كيف تتخلص من التشتت ؟ كيف تزيد تركيز الدراسي ..؟ كيف تتجاوز عملية السرحان في الدراسة ؟
التركيز والدراسة ؟
على الطالب أن يتأكد ان خلال الساعة الدراسية ؛ يدرس بشكل مركز ؛ فهنالك فرق بين حمل الكتاب وبين دراسته ، وكذلك فرق بين النظر للكتاب بالعين وبين مطالعته بتدبر وفهم .
ان الساعة الدراسية المقصودة هي التي تمرّ بسرعة ؛ فلا يشعر الطالب بالوقت ؛ أما ان كان يسمع صوت تحرك عقارب الساعة ويمر الوقت بطيئا عليه فهذا يدل على تململ الطالب ، وانشغاله بأمرٍ ما ؛ وهنا فقط ادعو الطالب لأخذ استراحة ما ثم العودة بنفسية جديدة للدراسة ؛ وستجد فصلاً مخصصاً للتحفيز في الصفحات التالية .
كان مصطفى حينما يدرس مادة نظرية ؛ يتعمد ان يقوم بتلوين الحروف التي تتضمن دوائر كحرف الواو والفاء والميم وغيرها ..فجعلها علامة على عدم تركيزه ، وفيما يلي بعض السلوكيات التي تدل على سرحان الطالب وفقدان تركيزه :
. النظر في مكان واحد ثابت في غرفته ..
. التركيز بصوت محدد ( صوت عقرب الساعة ، محرك الثلاجة ، حوار عائلي ، ...)
. مراقبة شيء ما من خلال نافذة الغرفة
. تتبع الشقوق في الجدران
. قراءة معلومات وتفاصيل منتج مثل المنشورة على دفتر أو قلم وغير ذلك
. رسم القلوب والنجوم والوجوه أو التدرب على توقيع معين
. قراءة اسماء مؤلفي الكتاب
. محاولة اغماض العين أوتمثيل وضعية النوم
. استخدام الموبايل /الجوال أو أي جهاز الكتروني ( يفترض الا يتواجد بمكان الدراسة )
هل مررت بتجارب مماثلة ؛ اذن عليك وقتها الا تستغرق في الانغماس بتلك الحالة ؛ فالوقت ثمين ؛ وأنت بأمس الحاجة له ؛ حاول أن تركز من جديد ، ان لم تستطع حاول من جديد ، فالتركيز مهارة عليك تعلمها لتستطيع الدراسة بفعالية ، لا تيأس بسهولة ، ولا تستسلم ، وهنالك عدد كبير من تدريبات زيادة التركيز يمكنك الاستعانة بها :
اذا كنت اساساً مشغولاً بحركة عقرب الساعة ؛ فحاول هذه المرة أن تتعمد أن تركز به ؛ لمدة دقيقة بحيث لا ينشغل فكرك بأمر آخر ؛ ستجد نفسك الآن تحاول التفكير بأمر آخر ، درب نفسك مرة أخرى حتى ترفع مستواك بالتركيز . اذن أنت لا تركز في عقرب الساعة لأنه عامل مشتت ؛ بل لأن عقلك يحاول الهروب من مهمة الدراسة لمهمة أخرى أقل جهداً ؛ وفي الوقت الذي حولت النظر لعقرب الساعة لمهمة مقصودة وأصبحت تأخذ منك جهدا في التركيز سيعاود عقلك البحث عن شيء آخر لا يتطلب جهدا ً ، فالتركيز متعب والنفس تبحث عن الراحة ، اذن ما أريد قوله : يجب أن تفهم أنه من الطبيعي أن يبحث عقلك عن بدائل اكثر راحة من الدراسة ، وهنا فقط عليك أمرين : أن تنتبه لنفسك وتحافظ على تركيزك ، وأن تدرب نفسك دائما على زيادة مهارة التركيز . خبر عاجل : هل تعلم أن مهارة التركيز ستنمو معك مع استمرارك في الدراسة .
من الأمور التي مكن من خلالها زيادة التركيز أن يستخدم الطالب حواساً أكثر ؛ فبدلا من القراءة الصامتة يقرأ بصوت مسموع ؛ أو الكتابة ؛ وقد يضطر أن يستخدم اسلوب الشرح لدمية أو حقيبته المدرسية ؛ فبدلا من الوقوف على عتبة الدراسة على الطالب أن يدخل عميقا في أجواء الدراسة ، ومن البديهي أن الطالب حينما يجلس في مكان يتأثر به ؛ فمكان هادئ سيساعد على التركيز والعكس صحيح .
التركيز يتأثر كذلك بالحالة النفسية أو المزاجية للطالب ؛ وهنا فقط أنصح بعدم الدراسة التي ترافقها مشاعر الجوع أو النعاس أو الإعياء ؛ ولذا على الطالب أن يلبي حاجته مسبقاً بالشكل الأنسب ثم يقبل على الدراسة ؛ وكذلك لا يمكن أن يحدث التركيز بوجود أجهزة موبايل/جوال أو أجهزة الألعاب الالكترونية وغيرها التي ستبقى تشغل الطالب أثناء الدراسة ؛ ولذا اقفالها أو تركها خارج الغرفة سيكون أمرا جيداً .
سعاد اتفقت مع زميلتها منى ؛ على حل الاسئلة الرياضية مع بعضهما البعض من خلال ارسال الإجابات عن طريق تطبيق الواتسب ؛ كانت الأسئلة عديدة ولكن بعد حل السؤال الثالث ؛ تطرقوا لأمور خارج الدرس واستمرت المحادثة بينهم ساعات دون ان ينتبهوا للوقت ؛ وهكذا لم يستطيعوا حل واجباتهم المفروضة عليهما
أحيانا نلجأ للتقنية للحصول على مساعدة ما ؛ والنفس تحب ذلك وتشجعه ؛ لأنها تعلم – باللاوعي- انها قرينة التسلية والترفيه ، ولذا سرعان ما نبدأ باستخدام تطبيق ما بشكل مفيد ما نلبث أن ننشغل بأمور أخرى ؛ ولذا لا انصح باستخدام تطبيقات الموبايل الا في حالات استثنائية .
أنا مقتنع تماما أن وجود مؤثرات صوتية (محببة أو منفرة) تقلل عملية التركيز ؛ الا انني قابلت طلبة كانوا يتعمدون سماع مقاطع اثناء الدراسة ؛ فالطالب علي كان يستمع طوال الوقت لموسيقى مفضلة لديه ، والطالبة جهاد كانت تستمع دائما للقرآن الكريم ، مع وجود استثناءات تفوقت رغم وجود اصوات في مكان الدراسة الا أنني انصح بعدم الانصات لشيء سوى لصوت عقلك وهو يذاكر مواده الدراسية . بقلم حسام عواد