من يتأمل قواعد تناول الطعام وآلات المطبخ وآلات الحرفيين وأزرار أغلب الأجهزة الكهربائية وحتى المقص يبدو له لوهلة أن العالم لم يُخلق للعسر.
ومعروف منذ القدم أن حياة العسر ليست بالسهل في هذا العالم، ففي بعض الثقافات يُنظر إليهم بنوع من السلبية. وهذا ما دفع ربما بتخصيص الثالث عشر من آب من كل عام يوماً عالميا للعسر، الذين تبلغ نسبتهم من 10 إلى 15 بالمئة من سكان العالم.
ورغم أن من السهل على العسر أن يصافحوا الآخرين باليد اليمنى، لكن العزف بآلة كمان أو استخدام أدوات جراحية غير مخصصة للعسر على سبيل المثال، يمكن أن يقود إلى كارثة. وعلى الرغم من نظرة بعض الثقافات بنوع من السلبية إلى العسر فإنهم يتمتعون ببعض المزايا عن غيرهم:
· أثبتت الأبحاث العلمية أن أول أثار لأشخاص عُسر تعود إلى مليون عام، حيث كشفت التنقيبات الأثرية عن أسلحة وأدوات كان يستخدمها أشخاص عسر.
· يوجد العسر في كل الثقافات، ونسبة الرجل فيهم أكثر من النساء. ولم تتوصل الأبحاث حتى اليوم لأسباب اعتماد أشخاص آخرين على يدهم اليسرى بشكل رئيس، وآخرون على اليمنى.
· يُنظر في بعض الثقافات إلى أن استخدام اليد اليسرى لا يعد من المزايا الحميدة.
· حتى ستينات القرن الماضي كان استخدام اليد اليسرى يعد في أوروبا مزية سلبية، تعبر عن النقص. وحتى اللغات مازالت تحمل سمات هذه النزعة، ففي الانجليزية مثلاً لمفردة right معنيان "صح" و"يمين". ولذلك كانت توضع برامج للأطفال العسر من أجل تقليل اعتمادهم على اليد اليسرى في الأكل والكتابة مثلا.
· لكن التربويين اليوم يؤكدون أن مثل هذه البرامج يمكن أن تؤثر على تركيز الأطفال وتتسبب في مشاكل نفسية.
· استخدام اليد اليسرى أو الأَعْسَرِيِّة ينتقل بالوراثة، فإذا كان أحد الوالدين –الأم بشكل خاص – أعسراً، فإن الطفل يصبح أعسراً هو الآخر.
· يُولد أغلب العسر في الربيع أو بدايات الصيف، ويمكن أن يكون لأشعة الشمس أو معدل الفيتامينات دور في ذلك، كما يقول الأطباء.
· يوجد الكثير من العسر بين المشهورين في الرياضات التي تتطلب جهداً بدنياً كبيراً، وبشكل خاص في الرياضات التنافسية كالتنس وكرة الطاولة والمبارزة والملاكمة والجودو.
· الكثير من العلماء يتحدثون عن ثمة رابط بين العسر والإبداع، فالكثير من العسر حققوا شهرة أكبر في الفنون والكتابة والعلوم، مثل ألبرت آينشتاين وتشارلي تشابلين وبابلو بيكاسو وجيمي هيندركس، وفي السياسة باراك أوباما وجون ماكين مثلاً.
· لكن على الرغم من ذلك فإن العسر يشكلون نسبة قليلة بين سكان العالم.
· يعيش العسر حياة أكثر خطورة مقارنة بغيرهم، إذ توضح الدراسات أنهم أكثر عرضة للحوادث.
(DW)
أوائل-توجيهي أردني.