يتزامن العصر الحديث لعلم الصيدلة في القرن السادس عشر مع بدء الإكتشافات الكبرى في الكييماء. فقد أزاح فهم كيفية اتحاد الكيميائيات لإتيان تأثير معين في الجسم على نحو مفاجئ الكثير من الشكوك والعادات العلاجية السحرية من حقل علم الأدوية. وأضافت طباعة أول موسوعة دوائية حديثة في عام 1545 في ألمانيا، بما ضمّته من مئات الأدوية والكيميائيات العلاجية مع وصفات محددة ودقيقة لتحضيرها، علامة مميزة للتزامن العصري المذكور. وضعت الموسوعة تلك حدا لتباين نسب الوصفات بين صيدلاني وآخر. ولقد ترجمت في سويسرا وإيطاليا وبريطانيا.
استغرق دحض المعتقدات القّبْلية بالحقائق العملية قرونا عدة على الرغم من انطلاقة الدواء في أطر علمية. فاستمر الأطباء لجهلهم بالعوامل الممرضة من فيروسات وبكتيريا. في تصور المسببات الشيطانية. وبقيت الفعالية العلاجية للمركبات الكييمائية الجيدية تدور في إطار التجربة والخطأ. ولم يقوَ أي طبيب أن يحدد لماذا، أو كيف أجرى علاجه في شفاء هذا المرض أو ذاك لدى هذا المرض دون ذاك. فلقد تم ابتكار العديد من محتويات خزانة الأدوية بأسلوب التحربة والخطأ. ولقد عرفت العديد من الأدوية الحديثة بطريق الصدفة على الرغم من معرفتنا الراهنة بتعقيد الأمراض والكيمياء الحيوية لجسم الإنسان وذروة التطور التي بلغها العلم الصيدلاني.