عمان- “معاً لتوزيع مليون كتاب في الأردن وفلسطين”.. شعار تسعى مبادرة “رصيف الثقافة” لتحقيقه بخطة تنفذ عبر خمس سنوات، ومن خلال مؤسسها أحمد اليزوري، صاحب دار اليازوري للنشر للتوزيع، حيث حظيت باهتمام ومتابعة الكثير من رواد القراءة والمهتمين الراغبين بزيادة محصولهم الثقافي من الكتب على اختلافها. ومبادرة “رصيف الثقافة” انطلقت في العام الماضي في الثالث والعشرين من نيسان، وفي اليوم الذي يحتفل فيه العالم بيوم الكتاب، لتكون الإنطلاقة دعوة للمحافظة على العودة للكتاب والقراءة التي تختزل في طياتها عوالم من العلم والثقافة وتفتح أفق واسعة للقارئ. ويرى اليازوري أن هدف الحملة نابع من الحرص على ديمومة القراءة في محتلف المناطق في المملكة، وفلسطين، ومن ثم الانطلاق إلى العديد من الدول العربية، لتكون المباردة على مستوى الوطن العربي ككل. وبمشاركة عدد من المتطوعين وكذلك طلبة في الجامعات والمهتمين من مختلف المؤسسات، يفرد “الرصيف” الكتب التي ينوي توزيعها وعرضها لجمهور القراء يومياً من التاسعة صباحاً ولغاية السابعة مساءً، باستثناء يوم الجمعة يكون حتى الرابعة عصراً، إذ يشير اليازوري إلى أن الموقع الذي تم اختياره على الرصيف يأتي بالقرب من دار اليزوري للنشر والتوزيع بمنطقة العبدلي، بحيث يتيح له هذا المكان عرض أكبر قدر ممكن من الكتب، التي يمكن للزائر الحصول عليها مجاناً، بالإضافة إلى وجود جناح خاص للكتب بأسعار مخفضة جداً يمكن للراغبين اقتناءها بكل سلاسة. وبعد أن يختار القارئ الكتاب المجاني الذي يرغب باقتنائه وقراءته، يقوم بالتوقيع على استلام الكتاب، حتى يشعر بقيمته ويحرص على قراءته والعودة مرة أخرى لقراءة عدد أكبر من الكتب، وهذا هو الهدف المنشور، بحسب اليازوري. ويؤكد أن غاية الرصيف هو نشر الثقافة واكتساب مبدعين جدد في الأردن وفلسطين والوطن العربي، من خلال التصميم على توزيع المليون كتاب بعد 4 سنوات من الآن، مع العلم أن المبادرة تحرص على أن تقوم بجولات مختلفة في عدة محافظات ومناطق ريفية في المملكة، بهدف الوصول إلى شريحه واسعة من القراء. عدا أن بعض القرى والارياف والمناطق البعيدة لا تصلها الكتب بسهولة، وهي اقل حظاً من غيرها في هذا المجال، لذلك وجد أنه من الأولى أن تكون هناك جهة توفر الكتب للراغبين بالقراءة أياً كان سنهم واهتمامهم ومكان سكنهم. ويعتقد اليازوري أن سكان القرى والأرياف لديهم حب اكتساب المعلومة وإعادة تدويرها بشكل مفيد للمجتمع، لذلك كان لزاماً على مبادرة رصيف الوصول لكل شخص لديه حب القراءة، والقيام بتشجيع الفئات الأخرى على الاهتمام بنبع العلم والثقافة. الى ذلك، سيتم تنظيم معرض في فلسطين لاحقا بالتعاون مع العديد من المكتبات هناك والتي تقوم بتخزين الكتب منذ وقت، وذلك حتى يتاح عرض أكبر عدد ممكن من الكتب، بمساعدة من المتطوعين من فلسطين والذين يسعون بالتعاون مع رصيف الثقافة لكسر الحصار الثقافي في الأراضي المحتلة. ويضيف اليازوري أن للمبادرة هدفا آخر يحرص على تحقيقه وهو “محاربة التزوير للكتب”، التي تخالف القوانين وتحرم صاحب الحق من حقه، مبدياً شكره لكل شخص يساهم في المشاركة متطوعاً مع المبادرة، من طلاب وأشخاص ومؤسسات المجتمع المدني، بحيث تم عقد اتفاق مع وزارة الثقافة وأمانة عمان وجمعية المكتبات والمكتبة الوطنية، والتي ساهمت جميعها في دعم المشروع التطوعي الثقافي. ويومياً، يقف العديد من الأشخاص الذين يتداورون على اختيار الكتب، فيتواجد الطالب الجامعي الذي قد يجد كتاباً يساعدة على دراسته الجامعية، عدا الأطفال الحاضرين مع عائلاتهم للبحث عن كتب قد يجدون فيها ضالتهم من المعلومات والقصص القصيرة، بالإضافة إلى ربات البيوت، وغيرهم الكثير ممن أصبحوا رواد الرصيف ويبحثون عن كتبهم التي تلبي رغبتهم للقراءة والمتابعة الدائمة لذلك. ويعتقد اليازوري أن طريقة العرض للكتب على الرصيف وبطريقة منظمة ووجود متطوعين يتابعون أمور الجمهور من الزوار، هي طريقة جاذبة لكل شخص يمر من هذ المنطقة، خاصة وأنها منطقة حيوية، بالإضافة إلى كون الرصيف متنقلا في أكثر من مكان ومحافظة، منها ما تم تنظيمه في الطفيلة وإربد وماركا، بالإضافة إلى التنسيق القائم حالياً على تنظيم رصيف على الشاطئ الغربي للعقبة للوصول إلى أقصى الجنوب. ويؤكد اليازوري أن العمل في المبادرة ساعد على اكتشاف مجموعة من المبدعين والقراء، والطلبة المتفوقين في القراءة، ممن كانوا بالمسابقات الدولية، مثل مسابقة تحدي القراءة التي شارك فيها عدد كبير من الأطفال من الأردن. غير أن الخطوة الأبرز التي يعكف اليازوري حالياً على تنظيمها هي التنسيق مع جهاز الأمن العام وإدارة السجون في سبيل تنظيم حملة موازية لرصيف الثقافة ولكن موجهه للنزلاء في السجون الأردنية، والتي سيكون الهدف منها توزيع الكتب على النزلاء وتشجيعهم على القراءة والمطالعة، والذي يعتبر جزءا من إعادة التأهيل لهم بعد خروجهم من التوقيف، إذ أن القراءة هي غذاء للروح والعقل. ويدعو اليازوري كل شخص لديه الرغبة في المطالعة واقتناء كتاب أن يتوجه للرصيف الذي سيجد فيه كل ما يرغب من الكتب المنوعة التي ستكون رفيقاً لكل قارئ، فهي كما قيل ويقال “خير جليسٍ في الزمان كتابُ”.
أوائل - توجيهي أردني