بينت البحوث التربوية أن لدى التلاميذ الذين يشاركون في النشاطات المدرسية اللامنهجية تقديراً أعلى للذات ممن لا يشاركون فيها. وإن كان لذلك من معنى، فإن لهذه النشاطات أهمية تساوي أو تتفوق في القيمة على النشاطات المنهجية، وأن المدرسة الجيدة هي التي توفر لكل تلميذ/ة فيها فرصته/ا للمشاركة: مرة كقائد، ومرة كتابع، ولا تقصرها على فئة منهم هم عادة ابن/ة المدير/ة والمعلمين والعائلات وذوي النفوذ. كما بينت البحوث أن التسرب من المدارس الأصغر حجماً تلميذياً، أقل من التسرب من المدارس الأكبر؛ وأن مشكلات المناخ المدرسي في الأخيرة تزيد وتمتد عنها في المدارس الأصغر. وأن النظام (Order) مشكلة أساسية في المدارس الكبيرة، وأن التلاميذ في المدارس الصغيرة يشعرون بضغط أكبر عليهم للمشاركة وتحقيق النجاح من الضغط على تلاميذ المدارس الكبيرة. ويؤدي الضغط العالي الذاتي للمشاركة في النشاطات إلى جانب النجاح فيها، إلى ارتفاع درجة تقدير الذات عند التلميذ/ة. وتقدير الذات (Self-Esteem) يشير إلى قيمة الطفل/ المرء لنفسه في نظره. أما فكرة الطفل/ المرء عن نفسه (Self Concept) فتشير إلى تلك المعتقدات المجتمعة لديه عن نفسه. وهما موضوعان كبيران من موضوعات علم النفس وعلم الاجتماع، لهما تأثيرهما الكبير على التعلم والتعليم. المتغيرات الأربعة التي تنبئ عن تقدير التلميذ لذاته هي: العلامة، والصحة، ومجمل مستوى الحياة الأسرية، ومدى مشاركته في النشاطات المدرسية. وقد تبين أن لعمل التلميذ/ة أثناء الدراسة المدرسية تأثيرا سلبيا على تقديره للذات، وإيجابيا عليه إذا كان العمل في العطل المدرسية، ولجميع الأعمار. *** إن فرص التلاميذ في أي مستوى مدرسي لأن يصبحوا أكثر كفاءة أكاديمياً/ معرفياً يقررها أمران: 1. المحتوى/ المنهاج، والمهارات التي تُعلم 2. طريقة تعليمها، بخاصة إبان فترة المراهقة المبكرة حين يبدأ التلاميذ في تكوين اتجاهات طويلة المدى في حياتهم نحو المدرسة والتعليم. وتعتمد هذه الاتجاهات على خصائص المدرسة، مثل الحجم، ومؤهلات المعلمين/ المعلمات وقيمهم ومراحل التعليم فيها، ومعدل عدد التلاميذ للمعلم، وغرفة الصف، وخصائص أسرهم، ونمط مجتمعهم. **** تقدم الكتب المدرسية الحدود الدنيا للمنهاج المقرر. ومن ذلك أن كثيرا من المدارس في الغرب توفر حصة خاصة بالنشاط خارج المنهاج تحت عنوان "موضوعات خاصة أو مختلفة" (Special Topics)، يختار التلاميذ والمعلمون والمعلمات بها في كل مرة الموضوع الذي يرغبون التحدث فيه أو مناقشته، مثل مهارات الدراسة، أو الحياة الأسرية، أو عمل الرسوم المتحركة، أو السوق المالي. *** قلما تجد مدرسة لا تعلم الطباعة لتلاميذها (Typing)، أو ما صار يسمى مهارة استخدام لوحة الكمبيوتر (Keyboard) أو أبجدية الكمبيوتر. وتتكون هذه المهارة من ثلاثين ساعة صفية من التدريب والتمرين، وإلا ظل مستخدِم الكمبيوتر، والهاتف الخلوي، يلمس أو يضغط بإصبع واحد ليكتب، ما يجعل المهرة يسبقونه في الزمان ويتغلبون عليه بالأداء أو الامتحان. كان يقال وحتى عهد قريب، إن البقاء للأصلح أو للأقوى، إلى أن جاء آلفن توفلر ليعلن أن البقاء في هذا العصر للأسرع. *** يملك التلميذ (المراهق)، أولا، نوعين من الموارد اللذين يتوقف عليهما نموه النفسي وكفاءته الاجتماعية: 1. الحوافز الشخصية/ الذاتية المتكونة لديه. 2. الموارد البيئية، وتشمل الأبوين أو الأسرة/ البيت، والرفاق، والبنية الاجتماعية. أ. حسني عايش