" جلس المهندس عمران مع ابنه رائد في احد المطاعم، وطلب لنفسه وجبة منسف، وطلب ابنُه بيتزا بالجبنة ، وتناول كل منهما ما يحب ، وحينما عادا للبيت لمناقشة التخصص الأنسب لرائد الذي يحلم أن يكون مبرمجا حسم المهندس عمران الأمر بقوله " أنا مهندس ورائد لازم يطلع مهندس " ...
يهتم الأب والأم بمستقبل ابنهما أكثر من اهتمامهم بأنفسهم حبا وحنانا وطمعا في تحقيق أفضل مستقبل له ، ولذا يختار الأب التخصص الذي يضمن لابنه الوظيفة الأكثر استقرارا والأعلى دخلا، ومحافظة على ما حققه الأب من إنجازات؛ لذا يتوجه الأب غالبا لاختيار تخصصه الشخصي لابنه متجاوزا اختلاف القدرات والميول والرغبات بين الأبناء والآباء ، وهذا ما قد يُدخل الابنَ في دوامة الحيرة بين الرغبة الشخصية وخبرة الأب، وفي نهاية المطاف إما أن يغير الطالب تخصصه بعد سنة أو سنتين ، أو يبقى حبيس تخصصه يدرسه ويتخرج منه دون أن يبدع فيه ويشعر بلحظة متعة وتميز بذلك التخصص .
عزيزي الطالب : نصيحة الأب والأم هامة جدا وهما صناع للقرار يقدمون المعلومة و يساعدون في تحديد البدائل ولكن القرار النهائي يقع على عاتقك أنت .
إن كنت ترغب بالتخصص بوظيفة أحد والديك فتلك نعمة وفرصة للاستفادة البالغة من والديك ، ولكن إن اختلفت رغبتك عن رغبتهما، فالحل الوحيد هو الحوار والإفصاح بصراحة عن رغباتك وطموحاتك، وأنك تملك خطة لحياتك المستقبلية ، والإشارة لأهمية ما يقولانه ومدى حرصهما على مستقبلك، لكنك أنت نفسك تستطيع أن تختار الطريق الأنسب لمسارك المستقبلي ، ويمكنك الاستعانة بأحد الثقاة لدعمك في قرارك أمام والديك والتنصّل من الوقوع في مناكفة أو مشاحنة ، والحوار مع والديك يجب أن يبقى داخل إطار الاحترام و البر والتوقير .
رشة ملح :
والداك أكثر خبرة بالحياة العملية منك ، ولكنك أكثر خبرة بنفسك ورغباتها وميولها ولذلك أنت مثلا تختار وجبتك في المطعم حسب الـ (taste) وليس كما يريده والدك (copy baste )
بقلم حسام عواد
كتاب : رشة ملح في اختيار التخصص الجامعي