الحرفة بسكون الحاء وكسر الراء جمعها حرف وهي طرق وعدد من وسايل كسب العيش من زراعة وتجارة وصناعة وغيرها .والحرفي هو الذي يكسب رزقه بالعمل في حرفة ما بصفة مستمرة ومنتظمة.
وأما المهنة فهي غالبا ما له صلة بالعمل اليدوي الذي يصاحبه عادة ابتذال واتساخ اليدين والملابس كالحدادة ونحوها. وقال بعض أهل اللغة إن المهنة تزيد على الحرفة بوجود خبرة ومهارة وحذق نتيجة الممارسة الأطول ، وغير ذلك من التعريفات.
مكانه العمل والكسب في الاسلام.
عدّ الاسلام العمل والكسب والإحتراف عبادة يؤجر عليها الانسان لأن مفهوم العبادة لايقتصر على الاعمال والممارسات الموصوفة كالصلاة والصيام وغير ذلك بل إن جميع الأعمال والمهن التي يتوصل بها الإنسان أو بشيء منها لتحقيق احتياجاته الفردية أو إحتياجات المجتمع أو نفع الناس والسعي في راحتهم وازدهار حياتهم هي من العبادات بالمعنى العام.
ومن الثابت أن آدم كان حراثاً وكان نوح وزكريا نجارين وكان داوود زرادا يصنع لباس الحرب وأما إدريس فكان خياطا وكان موسى راعيا وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الرعي والتجارة .
أهداف الاحتراف والكسب.
يرمي الاسلام من دفع الناس الى التكسب والإحتراف لتحقيق عدة أمور ذات أبعاد تربوية ومعيشيةوحضارية منها حفظ كرامة الإنسان عن مذلة السؤال والتسول وإعتماد الانتاج الفردي لخدمة الذات والمجتمع بالعمل المنتج والمفيد ،ومنها تحقيق الذات والمشاركة في بناء المجتمع صناعةً أو تجارةً أو زراعةً أو وظيفة بعيدا عن الكسل والتواكل والخمول.
ومن هذه الاهداف إقامة المجتمع الإسلامي القوي المستغني بذاته عن غيره بعدة طرق منها إستخراج المواد الأولية ومعالجتها وتصنيعها واستثمارها في الميادين التنوية ، ومن هذه الاهداف إرساء قاعدة التعاون الاجتماعي والإنساني لأجل إستمرار الحياة وتحقيق المنافع المختلفة للناس .
ويلاحظ لما تقدم وغيره أن أسواق المسلمين قديما كانت تحفل بالكثير من المهن والحرف والصناعات والنشاطات الاقتصادية المتنوعة منها صرف العملات واستبدالها ، صناعة الأسلحة، النشاطات الزراعية والفلاحية ،القصاب أة اللحام والماشطة ومهن أخرى متنوعة.