اكد وزراء تربية وتعليم سابقون ان تعديل المناهج المدرسية مطلب اساسي وهام في تطوير العملية التربوية والتعليمية، التي تستدعي مواكبة مستحدثة وبشكل متواصل لمختلف انواع العلوم والادب والمعارف ولجميع المراحل الدراسية.
وشددوا في حديثهم ل(الراي) ان المعلم يعد محور العملية التعليمية ويقع العاتق الاكبر عليه في تلقين الطالب وتزويده بالمعلومة التي تتناسب وبيئته وتنشئته وفق معايير علمية دقيقية تراعي الاختلاف والتنوع.
وطالبوا الاوساط المجتمعية بنقل احتجاجهم على تعديل المناهج بطريقة علمية مثبتة بالادلة وبشكل يحقق المطلب الرئيس من تطوير العملية التعلمية، لا ان يعمل على زعزعة الثقة بالمؤسسة التعليمية المشهود بكفاءتها دوليا وعربيا.
وقال وزير التربية الاسبق الدكتور ابراهيم بدران ان تطوير المناهج امر طبيعي ويجب ان يتم بشكل مستمر لمواكبة مستجدات العصر، وبما يتلاءم مع الية التربية والتعليم الدولية.
واضاف ان جميع كوادر وزارة التربية والتعليم حريصة على رفد جيل جديد يتمتع بخبرات علمية شاملة، وعلية فان الجدل الحاصل مؤخرا بما يخص التعديلات على المناهج المدرسية لا يسيء لدين او مخالف لاعراف او معتقدات مجتمعية، مؤكدا ان الجميع حريص على غرس قيم الثقافة العربية لدى الجيل الجديد.
وبين بدران ان تعديل المناهج وتغييرها انطلق من دراسة الواقع المحيط باهمية ادراج معلومات تتناسب وعقلية الطالب وبنائها وفق اسس سليمة لتستوعب كل ماهو حديث.
والتفت بدران في حديثه حول ما اشيع مؤخرا بان التوجه لتعديل المنهاج بدعوى تغيير توجهات فكرية معينة لدى الطلبة مغايرة للعادات والتقاليد والمعتقدات الدينية.
واوضح ان التنشئة الدينية تقع في الاساس على عائق الاسرة قبل المدرسة، بل المدرسة هي جزء مكمل لاداء الاسرة في التوعية والارشاد.
وتابع بدران ان التعديلات التي اجريت على المناهج المدرسية لا تتعارض مع اي رموز وطنية او دينية او ثقافية بل عمدت على استيعاب فكر الطالب وطريقة تفكيره نحو كل ماهو جديد مطالبا اولياء الامور والمناهضين لفكرة التطوير عدم لصق الاتهامات وان ما قامت به وزارة التربية والتعليم من تطوير ينطلق من منظور وطني وفكري وعملي سعيا الى النهوض بجيل جديد قادر على استيعاب تطورات العصر ومستجداته.
وقال وزير التربية الاسبق الدكتور فايز السعودي ان العملية التربوية عملية مترابطة الابعاد ولها عدد من الاطراف اذ ترتكز بشكل اساسي ومحوري على المعلم كونه له الاثر الاكبر في منح المعلومة وترسيخها في ذهن الطالب.
واضاف السعودي ان تعديل المناهج المدرسية يجب ان ينطلق بداية من البيئة التي يقبع بها الطالب من حيث المكان والزمان وعليه يجب ان توضع المناهج الحديثة وفقا لهذه المعطيات، مؤكدا انه لا يمكن تحقيق الهدف الا من خلال كادر تعليمي قادر على استيعاب مستجدات المرحلة.
وتابع السعودي ان الكتاب المدرسي بحد ذاته هو وسيلة متغيرة والمعلم هو نواة هذا التغيير الذي يتطلب من الوزارة بالزام المعلمين (بدليل المعلم) وضمن معايير وطنية تتلاءم والبيئة المحيطة لنقل المعلومة بطريقة تثري معارفه لا تضيقها.
وقال ان الهدف الاكبر من تغيير المناهج هو حرص الدولة على فكر الطالب من اية دوافع تدفع به الى التطرف، مبينا ان تطوير المناهج ليس كفيلا بذلك منفردا، بل يتطلب عملا اوسع من خلال محاربة مسببات هذا التطرف التي تجرف النشء نحوها الا وابرزها البطالة والفقر، الامر الذي يفيد بترابط كافة المؤسسات التعليمية للوصول الى نهج الاعتدال لدى جيل المستقبل.
من جهته طرح وزير التربية والتعليم الاسبق الدكتور عزت جرادات المنهجية المتبعة في تعديل المناهج المدرسية او تحديثها والتي تتطلب عملا متواصلا يتواءم وحاجة المرحلة من تطور في الجانب العلمي والمعرفي لدى الطالب والتي يجب ان تنطلق من الوسيلة التعليمية والاهداف المرحلية التعليمية كما نص عليه القانون والتي لا يجوز المساس بها.
وقال جرادات ان اهداف المباحث المدرسية يجب ان تكون منسجمة مع الفلسفة العامة والاهداف والمرحلة والتي يجب ان توضع في سياق لا يتعارض والمنظومة الثلاثية.
واضاف ان تطوير المناهج لا يتم بطريقة عشوائية بل يتم من خلال نخبة من المتخصصين والاكاديميين ومن ثم تعرض على لجان متخصصة لدراسة محتويات هذه المباحث ومدى تناغمها مع الخطوات المتبعة لاعداد منهجية الكتب المدرسية.
وبين ان عملية التطوير للمناهج المدرسية تتم بشكل جزئي وكلي معتمدين بذلك على حاجة الطالب من المعلومة المطروحة بشكل يتناسب وطريقة تفكيره وتقبله للمعلومة.
ودعا جرادات اولوياء الامور والمتتبعين للشأن التعليمي عدم الانجراف الى وسائل غير علمية في رفض المنهج الدراسي والتي تتاتى من خلال حرق بعض الاولياء للكتب المدرسية، والتي يجب ان تقدم رسائلهم الرافضة للتعديل، من خلال دراسة علمية موثقة بالادلة والاثبات تؤكد بعدم نجاعة هذه المواد لعقلية الطالب وبيئته مبينا ان نقل الغضب يتم من خلال وضع السلطات التشريعية المتمثلة بالمجلس النيابي ومن خلال المنتديات الفكرية ضمن طروحات علمية دقيقة ولا تستند للشائعات والرفض القاطع لكل ماهو جديد.(الرأي)
أوائل-توجيهي أردني