لقد غيرت مدارسة الأولاد، ورغم الحماس الظاهري، لا يمكنك أن تتجاهلي المخاوف التي يشعرون بها وإن لم يعبروا عنها.
ستلاحظين في أول الأمر حالة من الإحباط، إنهم لا يرغبون بالذهاب إلى المدرسة، يشعرون أنهم غرباء فيها، وربما تنزل علاماتهم الدراسية في أول الأمر حتى وإن كانوا طلاباً مجتهدين، فهم يشعرون أول الأمر بالإقصاء والخجل والحنين إلى مدرستهم السابقة والخوف من ارتكاب الخطأ.
ما يحدث أن الآباء يقررون الانتقال إلى حي جديد أو مدينة جديدة، بينما يعيش أبنائهم حالة الفقدان والحزن الشديد على المكان القديم، ولا ينتبه لهم أحد، بحجة أنهم أطفال وسرعان ما يتأقلموا.
لذلك هناك عدة خطوات قبل نقل الطفل من مدرسة إلى أخرى، وهذه أهمها
# إذا كان هناك شيء يحدث في المنزل، مثل حالة طلاق أو وفاة أو تغير في مكان العمل، فعليك أن تخبري المدرسة الجديدة بظروف الانتقال لكي يأخذوها بعين الاعتبار ويراعوا حساسية الطفل. التقي بمعلمة الطفل أو معلماته، وحدثيهم قليلاً عن شخصيته، وعن المواد التي يبرع فيها وتلك التي يحتاج إلى مساعدة. أطلبي من معلمته السابقة التي كان يفضلها في المدرسة أن تتواصل معه أول الأمر وأن تشجعه على المضي قدماً وبتفوق في الدراسة.
# إياك أن تفترضي من عندك أن الطفل بخير ولن يؤثر عليه الأمر. المراهقون خصوصاً يعتقدون أن بإمكانهم السيطرة على مشاعرهم ويتحاشون مصارحة الكبار، وهذا يسبب جروحاً نفسية ليس لديهم قدرة على التعامل معها. عليك الحديث بصراحة عن مخاوفك أنت لكي يفتح لك الطفل قلبه، قولي له ما تشعرين بسبب التغيرات والانتقال وافتقاد المكان القديم، ثم اسأليه ماذا يشعر واتركيه يتحدث عن نفسه. استدرجيه بالأسئلة دون إزعاج. ثم أكدي على اللحظة التي يجب أن يحس بها أنه محمي وأن ثمة من يراعيه أينما كان وفي أي مدرسة.
# إبقي متيقظة لأي تغيرات، كأن يصبح مزاجيا فجأة أو يعاني اضطرابات النوم أو أن يمرض كثيراً ويطلب إجازة من المدرسة. أو ربما أصبح يعاني فجأة من المذاكرة ولا يستطيع أن يكوّن صداقة مع أقرانه بسرعة. هذه الأعراض في الشهرين الأولين طبيعية، أما بعد ذلك فيلزمك زيارة المدرسة وطلب استشارة من المرشدة والمعلمات لمعرفة إن كان هناك مشاكل فيها. ربما يساعدك أحد من طرف العائلة، شخص قريب من الطفل كالجد أو الجدة أو العمة ...إلخ
# وفري شبكة حماية، وهذه الشبكة تتمثل في مدرسته السابقة من أصدقاء وفي الحي القديم من جيران وفي زيارة الأقارب الذين يحب طفلك قضاء الوقت معهم. أشعريه أنه ليس مبتوراً عن عالمه القديم، عالمه الذي يحب، وأن بإمكانه الاحتفاظ بصداقات وعلاقات طيبة، قومي بدعوة أهل أصدقائه القدامى وخذيه إلى المدرسة مع هدية صغيرة لمعلمته أو لصفه القديم، ولا تتركيه يشعر بالحرمان من أشخاص كان يطمئن إليهم ويقضي معهم نصف وقته كل يوم.
# الأطفال ليسوا راشدين صغيري القامة، المقصود ألا تتعاملي معهم على فرض أنهم سيجدون طريقة للتواؤم مع الوسط الجديد ولإيجاد طرق للتفاعل مع المحيط، عليك ان تساعدي الطفل، أن تعطيه أدوات جديدة للانسجام مع الآخرين، قومي بدعوة أطفال من صفه إلى حفلة، أو خذي لهم أنت كيكة أعددتها بنفسك، وبعضة هدايا صغيرة. اقترحي يوماً تقرأين لهم قصة فيه، طفلك سيشعر بالفخر أنك محبوبة من الأطفال الآخرين. المراهق قصة أخرى، ساعديه في الظهور بأحسن مظهر، وفري له فرصة دعوة من يحب من الصف إلى البيت.''الرأي
أوائل-توجيهي أردني