كيف تساعد أبناءك على تحسين الخط والإملاء؟
المؤلف:
ندى

عزيزي ولي الأمر، حقيقةً إن الخط الجميل يعتمد على جانبين أساسيين، هما: الموهبة.. وفنيات الكتابة.. أما الموهبة فتتعلق بالوراثة، ولا شأن لنا بها، وليس لنا هنا أن نتدخل فيها.

أمَّا ما لنا شأن به، وما يمكن أن نتحدث عنه هو تلك الفنيات المتعلقة بعملية الكتابة ذاتها؛ فتلك الفنيات تخضع للتعلم والتدرب، وبالتالي فإن الخط الرديء يمكن أن يتحسن ويصير خطًّا مقبولًا ومقروءًا، ولن يجد من يقرؤه أية صعوبة في قراءته وفهم ما يدل عليه.

عليك ـ عزيزي ولي الأمر ـ أن تدرك جيدًا أن الحروف عبارة عن أشكال هندسية؛ خطوط ومربعات ودوائر أو شبه دوائر ومثلثات، ونحو ذلك من أشكال.. ولا شك أن الطفل الصغير إذا ما أمسك بقلم أو بفُرشاة ألوان ووُضعت أمامه أوراق – فسوف يستحدث الكثير من تلك الأشكال الهندسية التي تعتبر النواة الأولى للكتابة.

من هنا، فإن التدريب على الكتابة يجب أن يبدأ مع بداية قدرة الطفل على الإمساك بالقلم أو الفرشاة من دون التقيد بأصول الإمساك بالقلم؛ فيمكن توفير أقلام الألوان أمامه ومجموعة من الأوراق البيضاء، ثم يُترك على سَجيَّتِه فيستخدم الأقلام بألوانها المتباينة على الأوراق؛ فيرى ويستمتع بما يستطيع استحداثه من أشكال وخطوط قد نراها نحن الكبار عبثًا، ولكنَّها قمة الفن والإبداع في نظر ذلك الصغير.

عزيزي ولي الأمر، إن هذه المرحلة العشوائية مفيدة جدًّا للطفل من حيث تقوية عضلات الكتابة لديه.. دع عنك أن اكتساب التآزرات الحركية العضلية يتم في هذه المرحلة أيضًا، ويُخطئ من يبخل على طفله بهذه المتعة خوفًا من إفساد الأقلام والأوراق، أو خشية أن يلوث يديه.

إن حرمان الطفل في هذه المرحلة، والبدء معه في سن الحضانة بالكتابة مباشرةً لا يتيح له التدرب عليها بطريقة جيدة.. ولعلنا نزعم أن القفز إلى الكتابة مباشرة دون المرور بهذه المرحلة التمهيدية العشوائية يعدُّ من عوامل سوء الخط، ونقص التآزر العضلي بين أدق العضلات بأصابع يده، إلا أنه يمكن علاج هذه الفجوة بالنسبة لمن فاتته هذه الفرصة التدريبية؛ ذلك بممارسة بعض التدريبات الرياضية التي تقوى عضلات الأصابع.. كما أن للخط صلة وطيدة بالإملاء؛ إذ إن الإملاء ما هو إلا كتابة الحروف بشكل صحيح، والخط جمالها.. ولا نخفي أن الخط الجميل يترك أثرًا جميلًا لدى القارئ، كما ينمِّى لدى الأبناء العادات الحسنة؛ كالنظافة؛ وحب النظام؛ والترتيب؛ والانتباه؛ والصبر؛ والمثابرة.

Youssef Zennoun (5)

  إن الخط متمم لـ(الإملاء)؛ ففي الثاني تدريبٌ على الكتابة الصحيحة، والخط يجمِّلها ويحسِّنها.. ولتجويد الخط ننصحك ـــعزيزي ولي الأمر ـــ بأن:

  • تختار النماذج من العبارات السهلة التي يفهمها الأبناء، ولا يجدون صعوبةً في كتابتها، واطلب منهم تقليد الخط ومُحاكاته وَفْقَ النموذج المقدم لهم.
  • تعلِّمَهم طريقة الجلوس الصحيحة عند الكتابة.
  • تنوِّعَ نماذج الخط المقدمة لهم، وتقومَ بشرحها، وترشدَهم.
  • تنتهز وقت تعليمهم الخط في غرس العادات الحسنة في نفوسهم؛ كالنظام؛ والنظافة؛ وطريقة إمساك القلم.
  • تتركَ لهم الحرية في الكتابة ولا تحدد وقتًا؛ فلكل منهم سرعته الخاصة.
  • لا داعي للتكرار الزائد على الحد للنموذج الواحد؛ حتى لا تشعرهم بالملل.
  • تقوم بتحفيزهم من خلال عرض نماذج من خطوطهم في لوحة تعلَّق، أو تقدِّم لهم بعض الجوائز التشجيعية الرمزية.

هذا بالنسبة للخط.. أمَّا الإملاء فسنسدي إليك بعض النصائح لزيادة دافعية أبنائك نحوه:

  • عدم توبيخهم إذا ما أخطأوا.
  • تحديد ما وقعوا فيه من أخطاء بدقة.
  • مساعدتهم على تصويب هذه الأخطاء، ومتابعتهم بصفة مستمرة.

عند اختيار قطعة “الإملاء” يجب مراعاة ما يلي:

  • أن تكون مشوِّقةً لهم؛ بما تحويه من معلومات طريفة.
  • أن تكون متصلةً بحياتهم العملية، وتتلاءم مع مستواهم العقلي.
  • أن تكون مفرداتها وأساليبها سهلة مفهومة.
  • أن تكون مناسبةً لهم من حيث الطول والقصر.
  • لا مانع من اختيارها من موضوعات القراءة المقررة عليهم.