ابدأ بالعوامل الخارجية قبل الداخلية
إذا أردت أن تنمي المهارات التنفيذية لدى طفلك، فأبدأ بالبيئة والعوامل الخارجية المحيطة بطفلك قبل أن تبدأ به هو شخصيا. ولتوضيح تلك الفكرة، إليك المثال التالي : قبل أن تعلم طفلك ألا يسير في منتصف الطريق، كنت تسير معه، وتمسك بيده حتى تصلا إلى جانب الطريق. بعد ذلك، نظرا إلى أنك ظللت تكرر مسامعه القاعدة التالية :" انظر يمينا ويسارا قبل أن تعبر الطريق" ، فقط قام بتخزينها في ذاكرته. وبالتالي، رأيته يتبع ما أوصيته به، حتى أصبح قادرا على عبور الطريق بمفرده.
نستنتج مما سبق أننا نقوم بتنظيم البيئة المحيطة بأطفالنا وتطويعها للتعويض عن المهارات التنفيذية التي لم يكسبوها بعد.
وعندما تقرر مساعدة طفلك على تطوير مهاراته التنفيذية، يتعين عليك أن تبدأ دائما بتغيير العوامل الخارجية قبل الانتقال إلى الاستراتيجيات التي تتطلب تغيرات داخلية لدى الطفل.
هذا، وتتضمن العوامل الخارجية التغييرات التي تستطيع إجراءها على الظروف المحيطة به، أو على المهمة المسندة إليه ، أو على الطريقة التي تتعامل بها معه. وينبغي ألا يفوتك أن تضع هذه الاحتمالات الثلاثة في الاعتبار كلما أردت تعديل العوامل الخارجية، لتسهل المهمة على طفلك ، وتنمي مهاراته التنفيذية. لذا ، يمكنك إجراء بعض التغييرات الطفيفة على الظروف المكانية أو الإجتماعية. وليس هذا بالأمر العسير، فإذا كان طفلك يعاني من اضطراب نقص الانتباه والنشاط المفرط، يمكنك أن تجعله يقوم بواجباته المدرسية في المطبخ، حيث يمكن مراقبته وتذكيره بها، وتشجيعه على الاستمرار.
تأليف : بيج دوسون ، ريتشارد جوار