وما أن يلحق الطفل بالمدرسة حتى تنهال عليه المطالب التي تتعلق بإنجاز المهام والتحكم في السلوك. بالنسبة إلى الأطفال الذين تنمو مهاراتهم النفيذية بالقدر المتوقع ، فإنهم يبدؤون التفكير في حل المشكلات بأسلوب أكثر مرونة رغم أنهم يستمرون في التركيز إلى حد ما على كل ما يرتبط "بالزمان والمكان الحاليين". وفي أثناء المرحلة الابتدائية ، يبدي الطلاب تطورا ثابتا في مهاراهم التخطيطية والتنظيمية ومهارات مراقبة النفس كما يصبحون أكثر كفاءة في إنجاز مهامهم. تستمر الذاكرة العاملة أيضا – أي القدرة على الاحفاظ بالمعلومات داخل العقل لفترة قصيرة – في النمو. لذلك فمن المعقول أن نتوقع من الطلاب في الصفين الثاني والثالث الابتدائيين أن يستطيعوا اتباع الإرشادات المكونة من خطوتين أو ثلاث والاستمرار في الركيز داخل الفصول لفترات طويلة نسبيا. أما طلاب الصفين الرابع والخامس ، فإنهم قادرون على أن يبلوا بلاءً حسنا فيما يتعلق بتنظيم دفاترهم ومقاعدهم وخزائنهم رغم أنهم قد يظلون بحاجة إلى تذكير آبائهم ومدرسيهم لهم و"مابعهم".
وعندما يبلغ الطفل الحادية عشرة أو الثانية عشرة ، فإنه يتمكن من إدارة روتين حياته اليومي في المنزل والمدرسة. وابتداء من سن العاشرة فصاعدا ، تلعب مهاراته التنفيذية الأكثر تعقيدا دورا أكبر ، فتساعده على التحكم في سلوكه وإجادة المهارات الأساسية لإدارة المهام ، والتي كانت قد نمت إليه في مراحل عمرية مبكرة. تتضمن تلك المهارات إدارة الوقت ، وترتيب المهام الأكثر تعقيدا ترتيبا متسلسلا ، ومتابعة كميات كبيرة من المعلومات في آن واحد ، وتحديد الأهداف ، وتنظيم المهام. وتزداد كفاءة الطفل في مراقبة سلوكه وتعديل اتجاهاته عندما لا تكلل أولى محاولاته لتنفيذ مهمة ما بالنجاح.
بالتزامن مع التكشف الطبيعي لعمليات النمو ، قد يحاج الأطفال وإن كانوا يتمتعون بمسوى معقول من المهارات التنفيذية إلى بعض المساعدة كي يتعلموا كيفية إدارة المطالب المتزايدة لمرحلة التعليم الإعدادي.
خلال المرحلة الثانوية ، يحدث النمو في صورة صقل لمهارات الخطيط والتنظيم المسقبل. وبالنسبة إلى معظم الطلاب ، يصبح أداء الأعمال الي كانت تتطلب مجهودا كبيرا فيما سبق أسرع وأكثر تلقائية ، كما أنهم يفكرون بأسلوب أكثر مرونة ، ويستطيعون إدارة واجباتهم الأكاديمية الأكثر إلحاحا.