المؤلف:
موقع الأوائل التعليمي

انتشر جنون لعبة الهولا هوب في الولايات المتحدة الأميركية عام 1958. والهولا هوب عبارة عن حلقة مدورة مصنوعة من البلاستيك، تُدار حول الخصر بتحريك الوركين. كانت الكميات التي تصل إلى محال الألعاب. في تلك الفترة، تنفذ بسرعة، إذ ابتاع الأميركيون خلال ستة أشهر حوالي 20 مليون قطعة من تلك اللعبة بسعر دولارين للقطعة الواحدة، ما خلق للأطباء مهمة معالجة العديد من الصغار والكبار، من إصابات الظهر والرقبة الناتجة عن ممارسة تلك اللعبة.

ليست لعبة الهولا هوب والأضرار الجسدية الناجمة عنها أمورا حديثة العهد إذ يرجع تاريخ نشوء تلك اللعبة إلى عدة قرون خلت. فقد صنع أطفال مصر القديمة، ومن بعدهم أطفال اليونان والرومان، حلقات تلك اللعبة من عيدان الكرمة المجففة المقشرة، ووضعوها حول حصورهم وحركوها بتحريك الوركين. أما حضارات جنوب أميركا فقد صنعت حلقات تلك اللعبة من نبات قصب السكر.

يؤكد مؤرخو ألعاب الأطفال، انتشار اللعبة في بريطانيا أثناء العهد الأدواري في القرن الرابع عشر، فكان الأطفال الكبار يديرون حلقات اللعبة حول خصورهم (مصنوعة من الخشب أو المعدن اللين). عالج الأطباء آنذاك عدة حالات من تفكك العظام التي ولدتها تلك اللعبة العنيفة، واقترحوا تحذيرا يقول "إن هذه اللعبة قاتلة" وآخر "اقتلوا تلك اللعبة".

لم تكن لتسمية هولا علاقة باللعبة إلا بحلول القرن الثامن عشر. حيث عرفت رقصة الهولا من بين رقصات جزر الهاواي التهريجية الأثارية التي كانت تؤدي جلوسا أو وقوفا بتحويج الوركين (رقصة دينية في أصلها لتشيج الخصب ولتشريف الآلهة وللترفيع من قيمة رئيس القبيلة). كان غرض تلك الرقصة إثاريا بدليل عري صدور الراقصات والتنانير القصيرة، واقتصار الراقصين على ما يسير عوراتهم من لباس، ما عمل على حفز المرسلين الانكليز لمقاومة آثارها الإثارية، فشجعوا الرجال على رفضها، وحرضوا النساء المحليات لإبدال تنانيرهن القصيرة بأخرى طويلة مصنوعة من نبات الهولوكوس. اوحت حركة وركي راقص الهولا بفكرة اسم "الهولا" للعبة.

تشارلز ياباني