يمكننا التوافق على تدريس مناهج مقيمة دولياُ وتحظى برضا خبراء التريبة والتعليم ؛ إلا أن الامر لا يعني أننا استطعنا أداء واجبنا تجاه طلبتنا ؛ فالمناهج الإبداعية لا تعني شيئاً في ظل غياب معلم مؤهل ؛ و في ظل وجود آليات تقييم تقليدية ؛ فالمعلم المؤهل الذي يملك كتاباً مدرسيا يتضمن مواضيع حديثة ومنتقاة قد يستطيع إنتاج حصة حصفية تتحقق فيها معايير التربية والتعليم المعتمدة ؛ ونشاهد طلبة يستمتعون أثناء التعلم الذي يتناسب وأعمارهم وتتحقق النتاجات المرجوة ؛ إلا أن تلك المفاهيم والقيم والانطباعات قد تتشتت حينما نطالب الطلبة بالعودة لبيوتهم والاستعداد لامتحان دراسي يبنى على اسئلة تقيس مهارات الحفظ والتذكر ؛ فيتم صياغة امتحان يختبر الطلبة في تفاصيل التفاصيل من المادة العلمية الموجودة بين ثنايا الاسطر .... هكذا سيتعامل الطلبة من الكتاب المدرسي وكأنه كتاب نصوص ؛ وسيتم حفظ المعلومة حفظاُ دون اعادة فهمها أو تذكر الشرح الجميل الذي قدمه المعلم ؛ لأن عملية التصحيح بهكذا اختبارات تتم بناء على اجابة نموذجية ولا تقيس مدى فهم الطالب .
نعم لا يكن تطوير التعليم بمعزل عن تطوير أدوات القياس والتقويم ؛ وتحديد طريقة تقييم تكمل أداء المنظومة التعليمية ولا تعيقها أو تضيع اثارها الإيجابية .