتي سريعًا وتنتهي سريعًا كذلك ، فبداية كل عام دراسيّ يشعر الطلبةُ بحماسة شديدة وجوع كبير لالتهام الكتب الدراسية ، لكنها حماسة مؤقتة إذا استثمرت بشكل خاطئ .
بالأسبوع الأول زرت شعبة الثاني ثانوي الأدبي :
- الطالبة ملاك : أستاذ حسام ، عدد الحصص قليلة ، والمعلمون لا يعطوننا عددًا كبيرًا من الحصص
- هذا شيء إيجابيّ ، فيجب أن نبدأ بشكل تدريجي معكم حتى لا تملّوا
- ملاك : بالعكس ، نحن ننهي هذه الدروس بوقت قصير ، ثم لا يكون عندنا شيء نفعله
- هذه فترة مؤقتة ، بداية العام الدراسي ، وطبيعية الأيام الأولى بالدوام المدرسي أن يقدم المعلم شرحًا مبسّطا ، ويصطحبكم بالمادة بشكل ميسّر ، كي تتقبلوا المواد الدراسية الجديدة ، ثم لا تنسين ، العام الدراسي طويل ، وبعد شهر لن تجدي وقت فراغ ، فاستغلوا هذه الأيام واستمتعوا بها ، وهمتكم وحماستكم مقدسة ، علينا توزيع طاقتنا على مدار العام الدراسيّ ، حتى لا نشعر بالإحباط .
السائق الذي يستمر بالضغط على دواسة الوقود ، سيفرغ منه الوقود بمنتصف الطريق ، أما السائق الماهر ، فهو يضغط على دواسة الوقود عند الحاجة لتزويد المحرك كالصعود مثلًا ، أما في حالة النزول والطرق المنبسطة فهو يترك السيارة تنسابُ وحدها ، وهكذا علينا أن نعرف متى علينا أن نضغط على أنفسنا ومتى نريحها ، بداية العام لا يوجد مبرر لنضغط أنفسنا ، والرياضيون في سباق المارثون الطويل ، لا يقدمون كل طاقتهم في أول 100 متر ، بل يقومون بإدارة جهدهم وطاقتهم ، يوزعونها بشكلٍ ذكيّ ، حتى إذا ما ركضوا 40 كيلومتر ، وبقي 2 كيلو متر ، فجّر المتسابقون طاقتهم المخزنة لديهم ليركضوا بسرعة مضاعفة تفاجئ المتابعين ، وهكذا على الطلبة توزيع جهدهم الدراسيّ على مدار الفصل ، فلا يشعروا بالإحباط أو الفتور منتصف العام الدراسيّ أو يمروا بمرحلة تراخي نهاية العام الدراسي ، بل بالعكس يخصصون جزءًا من همتهم لشهر الامتحانات ، ويقدمون جهدًأ مضاعفًا من التركيز والجدّ والمتابعة .
هذه المقالة مقتبسة من كتاب الأستاذ حسام عواد في التفوق الدراسي
منصة الأوائل التعليمية
موقع الأوائل التعليمي