المؤلف:
موقع الأوائل التعليمي

حين عاد الأب من عمله مساء، استغرب ابنه الصغير مستقيظا حتى ساعة متأخرة في الليل، كما استغرب عدم ركضه فرحا لاحتضانه وتقبيله ، ولما اقترب منه وحده منكبا على دفتر الواجب البيتي يكتب الواجب للمرة العاشرة، كما لاحظ أن الكتابة غير جيدة، فلم يكتب الطفل على السطر بترتيب، فمرة فوق السطر وأخرى تحت السطر، مما جعل الخط غير واضح ابدا لأن النعاس والحاجة إلى النوم جعلته يفتح عينه بصعوبة، وهنا طلب الأب إلى الأم أن تصطحب الصغير إلى الفراش. وبدأ يكتب هو الواجب بعد أن مزق الأوراق الأخيرة وكتبها هو محاولا أن تبدو كتابته طفل صغير كي يحظى برضى المعلم.

يبالغ بعض المعلمين في مقدار الواجبات البيتية بهدف التقوية مما يؤدي إلى ارهاق التلاميذ ويدفع أولياء الأمور إلى المساهمة في حلها بدلا من الأبناء. بعضهم يبالغ في الواجبات البيتية للعقاب فبدلا من ضرب الطالب فإن المعلم يحمله واجبا ثقيلا يؤديه بالمنزل، وهذا الأمر أخطر من الهدف الأول - التقوية - لأنه سيجعل العلم كريها للتلميذ بسبب استخدامه أداة عقاب وليس ثواب.

كما أن الواجبات الكثيرة تؤدي إلى اهمال المعلم لواجبه في الصف اعتماده على مساعدة الأهل، فهو يعلم أن التلميذ لا يستطيع إتيانها بصورة صحيحة وحده.

كذلك فإن كثرتها لمجموعة طلاب معاقبين لسبب ما تجعل المعلم يمر على تصحيحها مرور الكرام، وحين يكتشف ، وحين يكتشف التلميذ عدم التصحيح أو يتم التصحيح دون اكتراث حينذاك تفقد الواجبات البيتية أهميتها عند التلميذ وعند ولي الأمر. يقول (بوستمان) 1962 - إن المبالغة في التعلم إذا تجاوزها حدا معينا فقد تقود إلى عكس المقصود منها. ففي الحالات التي تتم فيها المبالغة في التعلم إلى درجة الإفراط تؤدي إلى تناقص مردود التعلم والاحتفاظ به في الذاكرة.

والمقصود بالمبالغة في التعلم : هو التعلم الذي يحصل إلى حد يفوق مستوى التعلم السابق، أو نوع من الإجراءات الإضافية التي تستهدف ضمان الاحتفاظ الجيد وترسيخه. فإذا كان الطالب يحتاج إلى عشر محاولات لحفظ قصيدة شعرية حفظا جيدا، ويبقى يستمر في محاولاته بعد حفظها ستكون المحاولات الإضافية هدرا للوقت وجهدا ضائعا.

مي شُبّر