يعتبر التعليم من اهم طرق بناء مجتمعات مُنتجه واقتصاد ناجح قوي، وهو عنوان للاستقرار الاجتماعي. لذلك يهتم المواطنون بالاردن بالتعليم اهتماماً كبيراً وتتحمل بعض الأسر ظروفاً مادية صعبة مقابل أن تضمن التعليم لابنائها. نعم في الاردن هناك ايمان عميق بأهمية التعليم ووعي كامل بأن التعليم هو ضمان لمستقبل آمن مزدهر.
عندما نتحدث عن تطوير واصلاح التعليم نقصد بذلك الوصول الى نظام تعليمي يضمن للمتعلمين اكتساب المهارات والقدرات التي تمكنهم من مواجهة الحياة العملية والتفاعل معها، بالإضافة الى اتقان طرق التحليل وحفز التفكير والخلق ودعم التحول نحو الريادة، وان تكون مخرجات النظام من المتعلمين قادرةً على التفاعل مع العالم والارتباط به والوصول نحو مستوى عالٍ من العالمية.
ولقد اجتهد المسؤولون في التخطيط الاستراتيجي للتعليم من خلال وضع خطط ورؤية للانظمة التعليمية ، فرؤية وزارة التربية والتعليم هي توفير منظومات من الموارد البشرية ذات قدرات تنافسية وثيقة الصلة بحاجات المجتمع الراهنة والمستقبلية، تملك قدرة على الاستجابة للتنمية الاقتصادية المستدامة. اضافة الى المهارة في تحفيز الفئات المتعلمة لتُكون مستقبلاً مخرجات وقوى عمل فاعلة.
أما رؤية وزارة التعليم العالي فهي تعليم عال متميز عالمياً. وكلا القطاعين سواء التربية أوالتعليم العالي يطمحان الى تعزيز قيم العدالة والشفافية والمساءلة وتبني الريادة والابداع من خلال تشاركية الانظمة التعليمية مع القطاع الخاص.
الرؤية جميلة والامال والطموح مُبشرة ومنها يجب أن تنطلق الخطط الاستراتيجية وأن تصاغ الاهداف ، ثم يتم تشكيلها في برامج عمل حقيقية قابلة للتطبيق مرتبطة بفترات زمنية ، على أن لا تهمل هذه البرامج التطور السريع الحاصل في العالم من حولنا فالعالم قرية صغيرة وطرق التفاعل والتواصل والتنسيق والتعاون متاحة.
واهم المعايير العالمية أن انطلاق النظام التعليمي يبدأ من المعطيات المادية للصف التعليمي ومدى توفر غرف صفية عالية الجودة مجهزة بالتكنولوجيا الحديثة وببيئة داعمة ومحفزة للمتعلمين وانطلاقاً نحو الخطط والمناهج ونوعية العلوم التي سيتم تدريسها ومدى توافقها مع التطور التكنولوجي والعلمي الحديث في مختلف مستوياته، واكتمالاً بتوفير فرق واعضاء تدريس ذوي كفاءة عالية ورغبة حقيقة في نشر العلم والمعرفة. وعادة كلما تحسنت بيئة الغرفة الصفية وكلما زاد الإقبال على استخدام التكنولوجيا وكلما اسرعنا الابحار في المعايير العالمية لإصلاح وتطوير التعليم كلما ضمنا لطريق تطوير واصلاح التعليم النجاح.
أن فكرة اصلاح التعليم ليست معجزة. لجان عدة نسمع عنها لغايات اصلاح التعليم لكن لم نرَ حتى الآن اي تطوير حقيقي مؤثر. وللأسف نحن نعرف النظرية ولكن لا تطبيق حقيقياً فاعل. كم هائل من التجارب والخبرات والابحاث والمقالات الاجنبية متوفر تعرض برامج في مجال اصلاح وتطوير التعليم ، ما هو المانع من الاستفادة منها والعمل بها وادراج مضمونها في الخطط الجديدة.لا فائدة ترجى من اعادة صياغة الرؤية والرسالة دون خطط وبرامج عمل حقيقية.
يا اصحاب رؤية تعليم عال متميز عالمياً، اعكسوا ذلك في البرامج والانظمة والتعليمات ،اعيدوا الثقة بالتعليم المحلي فالاردن من اوائل الدول العربية المتميزة في قطاع التعليم والتي نهضت بكم كبير من الجامعات الرسمية والخاصة، ولكن للاسف مهما اجتهد الخريجون بالعمل والنشر في مجلات اجنبية عالمية معتمدة او شاركوا في مؤتمرات عالمية ، أوحصلوا على عضوية مؤسسات عالمية مهمة في مجال البحث العلمي والدراسات مجرد أن الشهادة وبالذات الدكتوراة من جامعة محلية سيجعل فرصهم ضيئلة والراتب وفرص الترقية اقل. قد يكرم ابداعك عالمياً دون أن يحصل ذلك محلياً.متى نملك ايماناً عميقاً بأن العمل في مجال التعليم قائم على الاستمرار في البحث والقراءة وتطوير القدرات والمهارات والتجدد وليس معتمد على مكان صدور الشهادة. للإسف جميع التعليمات محبطة لكل خلق او ابداع.
نطمح الى نظام تعليمي اردني عالمي ذي كفاءة عالية يُمكنًنا من الايمان بالفرص المتساوية بين خريجي الجامعات الاردنية والغربية، نطمح نحو تنشيط الترجمة وتحويل العلوم الاجنبية من مختلف اللغات الى اللغة العربية كما فعل الغرب سابقاً في ايام مجد وازدهار العلوم العربية وعلماء العرب. نطمح للوصول الى تعليمات تُمكن وتحافظ على الثقة بقطاع التعليم الاردني بمختلف مستوياته.
ونبقى نؤكد على اهمية الاستمرارية في التعلم اينما كان الفرد حيث ربطت شبكات الاعمال المتعلمين والخبراء في مختلف انحاء العالم. فالوصول الى افضل مستوى تعليمي بات سهلاً ومتوفراً لان المعلومة والمعرفة قربتها التكنولوجيا فإذا اتقنا استخدامها سيتم تطوير التعليم ومستوى المتعلمين وتحقيق العالمية في التعليم دون الحاجة الى الانتقال بعيداً."الرأي
د.اسمهان ماجد
أوائل-توجيهي أردني