م .باهر يعيش - صحبونا معهم في تجارتهم.. شهود شاهدين...مشاهدين متفرجين بائعين محصّلين الجُمعيّة من زبائنهم بضع دنانير وأحيانا شويّة برايز ،مودعين في البنوك حصيلة بيع.كنّا غلمانا رجالا في نظرهم.ولمّا كنّا هناك ,كانوا يلزموننا بحضور جلسات المساومة بيعا أو شراًء كنّا نصغي...لا نتكلّم..نخطئ أحيانا في وجود الزّبون يتنحنحون يدحرون يزجرون بأعينهم فنصمت نكتم أنفاسنا نراجع نفسنا: يبتسمون...يغفرون..يصححون. في عطلنا المدرسيّة أودعونا أمانة لدى..حداد نجّار خياط، صائغ... أيام الفيدوس.كانوا من كبار القوم منزلة وتجارة ولكن...كانوا يعلّموننا التواضع والعمل بيدنا... قد يطلبون كنس المحل رغم وجود عامل يكنس , تعبئة إبريق من فخار أو شربة من فخار من عين بارد ماؤها زُلال في يوم قائظ رغم وجود من يملؤها.عرفنا كبارا أنهم كانوا يوصون من نتدرّب عندهم من ثقاة القوم أن يدعونا نعمل نكدح نعرق تتلطّخ ملابسنا بنجارة برادة من حديد فحم من كور صائغ يذيب الذّهب في حنجور من فخّار...ورما وخزة من أبرة لضمت بخيط عند تركيب زرار لعروة بنطال.كنا نتعب ولكن...نتعلّم...علمنا لمّا كبرنا انهم...هم من كانوا يدفعون أجورنا أحيانا كثيرة في عملنا لدى الغير أيام العطل الصيفيّة...كي لا نتهاون لا نشمخ... نعمل نكدّ بأجرنا لا منّة من أحد علينا نعمل بحق وأنتاج نكدّ اكثر نتعلّم أكثر..ورجولة أكثر وأكثر...ولكن هناك أيضا وقت للّعب نمارس به طفولتنا.تحرّكنا بسمة همسة نسمة من ريح لنتمايل كما شقائق النّعمان...هناك وقت للدرس والجدّ وهناك وقت...للّعب. هناك نصيب لرجولة مبكّرة وهناك نصيب لممارسة روعة الطّفولة. العلم الدّرس أحترام المدرسة والمعلّم وزميل المقعد هو الأساس...نتائج تحصيل ممتازة..جيّدة جدا هي المقبولة لديهم...ربّما...جيّد لا بأس. ملاحظات مربّي الصّفّ على ورقة المدرسة(الدّرجة)هي التي كانت تلفت أنظارهم أكثر ما تلفت...سويّة مع الدّرجة و الدّرجات...يحبّونها يعشقونها خالية من أية علامات حمراء..رسوب..تقوم الدّنيا ولا تقعد...العقاب واجب ولكن لا بأس مع مدرّس من منازلهم للتقوية في ما أحمرّت نتائجه...المدرسة مقدّسة وأحترام المدرّس مقدّس...كانوا يختفون من الطّرقات أذا ما لاح طيف مدرّس لهم في الشارع المجاور...يهابونه يخافونه ولكن...يحترمونه. كبرنا، مهندسون اطباء تجار أصحاب أعمال محامون قضاة ،موظفون..بلا حاسوب بلا فيسبوك بلا تويتر. آباؤنا...رحمهم الله لم يكونوا بحاجة الى خدماتنا ،ولكنّه بثّ روح التواضع والجرأة والإقدام في قلوبنا , والمعرفة في عقولنا، بث روح التعاطف والعون مع اصحاب المهن الأقل حظاعندما نحتاج لخدماتهم ومعرفة بالشيء ولا الجهل به. فينا من ردّ الجميل جميل الآباء الجدود لأحفادهم...مشوا نفس الطريق طريق ألآباء من خطّها الجدود..درّبوهم نجّروهم..اكتسبوا خبرة من الدنيا في صباهم..في مهن تتلاءم... وعصرهم عملوا بها أم لم يعملوا...يعرفون أكثر ويتميّزون أكثر..كلّ مهنته تتلاءم و عصره ولكن... الأب هو الأب والأمّ هي الأم...معين لا ينضب من محبّة وعطاء وبثّ للأخلاق الحسنة وروح الرّجولة والأيثار...الأب والأمّ... ختام المسك و...مسك الختام...وإن إختلفت الثقافات واللباس واللكّنات و...الأزمنة. يا رعاهما الله - الرأي .
اوائل - توجيهي.