المقدمة
يعتبر التعليم أحد المجالات التي تأثرت بالتقنيات الحديثة، و التي لطالما استفادت من مختلف أشكال التطور، فعندما ظهرت خطوط السكك الحديدية ظهر مفهوم التعلم عن بعد Distance learning لحل المصاعب التي تواجه بعض الناس في الحضور للجامعات وإتاحة الفرصة لهم للتعلم عن طريق التراسل. أما اليوم، فشبكة الإنترنت تعتبر الوسيط بين المتعلمين والمؤسسات التربوية، حيث قادت التطورات المتلاحقة إلى بروز أشكال جديدة لم تكن معروفة مُسبقاً. إن الابتكارات تحدث بصورة مستمرة وسريعة في العالم الرقمي، لدرجة أن الجامعات تكافح من أجل تلبية المتطلبات التي يحتاجها المتعلمون اليوم، الذين لديهم الإمكانية للوصول إلى مقدار هائل من المعلومات (Mukerjee, 2014). وبما أن المتعلمين يحصلون على معلومات كثيرة ومتنوعة في مختلف مجالات الحياة، فإنهم يتوقعون الحصول على نفس المقدار من تلك المعلومات في مجال التعليم (Prensky, 2005) فالمتعلمون من الجيل الحالي يفضلون التعلم في البيئات النشطة والتعاونية، ومعرفة تفضيلات المتعلمين يساعد في تحقيق أفضل النتائج.
التطور التاريخي
في نهاية القرن العشرين ظهرت دراسات أيدت الاتجاهات الإيجابية نحو المحاضرات المسجلة عن طريق الفيديو، كونها تعطي نفس نتائج المحاضرات التقليدية (Cohen, Ebeling, & Kulik, 1981)، ثم قدم جي ويسلي بيكر (J. Wesley Backer) ورقته البحثية (قلب نظام الفصل الدراسي باستخدام أدوات إدارة المقرر الدراسي عبر الشبكة) عام 2000 في المؤتمر الدولي الحادي عشر حول التدريس والتعليم (Baker, 2000). ثم توالت الدراسات وتطرقت لإيجابية الواجبات الإلكترونية، كما هو حال الواجبات الورقية وأنها تعطي نفس النتائج (Bonham, Deardorff, & Beichner, 2003) وأعقب ذلك المزيد من الدراسات التي أكدت عدم وجود فروق جوهرية بين الدروس التي يقدمها المعلمون مباشرة وبين الدروس المقدمة عن طريق الحاسب (VanLehn, 2011).
ويمكن اعتبار قيام معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2011 بإتاحة جميع مواده التي يقوم بتدريسها في كل البرامج بصورة مجانية عبر الإنترنت فيما تم تسميته Open Courseware OCW “MIT OpenCourseWare” 2016 أنه البداية الحقيقية لتوجه جديد ستعقبه مبادرات أخرى مماثلة، فقد أتاح معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جميع مواده بصورة مجانية عبر الإنترنت في الوقت الذي يدفع فيه الطالب تكاليف دراسية تقارب 24 ألف دولار في العام الدراسي الواحد (“Tuition and Fees 2016-2017,” 2016).
و على مدى السنوات التالية استمرت المبادرات بالظهور بشكل متوازٍ مع ظهور عدد من الأدوات المجانية، والتي تعتمد في نجاحها على الاستفادة من بيانات المستخدمين ومعرفة اتجاهاتهم وتحليلها لقراءة سوق التقنية، وفي نفس الوقت الانتفاع بالإعلانات المجانية التي تظهر على بعض أو كل صفحاتها، وفي مطلع 2005 تم الإعلان بصورة رسمية عن إطلاق موقع يوتيوب YouTube وهو موقع لتداول الفيديوهات عبر الإنترنت، فقد كان تداول الفيديوهات بين المستخدمين عبر الإنترنت يتسم بالصعوبة نظراً لحجم تلك الملفات وحاجتها لبرامج خاصة للتشغيل، بالإضافة إلى أن عرض الفيديوهات على صفحات الشبكة لم يكن أمراً متاحاً في ذلك الوقت وهذا يفسر الانتشار السريع الذي حظي به الموقع حيث يتجاوز عدد الحسابات المسجلة في الموقع حسب إحصائيات الموقع نفسه أكثر من 1 مليار مستخدم (“YouTube Statistics,” 2016).
وبعد ذلك بعام واحد أعلن سلمان خان Salman Khan تأسيسه لأكاديمية خان وهي مكتبة تحتوي على أكثر من 32000 ملف فيديو و 35000 تدريبا، وهدفها تقديم التعليم لأي شخص في أي مكان وبصورة مجانية. وتأثُّراً بتلك الجهود، قام البروفسور Sebastian Thrun و البروفسور Andrew Ng من جامعة ستانفورد، في عام 2011، بإتاحة مقرراتهما عبر شبكة الإنترنت، حيث سجل في مقرر الذكاء الاصطناعي أكثر من 160 ألف طالب، وفي وقت لاحق ترك البروفسور Sebastian Thrun الجامعة، وقام بتأسيس المنصة التعليمية Udacity، ثم قامت، بعد ذلك، جامعتي بنسلفانيا ومتشجن بالانضمام إلى هذه الدروس المجانية عبر الإنترنت، وقاموا بنشر بعض المقررات بصورة مجانية لمن يريد الحصول عليها. أما معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فقد دخل في مشروع بقيمة 60 مليون دولار مع جامعة هارفرد لتطوير المحتوى المجاني الذي يتم نشره عبر شبكة الإنترنت. (Bishop & Verleger, 2013)
و في العام 2012 علق رئيس جامعة لندن المفتوحة Martin Beann على هذه التطورات ووصفها بأنها موجة قادت في تطور سريع 18 جامعة من أفضل جامعات أمريكا لتقديم مقررات عن طريق المنصات التعليمية أو باستخدام أنظمة إدارة التعلم. (Interview with Martin Bean, Vice-Chancellor The Open University, 2012)
أنواع أنظمة إدارة التعلم
توجد ثلاثة أشكال من هذه الأنظمة، تتشارك في بعض الصفات والمميزات ويوجد لدى بعضها صفات مميزة قد تجعلها مناسبة لاحتياجات المستخدمين أكثر من النوعين الآخرين، واحدة من تلك الميزات المهمة هي القدرة على التعامل مع الكائنات التعليمية القابلة لإعادة الاستخدام Reusable Learning Objects والتي يشار لها اختصاراً RLO، وقبل مناقشة الأشكال الثلاثة سيكون من المفيد استعراض هذا المفهوم بصورة سريعة ليساعدنا على فهم الأفكار التالية بصورة أفضل.
الكائنات التعليمية القابلة لإعادة الاستخدام Reusable Learning Objects
يعتبر هذا المفهوم من المفاهيم الحديثة المتصلة بموضوع التصميم التعليمي Instructional Design. ظهر في أواخر القرن العشرين وهو يشير إلى الأجزاء التي يمكن نقلها وإعادة استخدامها من أي دروس يتم تقديمها بصورة رقمية، بحيث يمكن استخدامها مرة أخرى كجزء من أي عملية تعليمية يتم الإعداد لها لاحقاً، مما يغني عن إنشاء كائنات جديدة في كل مرة ويسهل إنشاء الدروس ويخفض تكلفتها ويرفع من كفاءتها.
إن الدرس الذي يُقدم بصورة رقمية يمكن تقسيم محتوياته إلى قطع صغيرة chunkss قد تكون صُورا أو ملفات فيديو أو ما شابه، وتسمى في هذه الحالة كائنات Objects يتم تخزينها في مستودع رقمي Repository بحيث يستطيع المستخدم البحث عنها أثناء تصميمه لأي محتوى جديد ويقوم بإعادة استخدامها مباشرة لتحقيق هدف المحتوى الجديد دون الحاجة لتصميم كائنات جديدة (Wiley, 2000).
شكل يوضح طريقة الاستفادة من الكائنات التعليمية (Santally,2005)
1- أنظمة إدارة المحتوى CMS
هي اختصار لعبارة Content Management System وهي تطبيقات ويب Web Application تعطي القدرة لمستخدم أو أكثر (بصلاحيات يمكن التحكم فيها) على إدارة محتوى موقع على شبكة الإنترنت دون أن يمتلك بالضرورة خبرة في برمجة الموقع، ويقصد بالإدارة إنشاء، تعديل، نشر، أرشفة، محتويات موقع على شبكة الإنترنت.
و لتوضيح الصورة أكثر، فإن سبب استخدام أنظمة إدارة المحتوى هو قدرة مجموعة من المستخدمين على إدارة أجزاء مختلفة لموقع واحد على شبكة الإنترنت، مع القدرة على التحكم في صلاحية وصول كل مستخدم للجزء المخصص له. (Kohan, 2017)
وتحتوي أنظمة إدارة المحتوى على مستودعات Repository يتم تخزين الكائنات Objects فيها لإعادة استخدامها مرة أخرى، فهي تدعم إنشاء الكائنات لإعادة استخدامها أكثر من مرة لتسهيل إدارة المحتوى على شبكة الإنترنت (Irlbeck & Mowat, 2007). وجدير بالذكر أن أنظمة إدارة المحتوى في صورتها التقليدية في بداياتها كانت على علاقة بالناشرين والبوابات الإلكترونية والوكالات الإخبارية، بحيث تهتم هذه الأنظمة بإنشاء المحتوى وترتيبه وتنظيمه (Ninoriya, Chawan, Meshram, & VJTI, 2011).
لكن جونز يرى (Jones, 20011) بأن أنظمة إدارة المحتوى لا تناسب الأغراض التعليمية، لأنها مصممة أساساً لنقل المعلومات وإدارتها وتخزينها واستعادتها مرة أخرى، فهي تركز على إنشاء المحتوى بينما البيئة التعليمية الإلكترونية تحتاج إلى نظام معقد يستطيع تتبع المتعلم ومعرفة ماذا أنجز بدلاً من التركيز فقط على المحتوى.
تفصيل طريقة عمل أنظمة إدارة المحتوى (Robertson, J. 2003).
شكل توضيحي لطريقة عمل أنظمة إدارة المحتوى (Irlbeck & Mowat, 2007)
في بعض الأحيان يتم الخلط بين مفهومي أنظمة إدارة المحتوى Content Management System وأنظمة إدارة المقررات Course Management System. وهكذا يوضح (Collis & Strijker, 2001) الفرق بين المصطلحين، ويشير إلى أن أنظمة إدارة المقررات أكثر تطوراً من أنظمة إدارة المحتوى لأنها تشمل توصيل المحتوى ورصد نشاطات المتعلمين والعمل التعاوني بين المتعلمين ووجود التغذية الراجعة والاختبارات وملفات الإنجاز، في الوقت الذي تركز فيه أنظمة إدارة المحتوى على إنشاء المحتوى بصورة يتم فيها تخزين المعلومات على شكل كائنات يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى.
وفي أحيان أخرى تتم الإشارة إلى أدوات تأليف المحتوى Content-authoring toolss ضمن هذا النوع، وهي أدوات عبارة عن برامج Software تستخدم لإنتاج وسائط متعددة ليتم نشرها عبر الويب أو هيئة ملفات كمبيوتر، مثل الفلاش Flash والباوربوينت. (Epignosis, 2014)
أمثلة عن أنظمة إدارة المحتوى
معظم أنظمة إدارة المحتوى مجانية، لكن بعضها يطلب رسوما بسيطة مقابل إتاحة المزيد من المميزات وفيما يلي قائمة بأمثلة على أنظمة إدارة المحتوى (“CMS Definition,” 2017):
– WordPress – Joomla – Drupal – Weebly – Wix – Blogger – ExpressionEngine – TextPattern – Radiant CMS – Cushy CMS – SilverStripe – Alfresco – TYPOlight – WebGUI – eZ Platform – MODX – concrete5 – Composr – Magentoo –
2- أنظمة إدارة التعلم LMS
هي اختصار لعبارة Learning Management System، وهو عبارة عن نظام رقمي مصمم خصيصاً لإدارة مقررات إلكترونية وإتاحة عمل تعاوني بين المعلم والمتعلم، حيث يدير هذا النظام كل هذه الجوانب من خلال أتمتةٍ Automation لعمليات إدارة التعلم، وتشمل العمليات عرض جدول المواد الدراسية وتسجيل الطلاب وطباعة تقارير لتقويم مخرجات العملية التعليمية وقائمة بأسماء الطلاب وإدارة عملية إدخال درجات الطلاب وطباعة الشهادات وعرض نتائج الاختبارات، فهو نظام يساعد على إدارة العملية التعليمية. ويمكن القول باختصار، أن أنظمة إدارة التعلم تقوم بإيصال المحتوى Content إلى المتعلمين دون امتلاكها أدوات تأليف المحتوى Authoring Tools، وبهذا الشكل فإن نظام إدارة التعلم ليس نظاماً مختصاً بإنشاء المحتوى وتطويره (Ninoriya et al., 2011).
شكل توضيحي لأنظمة إدارة التعلم (Irlbeck & Mowat, 2007)
3- أنظمة إدارة المحتوى التعليمي LCMS
هو اختصار لعبارة Learning and Content Management System، وتمنح هذه الأنظمة المستخدمين القدرة على إنشاء وتعديل وتخزين وإدارة وإعادة استخدام المحتوى التعليمي بشكل أكثر فاعلية، ويكون ذلك بإنشاء مستودع Repository يحوي العناصر التعليمية Learning Object الخاصة بالمحتوى، بحيث يسهل التحكم فيها وتجميعها وتوزيعها وإعادة استخدامها بما يناسب عناصر العملية التعليمية.
إن أنظمة إدارة المحتوى التعليمي LCMS تجمع بين أنظمة إدارة المحتوى CMS وأنظمة إدارة التعلم LMS، ويمكن القول في هذه المرحلة أن نظام إدارة المحتوى التعليمي أصبح نظاماً متكاملاً لإدارة العملية التعليمية، ويشير الشكل التالي إلى عملية التكامل بين كلا النظامين ليقدما الشكل الجديد وهو نظام إدارة المحتوى التعليمي (CMS+LMS=LCMS).
شكل توضيحي لنموذج الدمج بين أنظمة إدارة التعلم وأنظمة إدارة المحتوى التعليمي (Ninoriya et al., 2011)
إن نظام إدارة المحتوى CMS يركز على إنشاء المحتوى فقط ولا يركز على إدارته، بينما يركز نظام إدارة التعلم LMS على إدارة العملية التعليمية دون التركيز على المحتوى، بينما تجمع أنظمة إدارة المحتوى التعليمي LCMS إنشاء المحتوى وإدارته في نفس الوقت وبالتالي فهي تجمع بين مميزات النظامين.
شكل توضيحي لطريقة عمل أنظمة إدارة المحتوى التعليمي (Irlbeck & Mowat, 2007)
إن بعض أنظمة إدارة المحتوى التعليمي LCMS أصبحت تعطي الحرية للمستفيدين بأن يختاروا بعض المميزات ويتركوا أخرى، حسب احتياجاتهم، مما يعني أن شكل هذه الأنظمة يمكن أن يتغير من أنظمة إدارة محتوى تعليمي LCMS إلى أنظمة إدارة محتوى LMS، وحسب (Srimathi, 2010) فإن أنظمة إدارة المحتوى التعليمي LCMS ليست سوى شكلٍ متطورٍ من أشكال أنظمة إدارة المحتوى LMS وأشار كل من (Sejzi & Arisa, 2013) إلى أن المؤسسة التي تمتلك عددا كبيرا من المقررات والطلاب ربما تكون بحاجة إلى أنظمة إدارة المحتوى التعليمي أكثر من أنظمة إدارة التعلم.
ما الذي تديره أنظمة إدارة التعلم (LMS)؟
تُمكننا هذه الأنظمة من:
– إدارة المستخدمين: Manage users مدير- معلم- طالب- أخرى.
– إدارة المادة التعليمية: management of educational material.
– إدارة الاتصال: Connection management التواصل بين المعلم والمتعلم.
– إدارة الأنشطة: Management activities الواجبات- الاختبارات القصيرة.
(“Management systems, e-learning,” 20144)
ميزات أنظمة إدارة التعلم الإلكتروني LMS
تتنوع أنظمة إدارة التعلم و تختلف مميزاتها، لكنها تتشارك بعض المميزات العامة التي يمكن حصرها، وهي كالتالي:
1- واجهة رسومية GUI Graphical User Interface
معظم أنظمة إدارة التعلم توجد بها واجهة رسومية، تسهل التعامل معها من خلال وجود الأزرار والصور والقوائم مع قدرة المتعلم على تغيير بعض هذه الخصائص مثل لون الواجهة.
2- التسجيل Enrollment
يمكن أن تتيح هذه الأنظمة للطلاب التسجيل في المقررات ومتابعة تفاصيل سير المقررات الدراسية، وفي بعض الأحيان قد يتطلب ذلك من الطلاب أن يقوموا بدفع رسوم دراسية إذا كانت هذه الأنظمة تقدم مقررات غير مجانية.
3- التخصيص Customization
تتيح هذه الخاصية التحكم في طريقة عمل واجهة نظام إدارة التعلم مثل تغيير اللغة، أو تغيير الطريقة التي يتم بها تنبيه المستخدم لوجود مشاركات جديدة أو تلقي رسالة خاصة أو بريد إلكتروني، وهذه الخاصية مهمة لأن المستخدمين المتعددين لهم تفضيلات مختلفة.
4- المساعدة في إنشاء المحتوى وتوصيله Help with content creation
إن نظام إدارة التعلم الجيد هو الذي يوفر واجهةً سهلة الاستخدام، مع وجود أمثلة أو طرق لشرح كيفية تحميل الملفات والصور أو إعطاء اختبارات للمتعلمين مع تعدد خيارات توصيل المحتوى للمتعلم.
5- الجدولة وإدارة المحتوى Scheduling and Content Management
وتعني جدولة المقرر على الأسابيع الدراسية وتحديد مواعيد تسليم الواجبات أو الاختبارات أو الأنشطة.
6- التواصل Communication
يمكن أن تدعم هذه الأنظمة عملية التواصل بين المعلم والمتعلم، من خلال القدرة على إرسال رسالة لجميع الطلاب أو بعضهم، وإرسال مُجدولٍ للرسائل الإلكترونية، وهذا سيكون مفيد جداً لتذكير الطلاب بمواعيد الاختبارات مثلا. ويمكن أن يتواصل الطلاب فيما بينهم أو مع المعلم عن طريق غرفة للدردشة Chat Room أو منتديات النقاش Discussion Forums وبناء على ذلك يمكن تقسيم الاتصال إلى متزامن (مباشر) synchronous وغير متزامن (غير مباشر) asynchronous.
7- الفصول الافتراضية Virtual Classroom
يمكن أن تحتوي هذه الأنظمة على فصول افتراضية عبر الإنترنت، ويمكن أن تسمح للمعلم بإرسال دعوات للطلاب حتى ينضموا للفصل الافتراضي.
8- دعم شبكات التواصل الاجتماعية Social Networking
يمكن لهذه الأنظمة أن تكون متكاملة مع شبكات التواصل الاجتماعي، مثل القدرة على مشاركة محتوى من داخل هذه الأنظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك Facebook أو تويتر Twitter.
9- التقارير Reports
يمكن أن تحتوي هذه الأنظمة على مجموعة من التقارير التي تتعلق بالطلاب ودرجاتهم والمقررات الدراسية ودرجات الاختبار بحيث يمكن تصديرها على شكل ملفات Excel أو Pdf أو عرضها على شكل رسوم بيانية Charts ما يسهل فهمها.
10- الاختبارات Testing
إن القدرة على اختبار الطلاب عن طريق أنظمة إدارة التعلم هو أمر مهم ومكمل للعملية التعليمية. وتساعد هذه الأنظمة المعلمين على تقديم أشكالٍ متعددة من الاختبارات، وقد توفر هذه الأنظمة نماذج جاهزة للاختبارات توفر الوقت (Epignosis, 2014).
11- الشهادات Certification
يمكن أن تدعم هذه الأنظمة طباعة الشهادات الخاصة بالمتعلمين (سواء كانوا طلابا أو موظفي شركات) أو طباعة السجل المهاري أو عدد النقاط المكتسبة من قبل الموظف في الشركة والتي تعكس عدد الدورات التي حصل عليها.
12- التعلم النقال Mobile learning
بدأ العديد من مزودي أنظمة إدارة التعلم بإضافة ميزات تدعم استخدام هذه الأنظمة عن طريق الهواتف الذكية، بحيث تعمل هذه الأنظمة بطريقة تتناسب مع طبيعة الجهاز المستخدم. ولهذا نجد أن بعض الصفحات حين تصفحها من الإنترنت تعرض على المستخدم الذهاب إلى نسخة المحمول Mobile Friendly بحيث يكون عرضها أكثر ملاءمة للأجهزة المتنقلة.
13- استخدامها كأداة للتعلم المدمج Blended Learning
يمكن استخدام هذه الأنظمة لإدارة المقررات الدراسية من خلال إتاحة بعضها عبر شبكة الإنترنت أونلاين Online جنباً إلى جنب مع التعلم وجهاً لوجه Face-to-Face، وهو ما يسمى بالتعلم المدمج أو المخلوط أو الهجين.(McIntosh, 2014)
14- التلعيب Gamification
بعض أنظمة التعلم تعطي القدرة على استخدام عناصر اللعب (النقاط- الأوسمة- المستويات- التحديات- التنافس) في بناء الحوافز والمكافآت لموقف تعليمي، مما يجعل الطلاب أكثر اندماجاً مع العملية التعليمية ويرفع من مستوى الدافعية، فعلى سبيل المثال تمنح بعض الأنظمة أوسمة للطلاب حينما يقومون بإنجاز مهمة معينة (Soni, 2016).
معايير تصنيف أنظمة إدارة التعلم LMS
1- الفئة المستهدفة
إن أنظمة إدارة التعلم بمختلف أشكالها توجد بينها صفات مشتركة كثيرة، و على الرغم من ذلك فإن هذه الأنظمة يمكن تقسيمها بناء على الفئة المستهدفة، فكما سيأتي لاحقاً، تستثمر الشركات مئات الملايين في إقامة دورات تدريبية لموظفيها ولهذا توجد أنظمة إدارة تعلم تقدم نفسها كأنظمة تستهدف موظفي الشركات بالدرجة الأولى وتسمى Corporate Learning Management System ومن أمثلة هذه الأنظمة 24X7learning و 4system بينما تقدم أنظمة إدارة تعلم أخرى نفسها كأنظمة للطلاب ومنها Google Classroom و Microsoft Classroommm ويمكن التفريق بين النوعين من خلال الطريقة التي يتم بها تقييم المستهدفين أو طباعة شهاداتهم أو إعطاء نسبة لإنجاز المقرر بما يخدم الأهداف التي تضعها المؤسسات التعليمية أو الشركات.
2- تكلفة الاستخدام وطبيعة المصدر
هناك أنظمة مجانية ولا يترتب على استخدامها دفع أي مبالغ مالية، وهي إما أنظمة مفتوحة المصدر Open Source ما يعني أن الجهة المستخدمة للنظام تستطيع التعديل في النصوص البرمجية بالطريقة التي تناسب احتياجاتها إذا كانت تملك مبرمجين متخصصين، ومن أمثلة هذا النوع من الأنظمة مثل Moodle و ATutor و Canvas. أما النوع المجاني الآخر فهو مغلق المصدر Closed Source وفي هذه الحالة لا تستطيع المؤسسة التعديل عليه، وإنما استخدامه كما قامت الشركة الأم بتصميمه مثل Edmodo و EasyClass، بينما هناك أنظمة تجارية Commerciall يتطلب استخدامها دفع مبالغ مالية، وتختلف هذه المبالغ من نظام إلى آخر ومن أمثلتها (Blackboard- Desire2Learn-Docebooo).
3- طريقة التركيب
يمكن أن تختار المؤسسة التي ترغب باستخدام نظام إدارة التعلم بين تركيب النظام على أجهزتها الخاصة بحيث تكون مسؤولة عن عملية الصيانة والتطوير وتنسيق خيارات النظام بما يناسب احتياجاتها ويضمن لها أن تكون معلوماتها الخاصة مخزنة داخلياً، وفي هذه الحالة إما أن تقوم بتركيب نظام مجاني (قد يكون مفتوح المصدر وقد يكون مغلق المصدر) أو قد تستخدم برنامجا تجاريا وفي هذه الحالة على المؤسسة أن تدفع فقط رخصة شراء البرنامج والتي يتم تجديدها كل فترة معينة (سنة مثلاً) وتتحمل هي عملية الصيانة والتحديث وربط النظام بالشبكة الداخلية لها وبشبكة الإنترنت على حسب احتياجاتها وهذه الأنظمة تسمى Install LMS وتسمى كذلك in-house أو deployed solution أو Internal System. أما إذا كانت تريد أن يكون نظام إدارة التعلم بأكمله على شبكة الإنترنت ومسؤولية حمايته وصيانته من ضمن مسؤوليات الشركة التي تبيعه، فإنك في هذه الحالة ستتحمل تكلفة شراء رُخصة البرنامج، بالإضافة إلى تحمل تكلفة الصيانة والحماية كما أن المعلومات و الملفات ستكون موجودة على شبكة الإنترنت، وفي هذه الحالة لن تستطيع المؤسسة أن تغير من إعدادات النظام إلا عن طريق الشركة الأم وتسمى Web-Based LMS وتسمى كذلك cloud-based LMS أو Cloud-hosted LMS أو Software as a Service SaaS، ويعد هذا الخيار أكثر تكلفة من الخيار السابق. (“What are the different types of learning management systems?,” 2017)
4- الجاهزية
بعض أنظمة إدارة التعلم تكون جاهزة ومعروضة للاستخدام، بينما قد تطلب بعض المؤسسات أو الشركات تصميم نظام إدارة تعلم خاص بها لا يستطيع استخدامه غير الموظفين التابعين لها ويكون قادرا على تلبية احتياجاتها التي قد لا تستطيع الأنظمة الأخرى توفيرها.
5- دعم معايير SCORM
يشير هذا المعيار إلى الاختصار التالي Shareable Content Object Reference Model وهي تعني نموذج مشاركة المحتوى والكائنات، وهو واحد من عدة معايير قياسية للتعلم الإلكتروني تتم من خلالها محاولة صياغة مرجعية لصناعة محتوى الويب ومن مميزاتها تجزئة المحتوى الرقمي إلى مكوناته الأصلية وجعلها قابلة للتشارك Gonzalez-Barbone & Anido-Rifon, 2010، لهذا فإن دعم أنظمة التعلم لهذا المعيار يجعلها قادرة على التواصل مع بعضها البعض، بحيث يمكن نقل أي دورة تدريبية من نظام إدارة تعلم معين إلى نظام آخر من خلال دعم كلا النظامين لهذه المعايير أو إعادة استخدام نفس المحتوى مرة أخرى على نفس النظام، ما تزال هذه المعايير بمثابة إرشادات ولم ترقى للتعميم والاعتماد ومن المعايير الأخرى (AICC- xAPI- cmi5) (Blackmon, 2015).
أمثلة على أنظمة إدارة التعلم
ومنها:
- Blackboard – Moodle – Edmodo – Schoology – aTutor – Canvas – Desire2Learn
- Google Classroom – Microsoft classroom – SuccessFactors -SkillSoft
- WizIQ Inc – Cornerstone – Instructure – TOPYX – Brightspace – Cypher Learning
- Latitude Learning – Edsby – Litmos – Collaborize Classroom – DigitalChalk
- Docebo – eFront – Educadium
أمثلة على أنظمة إدارة تعلم عربية
– نظام جسور JUSUR
في عام 2007 قام المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الجامعة الماليزية المفتوحة بتقديم نظام إدارة التعلم (جسور) بهدف إمداد أعضاء هيئة التدريس والطلاب في التعليم العالي بالتقنيات الحديثة في التعليم واستخدام بيئة إلكترونية تفاعلية (Al-Khalifa, 2010).
– نظام تدارس Tadarus
تم تطويره من قبل شركة حرف لتقنية المعلومات و يستخدم نظام تدارس في العديد من المؤسسات التعليمية مثل عمادة التعليم عن بعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والهيئة العامة لتحفيظ القرآن الكريم، المقرأة الإلكترونية العالمية.
مستقبل أنظمة إدارة التعلم
نشر موقع markets and markets دراسة تبين أن حجم الأموال التي تم استثمارها في أنظمة إدارة التعلم بنهاية عام 2016م بلغت 5.22 مليار دولار، متوقعاً أن تستمر الوتيرة السريعة لنمو سوق أنظمة إدارة التعلم لتبلغ 15.72 مليار دولار بحلول العام 2021م بسبب التغير المتسارع والمستمر للتكنولوجيا في حياتنا اليومية (“Learning Management System Market “, 2016) ويشير موقع mindflash إلى أنه يوجد أكثر من 600 نظام لإدارة التعلم يمكن شراؤها عن طريق شبكة الإنترنت بمواصفات متعددة.
مما سبق ذكره، نجد بأن هناك مستقبلا واعدا لأنظمة إدارة التعلم، لا سيما أن هذه الأنظمة لم تعد تقتصر على مجال التعليم فقط، بل إن المجال التعليمي يشكل جزءا بسيطا من الاهتمام بأنظمة إدارة التعلم، حيث أصبحت الشركات تركز على تدريب موظفيها وهم في أماكن العمل دون الحاجة لتحمل تكاليف تدريبهم خارج مقر الشركة، وهذا ما حول سوق أنظمة إدارة التعلم إلى سوق واعدٍ بسبب ضخ الشركات لمليارات الدولارات في هذا المجال، مما شجع على قيام سوق لهذا الأنظمة تلبي الاحتياجات المتزايدة.
خاتمة
إن أنظمة إدارة المحتوى CMS وأنظمة إدارة التعلم LMS وأنظمة إدارة المحتوى التعليمي LCMS يمكن أن تصبح حلولا مناسبةً للمتعلمين والمتدربين، حسب طبيعة الموقف التعليمي وطريقة المؤسسة في تقديم تلك المحتويات واستراتيجيتها في التعليم أو التدريب، ومن خلال القدرة على التمييز بين الخصائص المختلفة للأنظمة الثلاثة السابقة والتعرف على وظائف كل نظام يمكن اختيار النظام المناسب، وهي مهمة يتم إسنادها في العادة لمتخصصين يقومون بدراسة هذه الاحتياجات لتوفير الحلول المناسبة.
المصدر : موقع تعليم جديد