أرجعت وزارة التربية والتعليم تدني نسبة نجاح الطلبة وبالذات في الفرع الأدبي في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" الى ضعف التأسيس الدراسي خلال المراحل الدراسية كأحد الأسباب الرئيسية، فيما رأى خبير تربوي أن قصور منظومة التعليم في الوزارة يقف وراء ذلك. وأظهرت نتائج الثانوية العامة للعام الحالي تفاوتا في نسب النجاح للفرعين العلمي والأدبي بشكل ملحوظ، إذ بلغت في العلمي 63 بالمائة، وفي الأدبي 18 بالمائة. ولفتت الوزارة على لسان مدير تربية لواء قصبة عمان الأولى الدكتور علي المومني إلى أن هذا التفاوت يعود الى أن طلبة العلمي أكثر تميزاً من أقرانهم رغم وجود طلبة متفوقين في الفرع الادبي، لكنهم توجهوا إلى فرع الإدارة المعلوماتية كبديل، ما قلص عدد المتفوقين من الفرع الأدبي. وفي قرار سابق للتربية والتعليم ألغت الوزارة فرع الإدارة المعلوماتية اعتباراً من العام الدراسي المقبل لرؤيتها بأن هذا الفرع بات غير مجد للسياسة التعليمية، ولفتح المجال للعديد من الطلبة المميزين لاختيار الفرع الأدبي ومجالات اخرى، خاصة ان الوزارة بدأت خطتها الجديدة للاهتمام بالدراسة المهنية لتأهيل الطلبة في مراحل دراسة مبكرة للاتجاه الى المهن. وللوقوف على تدني هذه النسبة رأى أمين عام وزارة التربية والتعليم الأسبق الدكتور ذوقان عبيدات أن هناك خللا في منظومة التعليم وضعفا في طرق التدريس ساهمت بشكل مباشر في تدني النسبة، ليس فقط هذا العام وإنما في الأعوام السابقة، دون أن يكون هناك معالجة في تحسين هذه المنظومة وتطوير الكتب المدرسية والمناهج التعليمية، الى جانب الاهتمام بطرق وأساليب التدريس، مؤكدا ان تحسن نسبة النجاح مرهون بتطوير السياسة التعليمية برمتها، ويحتاج الى اعادة النظر من جديد. وعاد الدكتور المومني ليؤكد أن وزارة التربية والتعليم لديها كفاءات من المدرسين المتخصصين في جميع الفروع التعليمية، وأثبت المعلم الاردني كفاءة عالية، وأن منظومة التعليم تسير بشكل ممنهج ضمن استراتيجية واضحة، أبرز محاورها الطلبة وآليات تحصيلهم. وتؤكد المعلمة نسرين قدورة أن منظومة التعليم تحتاج الى اعادة بناء وتكاملية بين جميع مكونات العملية التعليمية سواء المعلم او الادارة او الطالب الى جانب اهتمام الأهل، بحيث لا تختل أي واحدة منها، وان هذا الاختلال ساهم في تدني مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة، بالإضافة الى عوامل اخرى مثل التشريعات والمناهج الدراسية التي يجب أن تكون أكثر توافقا لروح العصر. ودعت الى الاهتمام بالمعلم وإعداده بشكل جيد عبر المراحل التدريسية المختلفة، بحيث يتم تأهيله بشكل أفضل من خلال الدورات التدريبية وورش العمل التي تعزز من مهارات التدريس التي تساعده في تثري معلوماته وتساعده في تطوير مهاراته التدريسية، ليكون أكثر تفاعلا مع الطلبة وخاصة في المجالات التواصلية، دون أن يشعر الطالب أنه بعيد عن الحصة التدريسية، وهي فرصة مهمة لاكتشاف الطلبة وقدراتهم العلمية ومستوى معرفتهم ومهاراتهم، وكذلك يجب الاهتمام بالمعلم ماديا ومعنويا.
أوائل - توجيهي أردنني