ابنى يملُّ سريعًا حين المذاكرة، ولايستطيع أن يجلس لفترة طويلة. أكبر مدة تصِل إلى ربع أو ثلث ساعة فى مادة واحدة وهي math؛ لأنه يحبها. عمره 11 عاماً ويدرس في الصف الخامس. فكَّرت أخرجه من مدرسته التجريبية وأدخله مدرسة حكومية يتم دراسة كل المواد باللغة العربية.
بالرغم من أن لديه ذكاءً في فهم الآخرين إلا أنه يكره الدراسة بالشكل النظري، ولا يستطيع التحصيل منها الا ببطء شديد. نرجو منكم الإفادة كيف أجلسه للمذاكرة وأدفعه لها؟ فهو لا يرغب إلا بالجلوس على النت. وجزاكم الله خيرا.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الأخت السائلة:
أشكرك كل الشكر لثقتك بموقعنا، وكتابتك إلينا وأشكر لك اهتمامك بابنك ومتابعتك له، واعلمي أن حالة ابنك تعتبر حالة طبيعية نوعاً ما؛ لأن عزوفه ليس عن دراسة جميع المواد بالمجمل وإنما عن المواد النظرية فقط، وبالتالي يمكن إرجاعها لأحد الأسباب التالية:
- الفروق الفردية بين الأطفال من حيث المواد التي يحبونها ( نظرية أم عملية )، وكذلك في طريقة التعلم والتحصيل.
- اختلاف أساليب التدريس لدى المعلمين، ومحبة طفلك لمعلم مادة لتميزه في العطاء والأسلوب فيحبب التلاميذ بمادته، والعكس صحيح.
- المداومة على استخدام النت، والادمان عليه.
- وجود مشكلة بالنظر.
لذا أنصحك بما يلي:
- إجراء فحص النظر للتأكد من سلامة القدرة البصرية لدى الطفل.
- مراجعة المدرسة، والتأكد من قدرات مدرسي المواد النظرية وأساليب تدريسهم.
- زيادة التواصل مع طفلك، ومعرفة أسباب عزوفه عن بعض المواد بعد إشعاره بالأمان واحترامك لحريته في القرار.
- التعرف على نمط ابنك الشخصي، وسبل تأثره بالعالم الخارجي، والمواد التي يرغب بتعلمها وتحبيبه بالمواد الأخرى باتباع أساليب ممتعة ومشوقة.
- وضع أوقات محددة لاستخدام النت، وعدم إطلاق ذلك بدون ضوابط، ومراقبة طريقة استخدامه له لما للاستخدام الخاطئ وغير المنضبط للنت من آثار سلبية في المستقبل.
- أن تكوني ووالده البديل الآمن والمسلي لاستخدام النت بزيادة التواصل معه، واصطحابه في نزهات جماعية لأماكن يحبها، واستخدام الأسلوب القصصي في التوجيه.
- تشجيعه على المطالعة بتوفير القصص التاريخية، والأدبية التي تلهب الخيال والابداع.
- عدم اللجوء إلى تغيير مدرسته؛ لأنَّ الحل ليس بذلك وخطورة انعكاسه على نفسيته وسلوكه في المستقبل بسبب تغيير البيئة والأصدقاء.
- عدم إكراهه على المذاكرة لفترات طويلة مباشرة، وإنما التدرج في ذلك باستخدام سياسة العصا والجزرة.
أسأل الله أن يقر عينك بولدك، ويلهمه رشده، وأن ينفع به الأمة.